مثلما أشرنا إليه في عددنا ليوم أمس، عقدت خلية الأزمة التي شكلت مؤخرا و المكوّنة من أعضاء من لجنة أنصار شبيبة الساورة و الحركة الجمعوية ببشار اجتماعا طارئا عشية أول أمس بفندق الجزيرة، و هذا بحضور أعيان المدينة من شيوخ، أئمة و مجاهدين . بهدف تحسيسهم بالوضعية الحالية التي يمرّ بيها البيت الساوري بعد الحكم الصادر يوم الثلاثاء عن محكمة عين مليلة في حق الرئيس السابق لشبيبة الساورة محمد زرواطي بتسليطها عقوبة 18 شهرا نافذا. وهي الأحكام التي حركت الشارع الساوري الذي وصف هذا القرار بالمجحف و أنّ هناك أمورا تم طبخها في الخفاء، خاصة بعد التصريحات التي أطلقها رئيس شباب باتنة فريد نزار و التي مارس فيها نوعا من الضغوطات على الهيئات الكروية في بلادنا . الاجتماع عرف حضورا كبيرا من أعيان المدينة و بما أن قضية زرواطي أصبحت مسألة كل الجنوب الذين شعروا بنوع من «الحقرة» يتعرض إليها فريقهم و ممثلهم الوحيد في الرابطة المحترفة الأولى ما جعل اجتماع عشية أول أمس يعرف حضورا كبيرا لأعيان المدينة من أجل تأكيدهم على تضامنهم المطلق مع الرئيس الذي كان له الفضل الكبير في وصول فريق الساورة إلى حظيرة الكبار ونجاحه في إدخال السعادة إلى كل بيوت الولاية و المنطقة ككل، وهو انجاز سيشهد عليه التاريخ رغم محاولة بعض الحاقدين تلطيخ هذه الانجازات . النشيد الوطني يدوي في قاعة الاجتماع و بعد بثّ النشيد الوطني قام منسق لجنة أنصار شبيبة الساورة رحال ابراهيم بإلقاء كلمة الافتتاح , و التي شكر فيها أعيان المدينة عن وقوفهم مع الفريق في هذا الظرف الصعب و عن تضامنهم مع واحد من مؤسسي النادي زرواطي محمد, الذي تسعى بعض الأطراف جاهدة لكبح مجهوداته وطموحاته في قيادة الفريق الساوري إلى تحقيق إنجازات أخرى , خاصة أن الشبيبة أكدت هذا الموسم على علو كعباها فوق المستطيل الأخضر الذي قدمت فيه أحلى العروض و تمكنت من ترويض أكبر الأندية الوطنية , أمر أقلق الكثير من الوجوه التي تريد البقاء لوحدها في الساحة الكروية بعد إدراكها بأن الخطر قادم من الجنوب و بالضبط من الفريق الساوري الذي نال إعجاب و تقدير الجميع . أعيان المدينة يتناوبون على أخذ الكلمة بعد كلمة الافتتاح فسح المجال للتدخل لأعيان المدينة الذين أبوا الحضور و المشاركة في هذا الاجتماع الطارئ. وقد جاءت أغلب التدخلات في شكل تضامني مع رئيس شبيبة الساورة , أكد فيها المتدخلون على ضرورة التعقل وضبط النفس خلال هذا الظرف العصيب و عدم الانجرار وراء التصريحات التي مازال يدلي بها رئيس شباب باتة فريد نزار لمختلف وسائل الإعلام , مؤكدين بأنهم على دراية بكل ما يحدث و أنهم يتابعون باهتمام بالغ تفاصيل هذه القضية التي يريد بها البعض ضرب استقرار المنطقة و فريقها الذي أصبح في ظرف قصير رمزا من رموزها الذي يجب الافتخار به و الوقوف بجانبه و بجانب رئيسه الحقيقي الذي أدخل الكرة في الجنوب إلى التاريخ بعد انتظار دام لأكثر من 50 سنة بعد الاستقلال . أبدوا استياءهم العميق من تصريحات نزار أبدى أعيان المدينة استيائهم العميق و تأسفهم لتصريحات فريد نزار التي وصفوها بالخطيرة , إذ تمادى كثيرا في تصريحاته و التي بدأت تخرج عن النطاق الرياضي , و هذا باستعماله لأكثر من مرة لجملة «رياح الأوراس» و «باتنة بلاد الشهداء» و كأنه بصدد الدخول في حرب بين جهتين داخل الوطن الواحد , ما جعلهم يصفون تصريحاته بالخطيرة و التي فيها نوع في المناورة , إذ طلب أحد المتدخلين السلطات لمحاسبته عن هذه التصريحات لأن الجزائر كلها بلاد الشهداء و ليس منطقة على حساب منطقة أخرى . طالبوا السلطات بالتدخل لوقف الحملة التي تستهدف الفريق من بين الانشغالات التي طرحت خلال هذا الاجتماع ضرورة اسماع صوت سكان الساورة و أنصار الفريق للسلطات العليا , و طالبوها بالتدخل لوقف الحملة المسعورة التي تستهدف الشبيبة و الرئيس المستقيل زرواطي , و تحميلها مسؤولية ما قد ينتج عن أيّ قرار قد يتخذ في حق الفريق , رغم أن تأكيد بعض المصادر من «الفاف» و الرابطة المحترفة لكرة القدم أن القضية بين نزار و زرواطي لا تعني فريق الشبيبة الذي ضمن بقاءه بفضل النتائج التي حققها فوق أرضية الميدان , إلا أن الجميع متخوف من تأثير نزار على قرارات هيئة قرباج رغم أن القوانين كلها في صالح ممثل الجنوب . الساورة مفخرة الجميع و قلصت المسافات بين شباب الجزائر هذا وقد أكد جميع المتدخلين بأن الساورة مفخرة الجميع ويجب أن تبقى واقفة و شامخة في وجه الهجمات الشرسة التي تتعرض إليها في كل مرة , خاصة أن فريق شبيبة الساورة مكنّ شباب الجزائر من تقليص المسافات فيما بينهم, إذ بفضل هذا الفريق تمكن العديد من شباب المنطقة من اكتشاف جمال الجزائر و هذا بتنقلهم في كل مرة إلى الشمال لمشاهدة لقاءات الشبيبة , في وقت كانت الفرصة للكثير من شباب الشمال لاكتشاف جمال صحراء بلادهم , بعدما لم يسعفهم الحظ في السابق و استغلوا تنقل فرقهم إلى بشار لأنها كانت الفرصة بالنسبة لهم لزيارة الجنوب , حيث أكد أحد الشيوخ أنه يجب تثمين ذلك و محاربة بعض الأيادي الخفية التي تسعى لغرس الكراهية و الضغينة بين شباب الوطن الواحد . أعيان المدينة يحضرون لبيان سيوجه للسلطات العليا هذا و سيصدر أعيان المدينة خلال الساعات القليلة القادمة بيان هام سيوجه إلى أعلى السلطات , من أجل وضعها أمام الأمر الواقع خاصة بعد المستجدات التي طرأت في المدة الأخيرة بعد الحكم الذي أصدرته محكمة عين مليلة في حق زرواطي , و هو الحكم الذي يرى فيه أنصار الشبيبة أنه لم يكن عادلا و لا يستند إلى أيّ منطق , بما أن الدليل المادي الذي يدين زرواطي غير كافي من أجل إدانته بالتهمة التي وجهت إليه , و ينتظر أن ينقل أعيان المدينة انشغالات الأنصار إلى السلطات الولائية الذين يرون أن رئيس فريقهم المستقيل كان ضحية « الحقرة» الممارسة ضد الرياضة في الجنوب منذ عقود طويلة .