بتأهيله للخضر إلى نهائيات كأس العالم يكون البوسني وحيد حاليلوزيتش قد حقق نفس الإنجاز الذي صنعه الروسي روغوف للجزائر في سنة 1981 عندما كان أول أجنبي ينجح في تأهيل المنتخب الوطني إلى العرس العالمي . ولعل تلميح «الكوتش وحيد» إلى إمكانية مغادرته للعارضة الفنية بعد لقاء الفصل ضد بوركينافاسو، وتواصل الغموض في مصير البوسني مع الفاف، بعث الانطباع لدى الجميع بتكرار سيناريو الراحل روغوف الذي أهل الجزائر ثم حرم من المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا بليبيا 82 ثم بمونديال إسبانيا 86. في تلك الفترة، غادر روغوف الخضر بسبب ضغوطات سياسية ، أكدها لي بنفسه سنة 93 عندما عاد لتدريب وداد مستغانم، وذلك لتغيير تركيبة العارضة الفنية وتعويض مساعديه رابح سعدان ومعوش، واليوم يدور في أروقة الفاف بأن حاليلو يريد الرحيل لأسباب شخصية أو علاقاتية مع مسؤوله الأول. صحيح أن رئيس الفاف غضب منه كثيرا لمَ صدر منه في الندوة الصحفية الأخيرة، حيث تهجم وحيد على الفيفا واتهم الحكام الأفارقة بالرشوة وهو ما أحرج روراوة مع أصدقائه في الكاف والفيفا معا ، ومثل تلك التصريحات تؤثر كثيرا على سمعة ووزن روراوة نفسه في الهيئات الدولية ولا تخدمه بتاتا مثلما حدث لرئيس الاتحاد الإيفواري جاك أنوما سنة 2010 ، وهو ما يترجم نزول رئيس الاتحادية إلى الميدان أول أمس عندما دخل حاليلوزيتش في ملاسنات مع الحكام، حيث فجر «الحاج» غضبه على البوسني وطلب منه احترام عملهم . وحتى إن كان رئيس الفاف والمدرب قد عاشا تحت ضغط رهيب في الأيام الأخيرة لثقل المسؤولية التي كانت ملقاة على عاتقهما إلا أن « خرجات» البوسني أتعبت رئيس الاتحادية، الذي لم يقلل يوما من حجم ونزاهة مدربه ولا حتى كفاءته، ولاسيما أن وحيد نجح في فرض نوع من الانضباط والصرامة وسط المنتخب جعلت نجوم الكالتشيو والليغا يجلسون على كرسي الاحتياط دون أي مشكل. حظوظ بقاء حاليلو على رأس العارضة الفنية إذاً ما زالت قائمة وما يحدث في الكواليس من القيل والقال قد يتجاوزه الرئيس والمدرب خدمة لمصلحة المنتخب الوطني، ومثلما يفكر روراوة في مصلحة المنتخب الذاهب إلى المونديال، فإن حاليلوزيتش عليه هو الآخر احترام الآخرين والدخول في «الصف» وذلك بالكف عن التصريحات الاستفزازية التي لا تخدمه هو كمدرب ولا نحن ، فروراوة يخشى بالدرجة الأولى من الخرجات الإعلامية للبوسني في المونديال أمام مئات الصحفيين الدوليين، إذ حينها لا يمكن ترقيع أي تصريح وكل هفوة بعقوبة ستؤثر بشكل مباشر على طموحات رئيس الإتحاد الجزائري في الهيئات الكروية.