خطا اتحاد العاصمة خطوة عملاقة نحو بلوغ المربع الذهبي من منافسة كأس الاتحاد العربي، عقب اكتساحه أول أمس ممثل المملكة الأردنية نادي البقعة بنتيجة ستة أهداف مقابل هدف، بملعب عمان الدولي، حيث أكدت كتيبة الفرنسي كوربيس أن أمر إيقافهما نحو الأمام أصبح معضلة، في ظل التألق اللافت لنجومها ، فالتشكيلة عزفت على أوتار شباك الأردنيين لحنا أطرب العاصميين، الذين يحق لهم أن يفتخروا بلاعبيهم بعد أن كانوا عند حسن الظن فرسموا أمام البقعة صورة كروية انتهت بسداسية كان أبطالها جديات، حنيفي وشافعي، إذ لم تترك لقائل مقال في المباراة العربية. سيطرة ومتعة فوق الميدان وإذا كانت الأمور بخواتيمهما فإن أبناء رولان كوربيس قالوا كلمتهم من البداية فضحكت لهم النهاية ليقهروا البقعاوية في نهاية المطاف، مؤكدين أن فريقهم كان الأفضل بكل المقاييس ولم يتركوا لنظيرهم فرصة لالتقاط أنفاسه فأطبقوا عليه منذ اللحظات الأولى بدليل تسجيل ثلاثة أهداف في ظرف سبعة دقائق، ما عقد جهود زملاء عدنان سليمان الذين بدوا مستسلمين، ومسلّمين في آن واحد بأن اتحاد العاصمة قد حسم بلا ريب أمر الانتصار فلم يجدوا أمام حالة اليأس التي انتابتهم سبيلاً لاستعادة التوازن أو على الأقل للتقليل من وطأة الهزيمة، ولم تجد محاولاتهم الخجولة على مدى الشوطين في تشكيل أي خطر حقيقي على مرمى الحارس الدولي محمد الأمين زماموش. الأردنيون كانوا يعدون الكرات واعترفوا بقوة الاتحاد كان الفوز الذي حققه اتحاد العاصمة على حساب البقعة الأردني أجمل وأروع من الانتصارات التي ظفروا بها في المواجهات الماضية، كيف لا وأن زملاء المهاجم سوڤار أخفوا الكرة لنظرائهم وأتاحوا الفرصة للجمهور الأردني لكي يشاهد كرة قدم متطورة لا تخلو من العروض الكروية، حيث كان الأردنيون يعدون تمرير الكرات ولاعبو البقعة يتفرجون أو بالأحرى يحصون عدد الكرات التي كانت تمر على أرجل أشبال كوربيس، وأمام هذه الوضعية فإن من حق أبناء “سوسطارة” أن يحلموا باللقب العربي، مادام أنهم وضعوا أقدامهم في نصف النهائي. “هاتريك” رائعة من جديات أبناء كوربيس ملئوا أرض الملعب حيوية ونشاطا وزادوا إليه ذكاء حادا من خلال قراءة المستطيل الأخضر كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي، وترجموا محاولاتهم إلى نصر كبير، بفضل الثلاثية الرائعة التي وقعها المهاجم جديات لعموري الذي فتح الشهية لرفاقه بداية من الدقيقة الرابعة، وهو ما فتح الشهية لرفاقه الذين تيقنوا أن الوصول إلى حارس مرمى البقعة أنس طريف أصبح سهلا للغاية، وأمام هذه الوضعية فإنه يمكن القول أن قوة ابن سور الغزلان في هز شباك المنافسين لا تزال قائمة. حنيفي كان عند وعده وبعث بعدة الرسائل أكد أول أمس مهاجم اتحاد العاصمة سليم حنيفي أن العبرة بالخواتيم وأن ما حدث له من تهميش وصعوبة التأقلم في أول أيامه مع أصحاب اللونين الأحمر والأسود، لم يمنعه من أداء واجبه كما ينبغي ومعتمدا على إرادته القوية، حيث أخرج ابن بابا حسن كل ما في جعبته من حس تهديفي ووقع ثنائية في مرمى البقعة، ستكون انطلاقته الحقيقية كما أكده ل”الخبر الرياضي” أمس الأول، وعليه فإنه كان عند كلمته وبعث برسائل سيفهما جيدا الفرنسي كوربيس. بن عمارة سجل عودة موفقة أما الظهير الأيمن يوسف بن عمارة بناي العائد الذي لم يظهر له أثرا في التشكيلة الأساسية منذ مرحلة العودة، فإن مشاركته أول أمس كان موفقا إلى أبعد الحدود -حسب سواد العارفين- بعدما غلق المنافذ في جهته ولم يترك الفرصة لمهاجمي البقعة للتوغل، وهو الأمر الذي قد يجعل يعود إلى منصبه الأساسي كما كان عليه من قبل، أما بوزيد الذي كان يعاني من إصابة خلال الأيام الماضية، فإنه هو الآخر استعاد مستواه وقدم أداء مقنعا خلال المرحلة الثانية.