أسدل الستار عشية أول أمس عن بطولة أمم إفريقيا لفئة أقل من 20 سنة والتي أجريت بعين تموشنت ووهران من 16 إلى 30 مارس المنقضي، والتي أسفرت عن تربع المنتخب المصري من جديد على القارة السمراء في هذا الصنف، بعد عشر سنوات من آخر لقب له، ليتأهل إلى المونديال المقبل بتركيا، كما رافقه كل من غانا منشطة النهائي، ونيجيريا ومالي صاحبي المركز الثالث والرابع على التوالي، في حين كانت الخيبة الكبرى للمنتخب الجزائري الذي خرج من الدورة خالي الوفاض وأقصي في الدور الأول. تتويج مصري منتظر وجيل رائع يبزغ على أرض الجزائر منذ بداية الدورة أظهر المنتخب المصري استعدادات كبيرة من أجل نيل لقب البطولة، وبدأت بوادر ذلك في دورة منتخبات شمال إفريقيا التي جرت في الجزائر أين أحرز اللقب، ليتبعه بفوز مقنع أمام غانا في افتتاح مواجهاته بالبطولة، ثم فوز آخر على حساب البلد المنظم ما وضعه في الدور الثاني، ورغم ذلك فقد فاز على البينين في آخر لقاء، ثم على نيجيريا في نصف النهائي ليجدد فوزه على غانا وينال اللقب، بأداء أقل ما يقال عنه أنه رائع، ومتكامل لدرجة كبيرة. مشوار رائع ودون أي هزيمة منذ بداية التصفيات اختتم المنتخب المصري هذه الدورة بالتتويج بالكأس الغالية، وذلك بفضل مشوار خال من الهزائم، وبأرقام رائعة، حيث لم ينهزم في أي مواجهة، منذ بداية التصفيات القارية، ثم في البطولة، وسجل 8 أهداف كاملة في حين تلقت شباكه هدفا وحيدا، وهي الأرقام التي تؤكد علو كعب المصريين عن باقي المنتخبات، وقد أكد العديد من المتتبعين أن جيلا جديدا بزغ في الجزائر لدى المنتخب المصري، وذلك بعد 10 سنوات من جيل متعب وعمرو زكي الذين نالوا اللقب القاري في هذا الصنف، وكادوا أن يصلوا لنصف النهائي في مونديال الإمارات 2003 بعد الخسارة أمام أرجنتين تيفاز بضربات الحظ، ليسيطروا بعدها على كأس أمم إفريقيا التي أحرزوا لقبها ثلاث مرات متتالية، وهو نفس السيناريو الذي ينتظره المصريون من هذا الجيل. غانا بأداء باهت وصلت للنهائي ونيجيريا فقدت لقبها رغم أنه قدم نهائيا رائعا وكان بحق أحسن من المنتخب المصري، إلا أن المنتخب الغاني فاجأ عشاقه كثيرا في جميع المراحل التي سبقت النهائي، حيث لم يقدم أداء كبيرا، ولو لا ضربات الحظ أمام مالي لكان الأخير هو منشط النهائي، من جهة أخرى ورغم فقدانها للقبها إلا أن نيجريا أظهرت بعضا من بريقها، ونالت المركز الثالث، مؤكدة تواجد النسور الممتازة دائما في منصات التتويج. مالي تبهر الجميع والحظ خانها انتزع المنتخب المالي الإعجاب والتقدير من المنتخبات الأخرى في هذه المجموعة، وذلك بعدما نجح في إحراج أكبر المدارس الكروية في القارة، وهو الذي يملك مجموعة شابة جدا، غير متعودة على مثل هذه الدورات، ومدرب شاب أيضا يفتقد للخبرة هو الآخر، حيث فاز على نيجريا في دور المجموعات، وتأهل على رأس مجموعته، قبل أن يخسر أمام غانا بضربات الحظ، وهو الذي صنع كل شيء في تلك المواجهة، لكن الحظ لم يكن إلى جانبه. أواسط الخضر خيّبوا الجميع وخروج مخز من الدور الأول إن كان خروج بقية المنتخبات من الدور الأول منتظرا، مثل البينين، والكونغو الديموقراطية، فإن خروج أواسط الخضر من هذا الدور شكل خيبة كبيرة في الجزائر، بما أنهم كانوا أصحاب الضيافة، وتلقوا مساندة تامة من الأنصار من البداية وإلى غاية الخروج، كما أن منتخب نوبيلو خرج دون أن يسجل أي هدف، واكتفى بنقطة وحيدة أمام البينين، وضعته في المركز الأخير في مجموعته، وليس هناك أي تعليق بعد هذه النتائج.