هدأت العاصفة التي اتهمت الصحافة ظلما بتحريكها، بين رئيس الفاف محمد روراوة والمدرب وحيد حاليلوزيتش، ونجح نائبا رئيس الاتحادية في تلطيف الجو بين الرجلين خدمة لمصالح المنتخب الوطني المتأهب لخوض نهائيات كأس العالم. الهدوء عاد إلى بيت الخضر، ولو مؤقتا، بعد أسابيع من الغليان بفعل خلاف لا أحد يعرف مضمونه الحقيقي بين «الحاج» و»الكوتش وحيد»، خلاف ستبقى أسراره محفوظة بين الرجلين لأن اتفاقا عن بعد حدث أول أمس يقضي باستمرار البوسني في عمله إلى غاية كأس العالم البرازيلية. و قد يخطئ الكثير في تحميل الصحافة مسؤولية الفتنة التي وقعت بين الرجلين لأن وسائل الإعلام سمعت وقرأت وشاهدت الرجلين وهما يختصمان على المباشر ، فروراوة هدد فعلا بتنحية البوسني واتصل فعلا بتراباتوني وحضّر نفسه لأي طارئ وتصريحات البوسني سمعها الكل وليست من صنع فلان أو علان ليبقى التحليل والتخمين بين يدي الصحفيين كل يعمل على طريقته. دون شك تغليب المصلحة العليا للمنتخب على الخلافات الشخصية بين الرئيس والمدرب تحت شعار …» والصلح خير» وهو مطلب ملايين عشاق الخضر باختلاف آرائهم، فهناك من يرى في البوسني المدرب الكبير والقوي، وهناك من يرى في روراوة صاحب إنجاز المونديال وليس التقني، والعكس صحيح وبالتالي تفجير المنتخب خمسة أشهر قبل موعد المونديال هو مجازفة لا يمكن معرفة نتائجها والاحتفاظ بحاليلوزيش يبدو أقرب إلى المنطق من سيناريو آخر . لأن موضوع المنتخب الوطني لكرة القدم ليس موضوعا رياضيا في بلد مثل الجزائر، فإن خلاف روراوة مع حاليلوزيتش استنفر أكبر مسؤولي الدولة وحتى رئيس الحكومة عبد المالك سلال طالب بتوضيحات عن مضمون الخلاف ويكون هو ووزيره للرياضة قد ساهما في تهدئة الأمور لأغراض سياسية بحكم أن الجزائر مقبلة على انتخابات رئاسية الربيع القادم، وليست في حاجة إلى «تشويش» في الشارع الجزائري ولا إلى عنصر سلبي يضفي حالة الإحباط التي يعاني منها مجتمعنا سيما وأن «الخضرة» ستبقى «العروس» الوحيدة التي جمعت ملايين الجزائريين وأعادت الأمل وسطهم وزرعت البسمة والفرحة في كل البيوت داخل وخارج الوطن. و حتى إن كان الرئيس بادر من نيجيريا، بإصدار بيان على موقع الفاف يؤكد فيه مواصلة عمل التقني البوسني، فإن العارفين بشخصية الرجلين والمزاجية والانفعالية التي ظلت سمة ملتصقة بوحيد، المتواجد في البوسنة، يؤكدون بأنه طالما يبقى الرجلين بعيدين عن بعضهما البعض فإن المنتخب سيسير نحو المونديال في هدوء، وفي كل مناسبة يلتقيان فيها قد يحدث ما لا يحمد عقباه و الصلح الذي وقع هاتفيا على خط نيجريا – البوسنة سيبقى هشا لأن الخلافات الجوهرية لم تعالج ووضعت جانبا فقط .