قدم مرشح الائتلاف الحاكم للانتخابات الرئاسية في السنغال أمادو با الإثنين "تهنئته" للمرشح المناهض للنظام باسيرو ديوماي فاي، بعد تقارير تفيد بتقدم هذا الأخير في نتائج الاقتراع الذي جرى الأحد. ودعي نحو 7,3 ملايين ناخب إلى الاختيار بين 17 مرشحا بينهم امرأة، وجرت العملية الانتخابية من دون أي حوادث تذكر، في مشهد مناقض للاضطرابات التي شهدتها البلاد بعد القرار الرئاسي بإرجاء الانتخابات. وكان رئيس الوزراء أمادو با (62 عاما) قد شغل عدة مناصب وزارية أخرى، من بينها حقائب الخارجية والاقتصاد والمالية. ومثل في هذه الانتخابات ألوان الغالبية الرئاسية والرئيس ماكي سال. وكان قدم نفسه كمرشح الاستقرار والاستمرارية في مجال السياسة الاقتصادية. من جهته قدم الرئيس المنتهية ولايته، ماكي سال، التهاني للرئيس المنتخب قائلا: "أحيي حسن سير الانتخابات الرئاسية في 24 مارس 2024 وأهنئ الفائز، السيد باسيرو ديوماي فاي، الذي تظهره الاتجاهات على أنه الفائز. إنه انتصار الديمقراطية السنغالية". وكان الوقت المتاح أمام باسيرو ديوماي فاي (44 عاما) للقيام بحملته الانتخابية أقل بكثير مقارنة بالمرشحين الآخرين. والسبب أنه كان معتقلا في السجن. ويسعى فاي إلى إنهاء التعامل بعملة الفرنك الإفريقي الموروثة من الاستعمار الفرنسي وإصدار عملة وطنية جديدة. وفي قطاع التربية يريد تعميم تدريس اللغة الإنجليزية في بلد لا تزال اللغة الفرنسية فيه لغة رسمية. وينوي أيضا إعادة النظر في العقود التي أبرمتها السنغال مع دول أخرى في مجال المناجم والتعدين والمحروقات إضافة إلى اتفاقيات الدفاع. كما يخطط لإصلاح المؤسسات السنغالية وإدراج منصب نائب الرئيس إضافة إلى وضع ضوابط صارمة للحد من صلاحيات منصب الرئيس. ويرى مراقبون أن فوز فاي يعني تلقي فرنسا لضربة موجعة جديدة في القارة السمراء، حيث يتواصل الهبوط الحاد للوجود الفرنسي في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، وهو ما حدث سابقا في مالي، بوركينافاسو والنيجر. وحسب المحلل مبارك عبدول فإنه بفوز الشاب اليساري المعارض باسيرو ديوماي فاي المدعوم من الطبقة الفقيرة المهمشة والمعادية للاستعمار أيضاً يكتمل المشروع المناهض للاستعمار الأوروبي والغربي في المنطقة. ووفق ذات المتحدث فإن انتصار فاي هم استكمال لثورة بوركينافاسوومالي والنيجر التي أخذت طابعاً عسكرياً، حيث انضمت إليها السنغال عبر صناديق الاقتراع لتأخذ المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا (الايكواس) منحى جديد بعد فوز اليوم. من جهته، كتب الباحث في الشؤون الإفريقية، إدريس آيات، على حسابه في "اكس": "في السنغال: بسيرو ديوماي فاي من السجن إلى الرئاسة في أقلّ من أسبوعين/ قلعة فرنسية أخرى تنهار في غرب إفريقيا". أمام الصحفي المتخصص في الشأن الإفريقي، جبرين، فكتب على حسابه في "اكس" معلقا على نتائج الانتخابات الرئاسية السنغالية: "ضربة أخرى لفرنسا في إفريقيا". وشهدت السنغال منذ 2021 فترات من الاضطرابات نتيجة الصراع الشرس بين المعارض عثمان سونكو والسلطة، فضلا عن التوتر الاجتماعي والغموض الذي أبقى عليه الرئيس ماكي سال لفترة طويلة حول احتمال ترشحه لولاية ثالثة. وكان مقررا أن يدلي السنغاليون بأصواتهم في 25 فبراير، لكن تأجيلا في اللحظة الأخيرة أثار أعمال عنف خلفت أربعة قتلى. وشكلت بلبلة استمرت عدة أسابيع واختبارا للديمقراطية في السنغال، إلى أن تم تحديد موعد 24 مارس. رغم هذا الأخير، لاحظ مراقبو الاتحاد الأوروبي أن العملية الانتخابية تجري "بهدوء وفاعلية وفي شكل منظم"، على قول رئيسة البعثة مالين بيورك. كما أنها المرة الأولى التي لا يترشح رئيس منتهية ولايته لإعادة انتخابه.