يصنع اللاعب الدولي الجزائري، رياض محرز، الحدث هذه الأيام في البطولة السعودية، بفضل المردود المميز الذي صار يقدّمه كل أسبوع مع ناديه أهلي جدة، أعاد إلى أذهان عشاقه "السحر" الذي كان ينثره في "البريميرليغ" عندما حصد الألقاب والتتويجات مع ليستر سيتي وبعدها مع مانشستر سيتي. وتخطى قائد "الخضر" المرحلة الصعبة التي عاشها في موسمه الأول مع أهلي جدة السعودي وفي بداية الموسم الجاري، وتحوّل خطاب النقاد من انتقاد صفقته إلى التغنّي والإشادة بإمكانياته ليصبح حاليا النجم الأول للفريق بلا منازع. وكان رياض بحاجة إلى وقت من أجل التأقلم في البطولة السعودية، وكذا تدارك النقص الذي كان يعاني منه على المستوى البدني، والذي انعكس سلبا على مردوده في المنتخب الوطني، ما أثار الجدل حول قدرته على الاستمرار أو ضرورة دفعه نحو الاعتزال، لكن رياض رفض فكرة "الاعتزال الدولي" مبكّرا وأصر على مواصلة مشواره مع "الخضر"، فاستعان بمحضر خاص به ساهم في استعادة لياقته البدنية، ومن ثمة إظهار مهاراته الفنية على الميدان، فصار محبوب جماهير ال "راقي" وصانع لأفراحهم على الصعيدين المحلي والقاري. كما كانت عودة رياض قوية لصفوف "الخضر"، لاقيا كل الدعم والثناء من الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش الذي اعتبره أحد أبرز الركائز في كتيبته. وتزامنت العودة القوية لرياض محرز مع فريقه أهلي جدة السعودي، مع اقتراب استئناف تصفيات مونديال 2026 المرتقبة شهر مارس القادم، بخوض جولتين الخامسة والسادسة من التصفيات أمام منتخبي بوتسوانا والموزمبيق على التوالي. ونظرا لعدم استفادة "الخضر" من فترة توقّف دولية منذ آخر مباراة خاضها شهر نوفمبر الماضي أمام منتخب ليبيريا (5/1) يوم 17 نوفمبر الماضي، فإن اختبار شهر مارس يعدّ هاما بالنسبة لمشوار المنتخب الوطني في تصفيات مونديال 2026، رغم تواجده في صدارة المجموعة السابعة ب 9 نقاط متبوعا بمنتخب الموزمبيق. وعليه خبرة رياض محرز وتواجده في أحسن مستوياته، سيخدم الناخب الوطني بيتكوفيتش لتخطي عقبتي بوتسوانا والموزمبيق ومواصلة سباق التصفيات في أحسن رواق. وكان محرز نجم سهرة الجمعة مع الأهلي السعودي، مؤكداً مرة أخرى، أنه يعيش أفضل فتراته منذ وصوله للفريق. وساهم رياض في تجاوز فريقه الأهلي عقبة الفتح خلال الجولة 19 من البطولة السعودية للمحترفين، وذلك بنتيجة 2-0. وتحصل محرز على ثالث أحسن تقييم من جانب ناديه، وفقا لمنصة "سوفا سكور" ب 7.5 من 10، ولم يتفوق عليه سوى الهداف إيفان توني والحارس إدوارد ميندي. وتمكّن قائد منتخب الجزائر من جلب ضربة جزاء سجلها توني بعد مرور 17 دقيقة من اللعب، ليعود النجم الإنجليزي من جديد ويسجّل ضربة جزاء ثانية في الدقيقة ال62 حسم بها فوز فريقه. وبلغة الأرقام، لمس رياض محرز الكرة في 53 مرة بنسبة تمريرات ناجحة وصلت ل79 بالمائة. وقدّم صاحب القدم اليسرى، تمريرة مفتاحية عجز زملاؤه عن تسجيلها، كما اكتفى بالتسديد "دون تأطير" في مرة وحيدة خلال الدقائق ال87 التي لعبها، فضلاً عن ذلك، اكتفى محرز بمراوغة ناجحة واحدة من أصل 3 محاولات. ودخل الجناح الجزائري ب7 صراعات ثنائية من أصل 13، كما سقط في مصيدة التسلل مرتين. ولعب قائد "الخضر" هذا الموسم 27 مباراة بمختلف المنافسات مع الأهلي، سجل خلالها 9 أهداف وقدّم 12 تمريرة حاسمة. وعبر رياض محرز عن ارتياحه للمردود الذي يقدمه مع فريقه الأهلي ورغبته في قيادته لتحقيق الألقاب، لا سيما اللقب الأسيوي، حيث تحدّث لوسائل الإعلام عقب فوزه على الفتح، أول أمس "قدمنا مستويات جيدة هذا الموسم في دوري أبطال آسيا للنخبة، ونسعى للتتويج باللقب القاري، نحن في وضع جيد وما زال لدينا طريق طويل لتحقيق هذا الهدف" على حد قوله. تجدر الإشارة إلى أن رياض محرز كان في مواجهة مواطنه وزميله السابق في المنتخب الوطني، سفيان بن دبكة، الذي شارك أساسيا، لكنه بقي يعاني مع فريقه في ذيل الترتيب برصيد 10 نقاط فقط.