يعود أمسية اليوم منتخبنا الوطني لأجواء المباريات الرسمية باستضافة نظيره البينيني في إطار الجولة الثالثة من المجموعة الثامنة لتصفيات كأس العالم 2014 المقررة في بلاد السامبا البرازيل، وتعد المواجهة التي سيحتضنها ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة هي السابعة بين الأفناك والسناجب(التسمية التي يطلقها البنينون على لاعبيهم ، حيث يعتبرون السنجاب رمزا لمنتخبهم)، إذ سبق للمنتخبين أن تقابلا في ست مواجهات من قبل عرفت سيطرة مطلقة بالطول والعرض لمحاربي الصحراء، الذين فازوا في 4 مواجهات (2 رسمية و 2 ودية) وتعادلوا مرتين (مقابلتان رسميتان) وسجلت الجزائر في مرمى البينين 16 هدفا(10 في مقابلات رسمية و6 في الودية) وتلقت شباكه 5 أهداف(4 في مباريات رسمية وهدف في ودية)، وبين أول هدف سجل في تاريخ المواجهات بقدم بن صاولة وآخر هدف سجله البينيني بوكو سجلت 21 إصابة في مباريات كانت تسير في اتجاه واحد للخضر، وهو ما يتمناه الجميع بتكريس وتجسيد السيطرة في مقابلة اليوم وتخطي هاته العقبة بسلام خصوصا أن المنتخب البينيني تطور بشكل لافت في السنوات الأخيرة مقارنة بالمنتخب الذي واجهناه في الماضي، وهذا راجع للاستعانة بالخبرات الأجنبية، وتجدر الإشارة إلى أنه قبل أول لقاء بين الجزائر والبينين في سنة 1983 سبق للخضر أن قاموا بتربص مغلق في البينين وإجراء ثلاث مقابلات تحضيرية مع فرق بينينية وسنتطرق لكل هذا بالتفصيل في موضوعنا لهذا اليوم. الخضر تربصوا في البينين تحضيرا لكان 1980 بعد سنوات من الانتظار استطاع المنتخب الجزائري من العودة للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا بعد غياب دام 12 سنة، بحيث تمكن الخضر من التأهل عن جدارة لكان 1980 التي كانت مقررة في دولة نيجيريا، ومن أجل الاستعداد لهذا المحفل الهام قام الطاقم الفني بقيادة اليوغسلافي زدرافكو رايكوف ومحي الدين خالف بوضع برنامج تحضيري دقيق وكان شغلهم الشاغل ليس في قوة منتخبات غانا والمغرب وغينيا الموجودين في نفس مجموعة الأفناك بل يتمثل في مخاوف من عدم قدرة رفقاء بلومي من التعود على الأجواء المناخية الصعبة الموجودة في نيجيريا خصوصا أن أغلب اللاعبين شباب وغير متعودين على البقاء لمدة طويلة في بلد إفريقي له مناخ مثل نيجيريا ، ومن أجل حل هذه المعضلة قرر الطاقم الفني إجراء تربص في دولة البينين المجاورة لنيجيريا من جهة الغرب والتي لها نفس مناخ نيجيريا وبالفعل تم كل شيء ووافقت البينين على استضافة الجزائر وكان الهدف من هذا التربص هو التعود على المناخ من جهة وثانيا إجراء مباريات مع فرق محلية بعيدا عن الأنظار وتفادي مواجهة منتخبات معروفة خوفا من مراقبي المنتخبات المنافسة الذين قد يكتشفون الأسلحة التي يحضرها التقني اليوغسلافي. …وأجروا ثلاث مواجهات مع أندية محلية تنقل وفد المنتخب الوطني إلى البينين في شهر فيفري 1980 أي قبل شهر من انطلاق النهائيات وقاموا بتحضيراتهم في العاصمة البينينية كوتونو وأجروا أول لقاء تحضيري ضد فريق مدينة أتاكورا الواقعة شمال غرب البلاد ، وجرت المواجهة يوم 23 فيفري 1980 بملعب العاصمة وانتهى بفوز رفقاء بن الشيخ 3-1، ثم قامت أندية العاصمة كوتونو بتجميع أفضل اللاعبين في صفوفها، وشكلت منتخب كوتونو ليواجه الجزائر في مقابلة خاصة يوم 25 فيفري ، حيث انتهت بالتعادل الإيجابي 2-2 وهذا اللقاء سمح لرايكوف وخالف بتصحيح بعض الأخطاء قبل المنافسة الرسمية ، وختم الخضر برنامجهم التحضيري يوم 27 فيفري بلقاء ثالث وأخيرا ضد نادي بينيني انتهى لمصلحة الجزائر بنتيجة عريضة 5-1 ، وبعد نهاية هذا التربص شد الوفد الجزائري رحاله إلى نيجيريا وبالضبط لمدينة إيبدان القريبة من الحدود البينينية والتي احتضنت فعليات المجموعة الثانية التي نشطتها الجزائر ، ويعد تربص البينين ناجحا وحقق أهدافه بدليل أن النخبة الوطنية وصلت للنهائي وكانت على بعد خطوة من معانقة التاج الإفريقي الغالي . 1983: الجزائر 6-2 البينين (ذهاب الدور الأول لتصفيات كأس إفريقيا 84) بعد استقلال الجزائر وانخراطها في الكاف والفيفا لم تواجه منتخب البينين إلا بعد عشرين سنة، و كانت البينين تحمل اسم مملكة داهومي قبل أن تتعرض للاحتلال الفرنسي الذي بسط سيطرته على المنطقة وفرض تسمية داهومي الفرنسية، و في عام 1960، نالت داهومي الاستقلال التام وانخرطت في الكاف والفيفا سنة 1962 (مثل الجزائر) وقامت بتغيير اسمها في 30 نوفمبر 1975 إلى ببنين تيمناً بخليج بينين، والذي سمي بدوره تيمناً بإمبراطورية بينين القديمة. وكان المنتخب البينيني يشارك بانتظام في تصفيات كأسي العالم وإفريقيا لكنه كان يخرج خالي الوفاض من الأدوار التمهيدية في كل مرة ، ولم يسبق له أن واجه الجزائر إلا عندما أفرزت قرعة الدور الأول لتصفيات كأس إفريقيا للأمم 1984 في كوت ديفوار بمواجهة مباشرة بين المنتخبين، وتأهلت البينين للدور الأول بعد أن تجاوزت الدور التمهيدي على حساب ليبيريا بالغياب، وفي تلك الفترة كان الخضر عائدين من مونديال إسبانيا الذين أبهروا فيه العالم ، وجاء لقاء البينين كأول لقاء رسمي بعد المونديال كفرصة للتأكيد أمام منتخب جد متواضع انهزم أمام موريتانيا على أرضه ثم هزيمتين في إطار استعداداته لمواجهة الجزائر تكبدهما على أرضه ضد الكونغو والطوغو بنفس النتيجة 0-2 قبل أسبوع من حط الرحال بالجزائر، في حين أجرى الخضر مقابلتين وديتين كتحضير لهذه المواجهة كانت أمام جوجفودينا اليوغسلافي وانتهت بالفوز بنتيجة 2-0 أما اللقاء الثاني فكان ضد بطل أوروبا قبل ثلاث سنوات من ذلك التاريخ وهو النادي الإنجليزي العريق نوتينغام فورست الذي عبث به رفقاء كويسي وهزموه 3-1 . حضر المنتخب البينين للجزائر للعب لقاء الذهاب الذي جرى يوم 8 أفريل 1983 بملعب 5 جويلية أمام جمهور متوسط قدر بحوالي 28 ألف متفرج، وأدار اللقاء الحكم المالي مودي بومباي وكان يشرف على النخبة الوطنية المرحوم عبد الحميد زوبا الذي اختار محاربيه لهذه المواجهة وهم: دريد، قندوز، بلخيرة، بلعباس، كويسي، بن شيخ جفجاف، ياحي، بن صاولة، ماجر (بن جاب الله)، مناد. أما المنتخب البينيني الذي كان أغلب لاعبيه ينشطون في نادي دراغون لويمي والذي كان يستقدم حتى لاعبين معروفين، ولعب في صفوفه الأسطورة الغانية أبيدي بيلي والحارس النيجيري العملاق بيتر روفاي ودخلوا بالتشكيلة التالية كوكوي، لودجا، أجوي، قابسي، جالاد، دالميدا - فيليهو(علي كباراه)، فابلي، كوريغو، دوسو، كدات(دقوسو) أما المدرب فهو فلاكاندي. ودخل أشبال زوبا مباشرة في صلب الموضوع وبعد مرور دقيقتين فقط يعرقل بن الشيخ على الجهة اليسرى القريبة من المرمى ويتحصل على مخالفة وينفذها بنفسه وأبعدها الحارس كوكوي بصعوبة ، لترتد وتجد بن صاولة الذي أسكنها بسهولة في الشباك وسط دهشة الدفاع البينيني الذي بقي يتفرج، ليستمر بعدها الضغط الجزائري وفي الدقيقة 5 بن صاولة مجددا يستفيد من كرة على طبق من المايسترو بن الشيخ ليتوغل بسرعة وسط الدفاع وينفرد بالحارس ويسجل عليه الهدف الثاني، واستمرت حملة الهجمات الخضراء إلى غاية الدقيقة 10، حيث تلقى جفجاف كرة بالملمتر جعلته ينفرد بالحارس ويراوغه بطريقة فنية رائعة ليجد نفسه أمام شباك فارغة ويمضي الهدف الثالث في وقت قياسي، وتأكد الجميع حينها أن المنتخب البينيني مازال مصدوما بالدخول القوي للأفناك وكان لابد من استغلال الموقف ومضاعفة الغلة وهو ما حصل في الدقيقة 15، حيث توغل كويسي على الجهة اليسرى وفتح الكرة التي وجدت رأس ماجر الذي لم يجد عناء في إرسالها للشباك ، ويقتل بالتالي اللقاء في الربع ساعة الأول فقط، وتأكد الجمهور الحاضر أن الخصم متواضع ولا بد من إضافة أهداف أخرى وتسجيل فوز قياسي ، لكن مع تضييع العديد من الفرص السهلة في الشوط الأول جعل المرحلة تنتهي 4-0 في الشوط الثاني طلب زوبا من لاعبيه المواصلة على نفس نسق بداية الشوط الأول وعدم التراخي، وهو ما فهمه لاعبوه جيدا، حيث لم تمر دقيقة على بداية المرحلة حتى تحصل الخضر على ركنية التي وجدت مناد ليسجل هدفه الأول والهدف الخامس للمنتخب الذي واصل الضغط والاستعراض وتضييع الفرص التي كانت كلها تمر عبر بن الشيخ الذي ذكر الجميع بأيام مجده سنوات السبعينيات، والجميع بقي يترقب الهدف السادس الذي لم يأت سوى في الدقيقة 69 بعد تسديدة يسارية قوية من ماجر مسكها في البداية الحارس ونظرا لقوتها فلتت من بين يديه واجتازت خط المرمى . هدف سادس كان بمثابة صفعة للضيوف الذين استفاقوا من غيبوبتهم وهددوا مرمى دريد الذي كان في راحة خلال أغلب أطوار اللقاء واستطاع كوريغو تسجيل أول هدف في الدقيقة 75 قبل أن يضيف فيليهو الهدف الثاني دقيقتين من إعلان نهاية المقابلة التي عرفت مهرجانا من الأهداف وفوز ساحق للخضر 6-2 مهد الطريق نحو الدور الثاني . 1983: البينين 1-1 الجزائر (إياب الدور الأول لتصفيات كأس إفريقيا 1984 ) بعد أسبوعين، حط الخضر الرحال بالعاصمة كوتونو لثاني مرة في تاريخ الكرة الجزائرية لكن هذه المرة للعب لقاء رسمي وليس تربص، وكان مدرب البينين فلاكاندي يعلم أن المهمة مستحيلة ويصعب تدارك فارق أربعة أهداف أمام من قهر الألمان، لذلك طلب من لاعبيه تقديم مقابلة مشرفة تبقى في الذاكرة وإسعاد الجمهور البينيني مهما كانت النتيجة ، ولعب اللقاء يوم 24 أفريل 1983 بملعب الصداقة بكوتونو أمام أكثر من 10 آلاف متفرج ولم يقم الناخب البينيني فلاكاندي بتغييرات كبيرة واعتمد على كوكوي، لودجا، أجوي، جالاد، فيليهو(علي كباراه)، دالميدا، دقويو، فابلي، كينيم، كوريغو، دوسو، كدات(دقوسو). أما زوبا فقام ببعض التغييرات هو أيضا وأقحم الحارس دريد، قندوز، كويسي، بلخيرة، بلعباس، ياحي (بويش)، جفجاف (مقيداش)، ماجر، مناد، بن صاولة، بن شيخ. ومنذ البداية لم يقم رفقاء ماجر بمجهودات كبيرة مثلما فعلوا في لقاء الذهاب بعد تأكدهم من التأهل بنسبة كبيرة وبقي التعادل السلبي يخيم على اللقاء لغاية الدقيقة 28 وعلى إثر هجمة عكسية قادها وسط الميدان الدفاعي فابلي الذي تمكن من الوصول لمرمى دريد وإعلان تقدم البينين وسط فرحة هيستيرية للجمهور البينيني الذي لم يصدق أنه متفوق على قاهر رفقاء برايتنار ورومينيغي ، هذا الهدف شجع أصحاب الأرض على مواصلة اللعب الهجومي مع اكتفاء الخضر بالدفاع إلى غاية نهاية الشوط الأول بتقدم السناجب . الشوط الثاني كانت بدايته مشابهة للمرحلة الأولى، حيث واصل البينينيون هجوماتهم وهو ما جعلهم يتركون فراغات في الوسط والدفاع استغلها الخضر في هجماتهم العكسية، خصوصا مع امتلاكهم للاعبين سريعين في صورة ماجر الذي تمكن من تعديل النتيجة في الدقيقة 50،هذا الهدف جعل فلاكاندي يقوم بتغييرات ويدعم الوسط الدفاعي من أجل إيقاف الزحف الأخضر والاكتفاء بنتيجة التعادل التي انتهت عليها المقابلة وسط فرحة عارمة من لاعبي المنتخب البينيني ومدربهم الذي كان سعيدا بالنتيجة رغم الإقصاء وحتى الجمهور البينيني خرج للشوارع احتفالا بالنتيجة خصوصا أن التعادل مع الجزائر وقتها كان إنجازا كبيرا وهو ما عجزت عنه منتخبات عريقة كألمانيا والشيلي في المونديال الأخير وتأهلت الجزائر رسميا للدور الثاني لتواجه منتخب السنغال الفائز بدوره على المنتخب الليبي. 1997:البينين 1-1 الجزائر (ذهاب تصفيات المجموعة الثانية لكأس إفريقيا 98) طيلة 14 سنة كاملة لم تتح الفرصة لمواجهة بين الجزائر والبينين سواء في إطار المنافسات الرسمية أو المقابلات الودية إلى غاية إعلان قرعة تصفيات كأس أمم إفريقيا 1998 المقررة في بوركينا فاسو، حيث وقعت الجزائر في المجموعة التصفوية الثانية رفقة البينين ومالي(مثلما هو الحال في تصفيات المونديال القادم) بالإضافة لساحل العاج وتأهلت البينين لدوري المجموعات بعد فوزها في الدور التمهيدي على موريتانيا 4-1 والتعادل سلبا في نواكشط في حين تأهلت الجزائر مباشرة دون لعب الدور التمهيدي. وكان الخضر وقتها يعيشون فترة انتقالية عقبت الإقصاء الكارثي من تصفيات مونديال فرنسا على يد كينيا وتبعه زوبعة على مستوى الاتحادية التي حلت من طرف وزير الشباب والرياضة وقتها مولدي عيساوي بالإضافة لتهديدات الفيفا بسبب هذا التدخل، وبعد تجاوز تلك الزوبعة تم تغيير الفريق بنسبة كبيرة واستدعاء لاعبين جدد لضخ دم جديد في المنتخب وفتح صفحة جديدة وانطلقت التصفيات التي دخلها الأفناك بقوة بسحقهم للكوت ديفوار في الجزائر بنتيجة 4-1 من تسجيل مصابيح وصايب هدفين لكل منهما ، قبل أن ينهزم في الجولة الثانية في باماكو على يد مالي بهدف دون رد سجله توري، أما المنتخب البينيني فقد انهزم على أرضه على يد مالي 2-1 وسجل الهدف الوحيد اللاعب لاتونجي ثم تكبد هزيمة ثانية بأقل الأضرار في أبيدجان أمام ساحل العاج بهدف يتيم ، قبل أن يستقبل في الجولة الثالثة المنتخب الجزائري، وجرت المواجهة يوم 23 فيفري 1997 بملعب الصداقة بكوتونو أمام ما يزيد عن 15 ألف متفرج في لقاء صعب للطرفين ، حيث كان أصحاب الأرض يهدفون لنفض الغبار عنهم وتفادي الإقصاء المبكر أما الخضر فكانوا يسعون لتأكيد أن هزيمة باماكو كانت مجرد كبوة جواد وبعث مشوارهم من جديد عبر بوابة البينين، التي استفادت من خدمات المدافع المخضرم جون مارك أدجفو بوكو الذي تألق لسنوات طويلة في لانس الفرنسي وكان مشهورا بقصة شعره التي كانت تشبه قصة رود غوليت، بالإضافة لأمادو موداشيرو لاعب كوتبوس الألماني والهداف الشاب المعول عليه موسى لاتونجي،وقد أعد الناخب الوطني عبد الرحمان مهداوي العدة لهذه الخرجة المفخخة واختار لها كل من الحارس حمناد، بن عمارة (خريس)، مفتاح، فنازي، زروقي، غولة، دزيري، لونيسي (بن علي)، صايب، مصابيح (قاسي سعيد)، تاسفاوت. وانطلق اللقاء وسط حذر من الطرفين وبعد أخذ ورد استطاع أصحاب الأرض الوصول لشباك حمناد في الدقيقة 35 عن طريق الهداف الشاب موسى لاتونجي الذي لم يتعد سنه 19 سنة (كان وقتها يلعب لماتز الفرنسي قبل أن ينتقل لكوتبوس الألماني ويبقى لسنوات طويلة )، وحافظ السناجب على تقدمهم لغاية نهاية الشوط الأول. في الشوط الثاني أراد أصحاب الأرض المحافظة على النتيجة والعودة للخلف وترك المبادرة لرفقاء تاسفاوت الذي استطاع في الدقيقة 50 تعديل الكفة وإعادة الأمور لنصابها، وبقي التعادل لغاية إعلان الحكم نهاية اللقاء بالتعادل 1-1 التي تكررت لثاني مرة وسمحت للبينين بافتكاك أول نقطة في التصفيات وعدم مبارحة الصف الأخير، أما الخضر فرفعوا رصيدهم لأربع نقاط في المركز الثالث خلف مالي وكوت ديفوار بست نقاط لكل منهما خصوصا بعد عودة ساحل العاج بفوز ثمين من باماكو 2-1. 1997: الجزائر 2-0 البينين (إياب تصفيات المجموعة الثانية لكأس إفريقيا 98) بعد التعادل المحقق في بينين تأزمت وضعية الخضر في المجموعة بعد الخسارة في أبيدجان على يد الفيلة 2-1 رغم هدف السبق الذي سجله قاسي السعيد مع فوز مالي على البينين 3-1 مما جعل الفارق يتوسع بين الجزائر والمنتخبين إلى أربع نقاط ويتطلب معجزة في الجولتين المتبقيتين، لكن الأمل عاد بعض الشيء بعد الفوز على مالي في ملعب 5 جويلية بهدف يتيم حمل توقيع خريس وفي نفس الجولة أيضا تأهلت كوت ديفوار رسميا بعد فرضها التعادل على البينين 0-0. كل هذه المعطيات سالفة الذكر جعلت اللقاء الأخير بين الجزائر وبينين حاسم ومصيري لمحاربي الصحراء في حين كان تحصيل حاصل للضيوف ويتطلب على الخضر الفوز وانتظار هزيمة مالي في كوت ديفوار، وجرت المواجهة يوم 27 جويلية 1997 بملعب 5 جويلية أمام حوالي 20 ألف متفرج تحت إدارة الحكم المغربي عبد الرحيم العرجون ومقارنة بلقاء الذهاب فقد أجرى المدرب مهداوي عدة تغييرات وأقحم التشكيلة التالية: بن عبد الله في الحراسة، حمداني، تيزروين، زغدود، بن حملات، بن زرقة، علي دحلب (جلطي )،غول ( غولة)، بتاج تاسفاوت، قاسي سعيد. ومنذ البداية دخل رفقاء صايب بنية الوصول للشباك مبكرا ونصحهم مهداوي بعدم الخلط بين السرعة والتسرع، وقبل نهاية الربع ساعة الأول وفي الدقيقة 13 يفتح بن حملات كرة على طبق من الجهة اليسرى أمسكها الحارس بيدي قبل أن تسقط منه لتجد رأس الثعلب تاسفاوت الذي أسكنها في الشباك وحرر الجماهير التي كانت قلقة مع مرور الدقائق ومع استمرار السيطرة الجزائرية إلى غاية الدقيقة 27 ، حيث تحصل الخضر على ركنية نفذها النجم التلمساني علي دحلب لتجد رأسية هداف المولودية الوهرانية الشيخ بن زرقة الذي أضاف الهدف الثاني بكل سهولة، وبعد الهدفين لم يحدث شيء يذكر في اللقاء الذي حقق فيه الخضر المهم وهو الفوز 2-0 وسماع أخبار مفرحة قادمة من أبيدجان تتمثل في فوز الفيلة على مالي 4-2 وتأهلت الجزائر رسميا لنهائيات بوركينا فاسو في المركز الثاني برصيد 10 نقاط متخلفة عن الكوت ديفوار بثلاث نقاط ومتقدمة على مالي بنقطة في حين اكتفت البينين حاملة الفانوس الأحمر في المجموعة بنقطتين فقط ، وكان هذا آخر لقاء رسمي بين الجزائر والبينين . 2002: الجزائر 4-0 البينين (مقابلة ودية) أسندت العارضة الفنية للمنتخب الوطني للنجم الدولي السابق رابح ماجر للمرة الثانية سنة 2001 وكانت أول منافسة دولية رسمية في انتظاره هي نهائيات كان 2002 في الجارة الجنوبية مالي، وكان الوقت أمامه للتحضير لهذه المنافسة وصرح وقتها أن الكان القادم ليس من أهدافه بل هو يطمح لتكوين منتخب قوي يفوز بكأس إفريقيا 2004 ويصل لمونديال ألمانيا 2006، هذه التصريحات أغضبت كثيرا الرأي العام وخصوصا الصحافة وقتها التي انتقدت طريقة عمل ماجر بشدة وخصوصا تحضيراته لكان مالي وبالخصوص برمجته لقاء ودي ضد منتخب البينين عشية النهائيات، وهناك من سخر من هذا اللقاء وقال(ماجر يحضر للكان بلقاء ضد البانان) ولاموه على مواجهة منتخب ضعيف في حين المنافس الأول للخضر منتخب نيجيريا واجه كوت ديفوار في لقاء قوي في بواكي الإيفوارية وانتهى بالتعادل 1-1 ورغم هذا لم يكترث ماجر لكل ما كان يقال. ولعب اللقاء الودي الأول من نوعه بين الجزائر والبينين يوم 14 جانفي 2002 بملعب 5 جويلية وسط حضور جمهور قليل لم يتجاوز الألفين وأدار اللقاء الحكم الجزائري بنوزة، وجرب ماجر في هذا اللقاء 17 لاعبا وهم الحارس ڤواوي(عوضه عبدوني)، سلاطني(رحو)، حدو براجة(بونقجة)، زافور، مفتاح، بلباي(بن دحمان)، كراوش، دزيري غازي(أكرور)، تاسفاوت (خرخاش) وبعد مرور 22 دقيقة استطاع هداف غانغان الفرنسي تاسفاوت من هز شباك الحارس البينيني طوماس جيلان، وقبل انقضاء النصف ساعة الأول عاد نفس اللاعب تاسفاوت ليضيف الهدف الثاني له وللخضر والرابع له في تاريخ المواجهات بين البلدين، بقية أطوار الشوط الأول والثاني لم تحمل جديد لغاية الدقائق الأخيرة ، حيث استطاع البديل أكرور الذي دخل مكان غازي من إضافة الهدف الثالث في الدقيقة 87 ، وفي الدقيقة الأخيرة صفر الحكم بنوزة ضربة جزاء للجزائر نفذها وسجلها دزيري ، مختتما مهرجان الأهداف برباعية نظيفة قبل أيام من انطلاق العرس الإفريقي وسط تشاؤم من المتتبعين. 2009: الجزائر 2-1 البينين(لقاء ودي) بعد إفراز عملية القرعة للدور الحاسم لتصفيات كأسي العالم وإفريقيا 2010 على تواجد الجزائر في نفس مجموعة رواندا، زامبيا ومصر وللاستعداد الجيد لأول خرجة إلى رواندا، بحث الناخب الوطني رابح سعدان عن منتخب يشبه في طريقة اللعب منتخب رواندا ووقع اختياره على البينين التي تطورت مقارنة بالماضي، وأصبح لها العديد من اللاعبين المحترفين في أوروبا، وجرت المواجهة يوم 11 فيفري 2009 بملعب تشاكر بالبليدة وسط حضور غفير للجماهير الجزائرية التي أرادت اكتشاف منتخبها قبل أسابيع من التنقل لكيغالي ، بالإضافة للوجوه الجديدة على رأسها عبد القادر غزال، وكانت التشكيلة الأساسية التي اختارها سعدان لخوض آخر لقاء ضد البينين تتشكل من ڤواوي، رحو ( مفتاح)، بوقرة ( عبد السلام)، معيزة، بلحاج (زرابي)، مطمور (جديات )، منصوري، لموشية، بزاز (حاج عيسى )، غيلاس (بوعزة) غزال. أما البينين التي كان يدربها دوسييار فدخل بالحارس جيدونو، قليلي، أوسكار أولو (رضا جونسون)، أدنون، كوبينا (بوكو)، سيسينيو كريسوستوم، أهوييا، أجاموسي، أوتوموزي (مايغا)، بوتي. ولم يتمكن أشبال الشيخ سعدان من الدخول بقوة في اللقاء وانتظروا لغاية الدقيقة 36 ، حيث تمكن الوافد الجديد عبد القادر غزال من تسجيل أول أهدافه بألوان المنتخب بعد هجمة معاكسة قادها الماجيك بوقرة الذي مرر الكرة لغزال الذي انفرد بالحارس البينيني جيدونو حارس ليبورن الفرنسي ويهز شباكه، هذا الهدف أعطى دفع معنوي قوي لرفقاء القائد يزيد منصوري الذين تمكنوا قبل دقيقتين من نهاية الشوط الثاني من الوصول مرة أخرى لمرمى الضيوف عن طريق غيلاس الذي استقبل كرة من غزال لينطلق بالسرعة القصوى بين مدافعين اثنين ويوقع الإصابة الثانية في الدقيقة 43. المرحلة الثانية عرفت تراجع الفريق الوطني ، خصوصا بعد التغييرات ودخول زرابي مكان بلحاج الذي طلب التغيير بسبب التعب وخروج بزاز وتعويضه بحاج عيسى، هذا التراجع أعطى روح المبادرة للضيوف الذين رتبوا أوراقهم وقبل خمس دقائق من نهاية اللقاء مرر البديل بوكو لاعب بورتون اليبون الإنجليزي كرة على طبق لمايغا الذي استطاع تقليص الفارق قبل نهاية اللقاء بفوز الجزائر 2-1، ورغم عدم اقتناع الكثير بهذا الفوز لكن المدرب رابح سعدان صرح أنه استفاد كثيرا من هذا الاختبار قبل مواجهة كيغالي بعد أسابيع.