انتهى الداربي العاصمي الذي جمع نصر حسين داي بضيفتها مولودية الجزائر بالتعادل الإيجابي هدفين في كل شبكة، وكان بطعم الفوز بالنسبة لأصحاب الزي الأحمر والأخضر بالنظر إلى أطوار اللقاء، فيما كان طعمه مرّا بالنسبة لأبناء الداي حسين الذين كانوا يبحثون عن الفوز لإنعاش آمالهم أكثر في البقاء، ولو أنهم كانوا على مرمى حجر من تحقيقه، إلا أن بوسعيد كان له كلام آخر بعدما فشل في تحويل ضربة الجزاء التي أتيحت للنصرية إلى هدف كان بإمكانه أن يكون مفتاح الفوز. بداية قوية، وثلاثة أهداف كاملة في الشوط الأول عرفت بداية اللقاء انطلاقة قوية ودون مقدمات، إذ رمى الفريقان بكل ثقلهما في الهجوم من أجل تسجيل هدف السبق، وهو ما جعلنا نسجل ثلاثة أهداف كاملة في الشوط الأول. أول محاولة خطيرة في الدقيقة 12 عن طريق مخالفة محكمة من العقبي تمكن الدفاع من صدها. مخالفة أخرى ومن ذات اللاعب في الدقيقة 14، والدفاع يرتكب خطأ فادحا في إبعاد الكرة، تجد درارجة الذي سدد بكل قوته مفتتحا باب التسجيل. بابوش يعدّل، وعلاڤ يرد على الطريقة الأوروبية مباشرة بعد الهدف الذي سجله نصر حسين داي، خرج عناصر المولودية من منطقتهم، وضاعفوا من العمل الهجومي بغية تعديل النتيجة، وهو ما كان لهم في الدقيقة 19، إثر توزيعة من الجهة اليمنى من بصغير، أبعدها الدفاع لتجد بابوش والذي سدد كرة صاروخية من خارج منطقة العمليات، ودون مراقبة الكرة يسكنها الشباك، ويعيد اللقاء إلى نقطة الصفر. رد المحليين كان سريعا أيضا في الدقيقة 23 عن طريق علاڤ، الذي رجح الكفة مرة أخرى للملاحين بعد مخالفة مباشرة ومحكمة وعلى الطريقة الأوروبية لم يستطع الحارس عز الدين تحريك ساكن لها، بعدما اصطدمت بالعارضة الأفقية وسكنت الشباك. كان رد المولودية في الدقيقة 27 عن طريقة توزيعة من بصغير وجدت رأسية براجة لكنها مرت عالية. لتقوم النصرية بعدها بتحصين خطي الدفاع والهجوم من أجل الحفاظ على النتيجة. وهو ما جعلنا لا نسجل أية محاولة خطيرة إلى غاية إعلان الحكم بنوزة انتهاء الشوط الأول بتقدم مستحق لأصحاب الزي الأحمر والأصفر. بوسعيد يحرم النصرية من الفوز في الشوط الثاني لم تختلف أطوار الشوط الثاني كثيرا عن سابقه، إذ واصل الطرفان عملهما الهجومي، فالمولودية أرادت تعديل النتيجة، والنصرية أرادت تعزيز رصيدها من الأهداف. أول محاولة كانت في الدقيقة 63 عن طريق براجة الذي عرقل داخل منطقة العمليات لم يتوان بنوزة عن إعلان ضربة جزاء. مرزقان طلب من لاعبيه عدم الاحتجاج على قرارات الحكم احتج لاعبو نصر حسين داي كثيرا على قرار الحكم بنوزة بعدما أعلن عن ضربة جزاء لصالح المولودية في الشوط الثاني، ولعل الجميل في الأمر أن المدرب مرزقان أمر لاعبيه بعدم التحدث مع الحكم ومناقشته في قراره. سايح يعدّل النتيجة نجح سايح في تحويل ضربة الجزاء إلى هدف. رد المحليين كان في الدقيقة 75 عباس يوزع على الجهة اليسرى تجد رأسية زنو لكنها مرت فوق العارضة الأفقية بقليل. محاولة أخرى في الدقيقة 81، وعن طريق مخالفة من علاڤ من حدود ال 20 مترا مرت بقليل فوق العارضة الأفقية للحارس عز الدين. بوسعيد يضيع ضربة جزاء محاولة أخرى في الدقيقة 83 من زنو الذي قام بعمل فردي، قام باعتراضه بصغير، لم يتوان الحكم بنوزة عن إعلان ضربة جزاء لم يفلح بوسعيد في تحويلها إلى هدف بعدما مرت جانبية. ليرد عليها الزوار بهجمة معاكسة في الدقيقة 86 والتي انتهت بتوزيعة على الجهة اليسرى تجد سايح الذي حولها بضربة مقصية لكنها مرت عالية. ولم نقف بعدها على أية محاولات خطيرة عدا بعض المبادرات المحتشمة البعيدة كل البعد عن الفعالية رغم الأربع دقائق التي أضافها الحكم. لينتهي اللقاء بتعادل قد يرضي مولودية الجزائر، ويؤزم أكثر من وضعية النصرية التي اقتربت أكثر من القسم الوطني الثاني. بطاقة اللقاء ملعب عمر حمادي، جمهور قليل، جو ربيعي، أرضية صالحة، التحكيم للثلاثي: بنوزة، بوحسون وشراج. ن. حسين داي: غول، خيثر، عباس، مرباح، بلعمري، بوسعيد، درارجة، علاق، زنو، بياڤا (أوحدة 68)، العقبي (حفيظ د67). المدرب: مرزقان. م. الجزائر: عز الدين، بصغير، بابوش، زدام، موبيتونغ، كودري، غازي، براجة (يعلاوي د 80)، جاليط (يشاير د 58)، يونس (حاجي د15)، سايح. المدرب: بوهلال. الأهداف: درارجة (د 14)، بابوش (د19)، علاق (د23)، سايح (د63). الإنذارات: بابوش (د20)، بصغير (د 31)، ياشير (د72)، حاجي (د76)، زدام (د79) من جانب مولودية الجزائر، عباس (د78) من جانب نصر حسين داي. الطرد: بصغير(د 82 ) من جانب مولودية الجزائر. رجل اللقاء: بلعمري كان حجر عثرة في وجه العميد استحق لاعب النصرية بلعمري لقب أحسن عنصر فوق أرضية الميدان، ونال إعجاب كل من حضر اللقاء، حيث كان بمثابة صخرة دفاع حقيقية، وأحبط الكثير من محاولات المولودية العاصمية، إلى درجة أن بعض المهاجمين تحاشوا اللعب من جهته. كما لم يتوان في تنظيم خط دفاعه، موظفا في ذلك الخبرة الكبيرة التي اكتسبها مع المنتخب الوطني، دون أن ننسى نزعته الهجومية التي يتمتع بها، والتي أعطى بها نفسا آخر للقاطرة الأمامية للنصرية. ولعل الجميل في أمر المتألق بلعمري أنه لعب كامل اللقاء بنفس واحد، ولم يظهر عليه التعب، بالإضافة إلى الروح القتالية التي تحلى بها. بوهلال: التعادل منطقي، وواجهنا خصما عنيدا قال مدرب العميد كمال بوهلال عقب نهاية المباراة ما يلي: “لم ندخل جيدا في اللقاء، ومررنا بفترة فراغ مع البداية، كما أن إصابة يونس أخلطت أوراقنا. بالإضافة إلى أن تلقينا الهدف الأول أربكنا قليلا”. وأضاف بوهلال متحدثا عن الفريق المنافس “المنافس تجمع كثيرا في الدفاع وهذا ما شكل لنا صعوبات بالجملة، كما أننا واجهنا منافسا عنيدا، وكنا كل مرة نسعى إلى التعديل. على العموم، فإن هذا التعادل منطقي كون اللقاء هو مواجهة داربي، رغم أننا كنا نسعى لتحقيق ما هو أحسن، ليبقى علينا تحقيق نتائج إيجابية في المباريات المقبلة”. مرزقان: لا ألوم بوسعيد على تضييع ضربة الجزاء أما مدرب نصرية حسين داي شعبان مرزقان فقال عن المباراة: “ضيعنا الفوز في الشوط الثاني، ولا ألوم اللاعب بوسعيد الذي ضيع ضربة الجزاء، بقدر ما ألوم بياڤا الذي ضيع هدفا محققا”. التعادل منطقي أما عن النتيجة التي آلت إليها المباراة، فعلق مرزقان قائلا: “أعتقد أن التعادل منطقي، بالنظر إلى أننا لعبنا مباراة داربي. رغم أننا كنا قادرين على تحقيق نتيجة أفضل”. وفي الأخير قال مرزقان: “لا أفهم لماذا لا نستقبل المولودية في ملعبنا، وبما أن اللقاء برمج في ملعب 5 جويلية، فلماذا لم نستفد من أي حصة بهذا الملعب، فنحن تدربنا على العشب الاصطناعي طيلة أيام الأسبوع، ثم نخوض المباراة على أرضية معشوشبة طبيعيا”.