ينتهي اليوم، تربص مولودية الجزائر الأول، المقام في مركب مازاكان، بالمدنية الجديدة بالمغرب، والذي انطلق يوم 18 من شهر جويلية الماضي، لتنتهي بذلك المحطة التحضيرية الأولى للعميد، حاملة معها نقاطها الإيجابية والسلبية، ولو أن الكثير في بيت المولودية، أكد أن التربص كان ناجحا إلى أبعد الحدود. وكانت بداية تربص مازاكان، صعبة للغاية، خاصة في الأسبوع الأول، بالنظر، إلى أن الفريق وجد نفسه دون ملعب يحتضن تدريباته في حصص السهرة، وهو ما أجبر غيغر، للرفع من وتيرة العمل البندي، في الحصة الأولى، المبرمجة قبل الإفطار، وهو ما شكل عائقا للاعبين، للتجاوب مع البرنامج الذي أعده الطاقم الفني بقيادة التقني السويسري، في حين اكتفى اللاعبون، بحصة تقوية العضلات، حيث أراد غيغر من وراء ذلك إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولو أنه كان يعي أن هذا سيتسبب في فراغ كبير من حيث البرنامج الذي أعده قبل بداية التربص. غيغر هدد في بداية التربص بإيقافه والعودة إلى الجزائر وعلمنا، من مصادرنا الخاصة، أن المدرب غيغر، كان في قمة استيائه، في الأيام الأولى من التربص، بعدم وجود الإنارة في الملعب الملحق لمركب مازاكان، وهو ما جعله يهدد بإلغاء التربص في حال ما لم تستطع الإدارة، إيجاد حلول بديلة وفي أقرب الآجال، وهو ما دفع بالمناجير العام كمال قاسي سعيد، إلى البحث عن ملعب يمينا وشمالا، ولحسن الحظ استطاع ضمان ملعب الجديدة، لاحتضان تدريبات زملاء باشيري المسائية. الطاقم الفني بذل مجهودات مضاعفة للتكيف وفقا للمعطيات المتاحة وبعد أن أبلغ المناجير العام للمولودية كمال قاسي سعيد، أنه استطاع جلب ملعب يتدرب فيه الفريق في الأمسية، في اليوم الأول من الأسبوع الثاني للتربص، قام غيغر رفقة طاقمه الفني ببلورة البرنامج التحضيري الذي أعده، وفقا للمعطيات المتاحة، وهو ما جعله يرفع الوتيرة في الحصة الأولى في حين يكتفي بحصص تقوية العضلات في الأمسية. غيغر وقاسي سعيد عقدا اجتماعات دورية باللاعبين في الفندق ولعل أهم ما ميز تربص مازاكان، هو أن المدرب غيغر، والمناجير قاسي سعيد، كان يعقدان اجتماعات دورية باللاعبين قبل موعد الصحور، وكانت الاجتماعات يومية، حيث يغتنم غيغر الفرصة في كل يوم، لتصحيح الأخطاء المرتكبة في التدريبات، في حين يسعى قاسي سعيد من وراء اجتماعاته باللاعبين، الاستماع إلى انشغالاتهم، وكذا التركيز على ضرورة الانضباط، والحفاظ على روح المجموعة، وكذا الأخوة التي تربط بين اللاعبين. المياه عادت إلى مجاريها في الأسبوع الثاني وقد استطاعت الإدارة، توفير ملعب الجديدة، للمولودية، في الأسبوع الثاني، وهو الأمر الذي جعل غيغر وطاقهم، يسارعان إلى إعادة تعديل البرنامج التحضيري، وقد تمكنوا من تجسيد برنامجهم الذين قاموا بإعداده قبل انطلاق التربص، وقد سعى المحضر البدني بن صغير، إلى تدارك ما يمكن تداركه، خاصة في ما يتعلق بالجاهزية البدنية للاعبين، وتمكن إلى الرفع منها، وبدرجة جعلته يؤكد لنا، أن الأمور عادت إلى نصابها، وجاهزية اللاعبين في تحسن مستمر، وهو الأمر الذي أتى بثماره في مباراة شبيبة الساورة الودية. النقطة السوداء هي هزيمتا أسفي والرجاء وتبقى النقطة السوداء، في تربص مازاكان، هي الهزيمة التي منيت بها المولودية أمام نادي أسفي الناشط في الدرجة الأولى المغربية، وبهدفين دون رد، في لقاء سار في أغلب فتراته في اتجاه واحد، ظهرت اللاعبون في أسوء حالتهم، دون أن ننسى الوجه المخيب الذي ظهر به زملاء القائد بوقش، والذي منيوا بهزيمة نكراء أمام نادي الرجاء البيضاوي، وبثلاثية كاملة دون رد، وهو اللقاء الذي أبان عن عيوب كثيرة، وظهر اللاعبون بعيدين كل البعد عن المستوى المطلوب، إلى درجة أن المولودية ظهرت بوجه يشبه إلى حد بعيد فرق الهواة. اللاعبون تحدوا الظروف ويستحقون العلامة الكاملة ورغم، أن التربص عرف انطلاقة متذبذبة، وهو ما دفع الطاقم الفني إلى تخصيص حصة ما قبل الإفطار للعمل بالندي، إلا أن اللاعبين كانوا في الموعد، وسهروا على تطبيق تعليمات مدربهم غيغر، وسهروا على تطبيق البرنامج التحضيري بحذافيره، بالرغم من الحرارة، عامل الصيام، والعطش الذي تولد عن العمل المكثف، وهو الأمر الذي ساهم بشكل كبير في رفع لياقتهم البدنية. غياب التكتلات مؤشر يبعث على الارتياح ومن بين النقاط الإيجابية التي ميزت تربص مازاكن الأول، هو الروح الأخوية التي كانت تجمع بين اللاعبين، كما أنه لم تظهر أي بوادر، توحي بوجود تجاوزات في الفريق، كما أنه لم ينشب أي صراع حاد في التدريبات بين اللاعبين. قاسي سعيد "هتلر" المولودية ومن بين العوامل الأخرى التي تبعث على الارتياح أيضا، هو النظام الصارم الذي سهر على تطبيقه المناجير العام للمولودية العاصمية كمال قاسي سعيد، خاصة، وأنه سهر على فرض رقابة شديدة على اللاعبين في وقت فراغهم، بل أبعد من ذلك، بل كان يضبط توقيت خروجهم ودخولهم إلى غرفهم، ووصل به الأمر، إلى أنه راقب تسجيلات كاميرا المراقبة بمركب مازاكان، للوقوف على تحركات اللاعبين في الفندق، وقد بلغ إلى مسامعنا، أحد اللاعبين نتحفظ عن ذكر اسمه، قال بالحرب الواحد، أن قاسي سعيد جعل من المولودية ثكنة عسكرية بأتم معنى الكلمة، لكن يبقى قاسي سعيد، مطالبا بالتعامل بليونة مع لاعبيه في بعض الأحيان، خاصة وأن كثرة القرارات، والأوامر، قد تجعل الملل يتسرب في نفسيتهم.