❊ الصندوق سيعطي دفعا قويا للصناعات التحويلية في الطاقة والفلاحة أكد الخبير الاقتصادي، الهواري تيغرسي، أن إنشاء صندوق استثماري مشترك بين الجزائر وسلطنة عُمان، يتم من خلاله إقامة شراكات ومشاريع مشتركة في مجالات الطاقة المتجددة، البتروكيماويات، الزراعة الصحراوية، والتكنولوجيا، وسيتيح حلولا لتمويل مشاريع مربحة بالنّظر إلى التحفيزات التي توفرها الجزائر للمستثمرين، وسيعطي دفعا للصناعات التحويلية للمواد الطاقوية والفلاحية وغيرها. ثمّن تيغرسي، في تصريح ل"المساء" أمس، إنشاء الصندوق الاستثماري المشترك بين الجزائر وسلطنة عُمان، الذي تم الإعلان عنه على هامش زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية، إلى سلطنة عُمان، مشيرا إلى أنه خطوة مهمة نحو تعميق الشراكة الاقتصادية بين البلدين الصديقين لترقى إلى مستوى العلاقات السياسية بينهما، مؤكدا أن جودة العلاقات السياسية مع الدول الأجنبية يجب أن تترجم إلى شراكات حقيقية في المجال الاقتصادي بمبدأ رابح- رابح للطرفين. وأفاد الخبير، أن الصندوق سيقترح وسيقدم حلولا لتمويل مشاريع استثمارية ذات ربحية في المراحل القادمة، خاصة أنها تملك المادة الخام في عديد المجالات خاصة في مجال الطاقة، والعديد من المميزات لخلق حركية استثمارية وأرباح ضخمة. وأوضح أن الجزائر وسلطنة عُمان لهما استراتيجية استثمارية لتقييم شراكات فعلية حسب التخصصات، كما أنهما يملكان ثروة في عدة قطاعات خاصة في الطاقة والفلاحة لازال جزء كبير منها بحاجة إلى استثمار، الأمر الذي يجعل خلق هذا الصندوق في هذه المرحلة انجازا "بالغ الأهمية" يعطي للجزائر حيوية وحركية، من المنتظر أن تترجم في قطاع الصناعات التحويلية، باعتبار أن الجزائر تتوفر على إمكانيات هائلة في مجال المواد الطاقوية الخام يمكن تحويلها إلى منتوجات مصنّعة نهائية في إطار الشراكة مع الخارج للتقليل من الاستيراد باعتبار أن الجزائر تستورد حاليا 70 بالمائة من المشتقات الطاقوية، في حين أنها تملك المادة الخام التي يمكن استعمالها لإنتاج هذه المشتقات محليا عن طريق إقامة شراكة لتلبية الحاجيات الوطنية والتوجه إلى التصدير مستقبلا، خاصة وأن المواد الخام الجزائرية معروفة بنوعيتها والإقبال عليها في الأسواق الدولية. وأشار بأن الجزائر تركّز بقوة على الصناعات التحويلية في مجال الطاقات المتجددة من هيدروجين أخضر وكهرباء وغيرهما من المنتجات التي تلقى إقبالا في الأسواق الأوروبية، مذكّرا بأن الجزائر بإمكانها إقامة شراكات في مجال الصناعات التحويلية الطاقوية مع أوروبا، خاصة وأنها مورد له موثوقية ومصداقية ومعروف باحترامه لالتزاماته في مجال التموين بالمحروقات التي تصدّرها من نفط وغاز، مما قد يحفّز هذه البلدان على الدخول في شراكات لإنجاز مشاريع تحويلية معه. ويرى تيغرسي، بأن مناخ الأعمال والاستثمار بالجزائر أصبح محفّزا وجذّابا للاستثمار من خلال الإصلاحات الاقتصادية التي تم القيام بها وعلى رأسها قانون الاستثمار، بالإضافة إلى الدعم الذي تمنحه الدولة للكهرباء والمياه وتوفير العقار الصناعي، ناهيك عن تكاليف اليد العاملة المنخفضة مقارنة بالعديد من الدول وكلها مدخلات من شأنها التقليل من تكاليف الإنتاج، وهو ما يحفّز المستثمرين على إقامة مشاريع بالجزائر. كما أشار الخبير الاقتصادي، إلى أهمية توسيع هذه الشراكة إلى باقي القطاعات بما فيها القطاع السياحي الذي لا يزال غير مستغلا بالجزائر، التي تتوفر على 40 نوعا من السياحة وتحتاج إلى استثمارات لاستغلاله بالشراكة مع مؤسسات كبرى كما تم القيام به مع المتعاملين الإيطالي والقطري في قطاع الفلاحة.