بعد أربعة مواسم قضاها على رأس العارضة الفنية للدفاع قرر المدرب بوغرارة الرحيل عن الفريق وهو ما أعلنت عنه الإدارة سهرة أول أمس الجمعة، ورغم أن هذا القرار فاجأ أنصار الدفاع وجميع المتابعين للشأن الكروي في الجزائر، إلا أن الوضعية الصعبة التي يتواجد عليها الفريق في جدول الترتيب والنتائج المتواضعة المسجلة في مرحلة العودة، دفعت التقني الشاوي إلى اتخاذ هذا القرار الذي لم يجد معارضة لدى الإدارة. القرار كان بالتراضي بين الطرفين وفاجأ الجميع كان الرئيس قرعيش وأعضاء الإدارة قد عقدوا اجتماعا بالمدرب بوغرارة بعد نهاية الحصة المسائية ليوم أول أمس الجمعة ،حيث تم التطرق للعديد من القضايا التقنية والفنية، وبعد أن أبدى كل طرف برأيه حول الوضعية الحالية للفريق تم الاتفاق على الطلاق بالتراضي خاصة وأن المدرب بوغرارة كان مصمّما على الرحيل وكان يرى أن مصلحته ومصلحة الفريق تقتضي ذلك. التعثر أمام الموب قطع حبل الود بينه وبين الإدارة قرار المدرب بوغرارة بالرحيل عن الدفاع جاء بعد المعطيات التي أعقبت التعثر الأخير داخل الديار أمام مولودية بجاية والذي جعل الإدارة تحمل المسؤولية الأكبر للطاقم الفني الذي لم يتمكن من إيجاد الحلول المناسبة في هاته المباراة والعديد من المباريات الأخرى في مرحلة العودة، وهو الأمر الذي أثّر كثيرا على الثقة بين الطرفين. تحميله المسؤولية للاعبين "القطرة التي أفاضت الكأس" النتيجة المسجلة أمام الموب لم تكن السبب المباشر في تقبل الإدارة لفكرة رحيل المدرب بوغرارة، بل أنها كذلك لم تتقبل التصريحات التي أدلى بها هذا الأخير بعد اللقاء المذكور، حيث أرجع تراجع نتائج الفريق إلى نوعية اللاعبين، وهو الأمر الذي لم يتقبله الرئيس قرعيش الذي أكد أن هذا التصريح سيؤثر على تماسك المجموعة ويتسبب في تدهور العلاقة بين المدرب واللاعبين. التيار أصبح لا يمر بين الطرفين في الفترة الأخيرة تخوّف الإدارة كان في محله، حيث ظهر جليا في الحصص التدريبية التي أجراها الفريق الأسبوع الماضي أن التيار أصبح لا يمر بين المدرب بوغرارة ولاعبيه، وهو الأمر الذي جعل الحارس السابق للمنتخب الوطني يفكر في الرحيل عن الفريق وكانت الفرصة مواتية للحديث مع الإدارة حول هذا الموضوع، والتي لم تعارض بدورها هذه الفكرة خاصة وأنها كانت متخوّفة من تأثير هذه المستجدات على مستقبل الفريق. بوغرارة شعر أنه غير مرغوب فيه وقرر الرحيل الأجواء التي ميّزت تدريبات الفريق هذا الأسبوع وعدم تنقل الرئيس قرعيش إلى الملعب لحضور التدريبات إضافة عدم حديثه مع المدرب بوغرارة لمدة أسبوع تقريبا، جعلت التقني الشاوي يشعر بأنه أصبح غير مرغوب فيه خاصة وأنه كان يلقى مساندة كبيرة من قبل الإدارة بعد التعثرات السابقة على خلاف ما كان عليه الحال بعد مباراة الموب، حيث وجد نفسه وحيدا يواجه ضغط الأنصار. الإدارة لم تقف في صفّه على غير العادة رغم أن الرئيس قرعيش كان يؤكد في كل مرة على وقوف الإدارة إلى جانب المدرب بوغرارة، إلا أن النتائج المسجلة في مرحلة العودة وتوتر العلاقة بين المدرب واللاعبين، جعله يغير من رأيه حيث لم يعارض فكرة رحيل التقني الشاوي خاصة وأنه لاحظ حاجة الفريق لقائد جديد في الفترة المقبلة. نهاية حزينة لقصة بوغرارة مع الكتيبة الزرقاء رحيل المدرب بوغرارة عن العارضة الفنية للدفاع ورغم أنه كان بمحض إرادته إلا أن الجميع أكد أن الرجل كان يستحق طريقة أفضل لمغادرة الفريق، لا سيما بعد الإنجازات الكبيرة التي بصم عليها خلال الفترة التي أشرف فيها على الفريق، كما أن المواسم التي قضاها في مدينة تاجنانت جعلته يحظى بمكانة خاصة لدى أنصار الدفاع، الذين تمنوا حظا موفقا للتقني الشاوي في مشواره التدريبي. 4 مواسم من الأفراح و122 مباراة رسمية لعب الدفاع تحت قيادة المدرب بوغرارة 122 مباراة رسمية مقسمة بين بطولة الهواة، والرابطتين المحترفة الثانية والأولى وكذلك كأس الجمهورية، حقق من خلالها نتائج باهرة وقاد الفريق لتحقيق صعود تاريخي إلى حظيرة الكبار، وبغض النظر عن تراجع مستوى الفريق هذا الموسم فإن اسم المدرب بوغرارة سيبقى مرتبطا بالدفاع لمدة طويلة.