يتحدث مدلل الشناوة السابق فوضيل دوب، أو “كبسولة” كما يحلو للكثيرين مناداته، عن الداربي الواعد الذي سيجمع فريقه الأصلي بالجار العنيد اتحاد العاصمة، في نهائي السيدة الكأس، كما يتطرق إلى أمور أخرى سنكتشفها في هذا الحوار. بداية، أين هو فوضيل دوب بعد اعتزاله الميادين؟ أنا متواجد دائما في الميدان، إذ أشغل في الوقت الحالي منصب مستشار رئيس فريق جمعية وهران، رفقة المناجير العام بن عمار، وهدفي في الوقت الحالي هو كسب خبرة في مجال التسيير والتي من شأنها أن تعود علي بالفائدة مستقبلا. وما هي المهام المسندة إليك بالضبط؟ مهمتي هي التنسيق بين اللاعبين، المدرب والرئيس، فعقب كل مباراة أجتمع مع أعضاء مجلس إدارة الفريق ونتحدث خلال هذه الاجتماعات عن كل كبيرة وصغيرة حدثت في ذلك اللقاء، مهمتي أيضا تكمن في التحدث مع اللاعبين وأعضاء الطاقم الفني وإبلاغهم بقرارات مجلس الإدارة. وكيف وجدت نفسك في هذا المنصب الجديد عليك؟ لا يخفى عنكم أنني حملت ألوان نادي جمعية وهران موسم 2004 – 2005وكانت تربطني علاقة صداقة بالرئيس الحالي للنادي مروان باغور، الذي اتصل بي الصائفة الماضية وعرض علي هذه الفكرة، شأنه في ذلك شأن الممول الرئيسي للفريق موموح سعدون، الذي ألح علي من أجل الالتحاق بمجلس إدارة فريق جمعية وهران، من جهتي تحمست للفكرة، وقررت أن أشق طريقي في عالم تسيير الأندية من بوابة جمعية وهران. وهل لديك أهداف أخرى من خلال شغل مثل هذا المنصب؟ هدفي هو صعود فريق جمعية وهران الموسم القادم إلى الرابطة الاحترافية الأولى بعدما أنقذناه من السقوط هذا الموسم، للإشارة فإن هذه العهدة هي الأولى للرئيس مروان باغور مع الجمعية الوهرانية و إنقاذ الفريق من السقوط يعتبر إنجازا في حد ذاته حسب رأيي. ألم تفكر في شغل نفس المنصب مع فريقك الأصلي مولودية الجزائر؟ أظن أن أمور فريق مولودية الجزائر على ما يرام. لذلك علينا أن نترك مسيري هذا الفريق يعملون، لا أفكر في هذا الموضوع الآن، رغم أنني ترعرعت في العميد الذي كنت أعتبره دائما بمثابة عائلتي الثانية، وتبقى علاقتي بمسيريه طيبة، للتذكير فقد حملت ألوان 12 فريقا لا تزال تربطني علاقة طيبة بكل المسيرين الذين تعاملت معهم. لكن اسمك بقي دائما مرتبطا بالمولودية؟ مثلما يقال أنا منتوج خالص للمولودية، ومن حسن حظي أنني ابن فريق كبير كمولودية الجزائر، وهو شرف عظيم أيضا، لكنني أعود وأقول أن عمر غريب بصدد القيام بعمل جبار، يكفي أنه أضاف إلى رصيد الفريق، كأسين للجمهورية، وهو في طريقه إلى الثالثة. لكن الفريق الذي تتحدث عنه عاش وضعية كارثية قبل انطلاق الموسم الحالي؟ عندما نقول مولودية الجزائر نقول”التخلاط”، سواء إن كان عمر غريب هو الرئيس أم شخص آخر، في المولودية هناك أشخاص ضد أشخاص، لم يتّحدوا يوما، اللهم إلا مرة واحدة حينها فاز العميد بلقب البطولة سنة 1999، ووصل إلى الدور نصف النهائي لكأس الجمهورية في نفس الموسم وكونا وقتها فريفا مستقبليا. وكل شيء تبخر في الموسم الموالي، أليس كذلك؟ وقتها حدثت مشاكل عديدة، وكثر القيل والقال في المولودية، ففي تلك الفترة تم تسريح 11 لاعبا و استقدام 11 لاعبا آخر، كما عرفت المولودية في نفس الفترة رحيل كل من صايفي ورحموني مما انعكس سلبا على الفريق. تحدثت منذ قليل عن لقب البطولة تحت إشراف المرحوم كرمالي، فماذا تقول عن هذا المدرب الذي فقدناه الأسبوع الماضي؟ في ذلك الوقت المرحوم كرمالي التحق بنا في الجولة السابعة، عندما واجهنا اتحاد البليدة، حيث ترك لمسته، ومهما تحدثت عنه لن أوفيه حقه، لكنني أقول أن الكرة الجزائرية تبقى بحاجة إلى مدربين من طينة كرمالي، الذي دوّن اسمه بأحرف من ذهب في سجل الكرة الجزائرية، ولأن الموت حق لا يسعني سوى أن أطلب له الرحمة. وماذا عن مستوى عناصر الخط الأمامي للمولودية هذا الموسم، مقارنة بالمواسم الماضية؟ ليس هناك مجال للمقارنة لأن الأمور تختلف، في السابق كان هناك لاعبون موهوبون، لا يفكرون سوى في التألق والالتحاق بالمنتخب الوطني، بكل صراحة لم يعد هناك العدد الكافي من اللاعبين الممتازين، وكأنهم في الطريق إلى الانقراض، وبالعامية أقول “الفوتبال لازم يلعبوا واحد جيعان”، وعليه أقول أن المسيرين يكونون بصدد قتل اللعبة دون أن يشعروا.بدليل ما يحدث على مستوى المنتخب الوطني. تشير هنا إلى المبالغ الخيالية للاعبين، مقابل منتخب وطني جل عناصره من المغتربين؟ أكيد ففي السابق كان المنتخب الوطني يضم حارسا محليا، ومعظم اللاعبين في تشكيلته ينشطون على مستوى البطولة الوطنية، أنا لست ضد حصول اللاعبين على مبالغ كبيرة لكن يجب أن يستحقوها على الأقل وذلك بتشريف ألوان أنديتهم و ألوان المنتخب الوطني أيضا،وهنا لا أفوت الفرصة لتوجيه نصيحة لهؤلاء الشبان. ماذا تريد أن تقول لهم؟ أنصحهم بتبليل القمصان فوق الميدان والتمسك بمبادئهم، والتأكيد أن ما وصلوا إليه ليس وليد الصدفة، وبعدها حلال عليهم كل الأموال التي يحصدونها.أنا مثلا ندمت على أشياء كثيرة في مشواري الكروي. ما هي هذه الأشياء؟ لقد كنت لاعبا متهورا وحدثت لي مشاكل كثيرة، خاصة مع شبيبة القبائل، ولولا الحارس بوغرارة المتواجد معي في هذه اللحظة، وشقيقي منير لما تجاوزت تلك المراحل الصعبة. أتلمح بهذا إلى حادث السير الذي تعرضت له آنذاك في ساعة متأخرة من الليل؟ نعم، وقتها خرجت في حدود العاشرة ليلا، وتعرضت لحادث مرور بتيزي وزو وقد حدثت بلبلة كبيرة، حتى الرئيس حناشي كان ضدي، لكنني وجدت رجالا وقفوا إلى جانبي، وكان ذلك بمثابة درس حقيقي بالنسبة لي استفدت منه كثيرا، وقد تحسنت بعدها علاقتي بحناشي و حتى بأنصار فريق شبيبة القبائل. هذا فيما يخص أسوأ ذكرى، فماذا عن مغامرة مضحكة حدثت لك في مشوارك الكروي؟ هناك حادثة أضحكتني كثيرا، ففي إحدى المقابلات كنت أظن أنني سجلت هدفا وتوجهت نحو الأنصار لأعبر عن فرحتي لكن الكرة توقفت عند خط المرمى في بركة الماء وهو ما أضحكني كثيرا، حتى الأنصار لا يزالون يتذكرونها، ويذكروني بها كلما التقيت ببعضهم. وما هي الألقاب التي حصدتها في مشوارك الكروي؟ لا أملك ألقابا كثيرة في رصيدي، إذ توجت بلقب البطولة مع مولودية الجزائر عام 1999 و كأس إفريقيا مع شبيبة القبائل، وهداف البطولة ثلاث مرات على التوالي. وتبقى مشاركتي مع المنتخب الوطني و تأهلي معه إلى دور المجموعات من كأس إفريقيا، أين سجلت الهدف الثالث ضد المنتخب الليبي أحسن إنجاز بالنسبة لي. لنتحدث الآن عن النهائي الواعد الذي سيجمع فريقك الأصلي بالجار العنيد اتحاد العاصمة يوم الفاتح ماي؟ الداربي يبقى داربيا مهما اختلف المكان و الزمان، وهو من تقاليد لعبة كرة القدم، وعندما يتعلق الأمر بمولودية الجزائر و اتحاد العاصمة فإن الداربي تكون له نكهة خاصة لا يتلذذ ها سوى من يكون فوق أرضية الميدان،فشوارع العاصمة تزينت منذ تأهل الفريقين برايات كليهما، ونظرا لحجم الحدث أريد أن أقترح أمرا على مسيري اللعبة في البلاد عبر صفحات الخبر الرياضي. ما هو؟ أن يتم الاتصال باللاعبين الذين كانوا يحملون ألوان فريقي مولودية الجزائر و اتحاد العاصمة عام 1999 على غرار كل من حاج عدلان، دزيري، صايفي،رحموني وغيرهم، و برمجة مقابلة افتتاحية تجمع قدامى لاعبي الفريقين قبل النهائي، وبهذا أظن أن العرس سيكون كبيرا. وهل تتذكر كم من مرة شاركت في مقابلات من هذا النوع؟ (يضحك ويجيب) لدي ثلاثون داربيا في الرجل اليمنى وثلاثون آخر في الرجل اليسرى، شاركت في عدة مقابلات من هذا النوع، منذ صعود اتحاد العاصمة إلى القسم الأول سنة 1995 . و كيف يكون إحساسك عندما تشارك في مقابلات الداربي؟ البطولة فيها 30 مقابلة لكن الداربي يبقى دائما يميزه إحساس غريب، ففي وقتنا كنا نلعب مقابلات داربي جميلة، أتذكر داربي 1996، عندما لعبت ضد مناد الذي كان يحمل وقتها ألوان اتحاد العاصمة، وفزنا بهدفين مقابل صفر، وكنت أنا من سجل رفقة مدان، وفزنا على الاتحاد مرة أخرى بهدف واحد في المباراة التي أصيب فيها عز الدين رحيم. وهل ستكون حاضرا بالملعب لمتابعة النهائي؟ من المفروض أن أكون حاضرا بالملعب، لكنني أفضل متابعة النهائي من المدرجات مع الأنصار وليس من المنصة الشرفية، آمل فقط أن لا أكون مرتبطا بأمور أخرى في ذلك اليوم. نفهم من كلامك أنك ستناصر المولودية مع من كانوا يلقبونك كبسولة؟ أكيد، فالمولودية فريقي الأول ودمها يسري في عروقي، و ما أزال أتابع مقابلاتها، وفي نصف النهائي منحني عمر غريب دعوة الحضور المقابلة لكنني كنت مرتبطا بأمور أخرى، وفيما يخص تسمية كبسولة فقد أطلقها عليّ الأنصار في مواجهة نهائي البطولة في 1999، عندما لم أتوقف طيلة ال 90 دقيقة. أريد أن أضيف شيئا؟ (يضحك و يقول) “لو يمضي لي المسؤولون إجازة ب 5 ملايين سنتيم سأشارك في الداربي و أؤدي مقابلة في القمة. كمهاجم، ما رأيك في هجوم المنتخب الوطني؟ أولا، لدينا مدربون يعملون بالطريقة الأوروبية، و لا يعتمدون على مهاجم حر كما كان عليه الحال في عهد تاسفاوت وبن ساولة، ويبقى المنتخب الوطني يضم في صفوفه مهاجمين ممتازين في صورة كل من سوداني وسليماني، لكنهما لا يسجلان الأهداف بصفة منتظمة. هذا يعني أن الخط الأمامي لا تزال تنقصه الفعالية؟ فعلا، فمنذ التأهل إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا لم يجد المنتخب الوطني بعد، مهاجما حرا يسجل في كل المقابلات. ويجب أن لا ننسى أن هناك لاعبي أندية ولاعبي منتخب وشتان بين الاثنين. هناك جدل قائم حول الثنائي جبور وسليماني، فما رأيك فيهما؟ لا أفهم لحد الآن لماذا لا يقحمهما الطاقم الفني مع بعض في المقابلات، فسليماني يحسن اللعب بالرأس، وجبور يحسن التمركز فوق أرضية الميدان. وهل تفضّل خبرة جبور أم موهبة سليماني؟ صراحة أفضل الموهبة، بينما الخبرة تكتسب مع مرور الوقت، ولاعب مثل سليماني يملك إمكانيات كبيرة اكتشفتها عن قرب عندما لعبنا مع بعض في الشراڤة وكنت دائما أشجعه. بماذا تريد أن نختم هذا الحديث؟ أريد أن أنتزع لقبا كمسير مع جمعية وهران الموسم القادم، وأن تتحسن أمور كرة القدم في بلادنا.