انطلقت أشغال الندوة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا، اليوم الأحد، بمركز الاتفاقيات محمد بن أحمد بوهران، بتقديم تقرير حول مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، في أول جلسة من طرف إدريس منير لعلالي، مسؤول المركز الإفريقي لمكافحة الإرهاب، بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسه وفتح مقره بالجزائر. واستقبل وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، أمس بوهران، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بعمليات السلام، السيد جون بيار لاكروا، فقد أشاد المسؤول الأممي بدور الجزائر البنّاء بمجلس الأمن، منذ شروعها في عضويتها غير الدائمة. وفي نفس الإطار، استقبل أحمد عطاف وزير العلاقات الدولية والتعاون لجمهورية ناميبيا، بيا موشيلينجا، للتباحث حول واقع العلاقات الثنائية وتطابق مواقف البلدين حول القضايا الراهنة، القضية الفلسطينية ومسألة تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية. للتذكير، تحتضن مدينة وهران، يومي 1 و2 ديسمبر 2024، أشغال الدورة الحادية عشرة للندوة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا، منذ إطلاقها بمبادرة جزائرية عام 2013، فرضت الندوة نفسها كمنبر أساسي للتنسيق بين الأعضاء الأفارقة الثلاثة في مجلس الأمن الدولي (A3) وأعضاء مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، بهدف الدفاع عن المواقف الإفريقية المشتركة وتعزيز دبلوماسية إفريقية موحدة ومؤثرة. وستشهد هذه الدورة مشاركة أعضاء مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، الأعضاء الأفارقة الحاليين والجدد والمنتهية ولايتهم في مجلس الأمن، بالإضافة إلى جمهورية غيانا التعاونية كممثل لأمريكا اللاتينية والكاريبي ضمن آلية (A3+1)، إلى جانب مفوضية الاتحاد الإفريقي، منظمة الأممالمتحدة، وأصدقاء الندوة وشركائها. وتتولى الجزائر، في هذه الدورة، دورا مزدوجا بصفتها البلد المضيف والمبادر بهذه الندوة، وكعضو في المجموعة الإفريقية الثلاثة (A3) بمجلس الأمن الدولي للفترة 2024-2025. وتعكس التزام الجزائر بتعزيز العمل الإفريقي المشترك وإيجاد حلول إفريقية للتحديات الإفريقية، مما يتيح لها فرصة تعزيز الجهود الرامية إلى تقوية الكتلة الإفريقية داخل الهيئات الدولية متعددة الأطراف. وتتناول الدورة الحادية عشرة عددا من المواضيع الاستراتيجية ذات الأهمية الكبرى، منها تعزيز التنسيق بين مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي والأعضاء الإفريقيين الثلاثة في مجلس الأمن، من أجل إسماع صوت إفريقيا لدى هذه الهيئة والدفاع بفعالية عن المواقف الإفريقية المشتركة حول المسائل المتعلّقة بالسلم والأمن. مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، عبر تعزيز القدرات التكاملية للدول الإفريقية للتصدي لهذه التحديات، مع التركيز على دور المركز الإفريقي لمكافحة الإرهاب (AUCTC) بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسه. بالإضافة إلى مناقشة كيفيات تنفيذ "ميثاق المستقبل" الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، شهر سبتمبر الماضي، خاصة فيما يتعلق بإصلاح مجلس الأمن لمنظمة الأممالمتحدة وتفعيل القرار 2719 لمجلس الأمن حول تمويل عمليات دعم السلام بقيادة الاتحاد الإفريقي. وتمثل ندوة وهران، التي أضفي عليها الطابع المؤسسي عبر مشروع "مسار وهران"، منصة استراتيجية لتعزيز العمل الإفريقي المشترك، وتوفر خارطة طريق للدبلوماسيات الإفريقية، مما يدعم جهود القارة في تحقيق الأمن والاستقرار وتعزيز حضورها الفاعل في صنع القرار الدولي.