بداية، مرحبا بك في الجزائر ؟ شكرا لكم وأنا سعيدا لمقابلتكم من جديد في الجزائر. وقّعت في نادي بلاتانياس اليوناني، كيف حدث هذا الأمر ؟ أنتم تعلمون أني كنت مرتبطا بعقد مع الترجي التونسي إلى غاية جوان القادم، لكن وبعد خروجنا من منافسة كأس رابطة أبطال إفريقيا، الأمور أصبحت لا تطاق في هذا النادي وما كان عليّ إلا أن أغيّر الأجواء والبحث عن تحد جديد في أوروبا لبعث مشواري، فوجدته في نادي بلاتانياس اليوناني. لكن ما الذي كان ينقصك في الترجي التونسي، حتى اتّخذت قرار الرّحيل ؟ قبل الرحيل عن الترجي التونسي قلت في قرارة نفسي أنه آن الأوان لكي أغيّر الأجواء، وبعد مخاض عسير وتفكير مستفيض قررت خوض تجربة في البطولة اليونانية التي استرجعت فيها المتعة الكروية خاصة بعد مشاركتي في اللقاء الماضي الذي جرى يوم السبت، على الرغم من أنني قضيت أياما رائعة في الترجي واحتفظت بذكريات جميلة مع الأنصار وهذا الأهم بالنسبة لي. المنتخب الوطني وصل للمرّة الثانية على التوالي إلى المونديال، كما أن الحديث عن التأهّل إلى الدور الثاني أخذ حيزا كبيرا من كلام المسؤولين ورجال الإعلام، كيف ترى حظوظ الخضر ؟ منتخبنا الوطني تأهل للمرة الثانية على التوالي إلى نهائيات كأس العالم وهذا مبعث للفخر والسعادة، لأن ذلك لم يتحقق منذ عدة سنوات، وبالتالي فإنه من الأحسن عدم السماع للقيل والقال والتفكير في الأمور السلبية، وبما أني جزائري، فإني أتمنّى من أعماق قلبي أن نتأهل إلى الدور الثاني من المونديال، لكن لا يجب أن نكتفي عند هذا القدر، يجب أن نطمح لأن نكون حاضرين في مونديال 2018، يجب أن تكون الاستمرارية في العمل ونرى بعين المستقبل، كما أنه يجب علينا أن نعير اهتماما للتكوين في بلدنا. "الميركاتو" الشتوي عرف رحيلا جماعيّا للاعبين الجزائريّين المحترفين في أوروبا، كيف تنظر إلى هذه الحالة؟ أظن أن كرسي الاحتياط جعل المحترفين الجزائريين يفرون من أنديتهم ويتحوّلون إلى أخرى، لكي يشاركوا بانتظام ويكسبوا مواجهات في الأرجل، لأن البقاء في ناد لا يمنحك الفرصة شيء لا يفيد إطلاقا، لاسيما أن اللاعبين يريدون ضمان مكانة أساسية ضمن التعداد الذي سيدافع عن الألوان الوطنية في جوان القادم ضمن نهائيات كأس العالم، وهذا شيء منطقي بالنسبة لجميع اللاعبين في العالم، لكن الأمر الذي لا أتمنى حدوثه هو عدم تعرضهم لإصابات. الخضر سيواجهون سلوفينيا ورومانيا وديّا، هل ترى أن هذين الاختيارين صائبان ؟ هناك حرية في التفكير، ولست أنا المدرب الذي يختار المنافسين لمواجهتهم وديا، أرى أن حاليلوزيتش هو الذي يملك الحرية في اختيار المنتخبات، ومع ذلك فإنه لا يجب الحكم على مستوى المنتخبات في المواجهات الودية والمهم هو التحضير الجيد لكأس العالم ومحاولة تحقيق نتيجة طيبة، وعليه فإني جد متفائل. بن طالب أصبح حديث العام والخاص، هل لديك فكرة عن هذا اللاعب؟ وهل قدومه سيُعطي الإضافة اللازمة للمنتخب الوطني ؟ هناك عدة لاعبين جزائريين موهوبين ينشطون في مختلف البطولات الأوروبية، وأنا بدوري أتابع جيدا اللاعبين ذوي الأصول الجزائرية في صورة بن طالب الذي يعتبر لاعبا مهما بالنسبة للجزائر، أعتقد أن المنتخب الجزائري له انطباع حسن في كأس إفريقيا وكأس العام، وبالتالي فإن كل لاعب جزائري يتمنى ويفتخر بحمل الألوان الوطنية. وبالنسبة لغلام الذي انتقل إلى نابولي الإيطالي، ما هي النصيحة التي توجّهها له ؟ مبدئيا أهنّئ غلام على توقيعه في ناد كبير كنابولي الإيطالي، إنه لاعب لا يزال في مقتبل العمر ولديه إمكانات فنية عالية وقادر على تطويرها في السنوات القادمة، على غلام أن يعمل بجد ويضع في ذهنه بأنه انتقل إلى أحسن بطولة في العالم منتجة للمدافعين، وأتوقع لغلام نجاحا باهرا في إيطاليا. في المونديال الجنوب إفريقي تمّ استقدام سبعة لاعبين جدد للمنتخب، وهذا ما أحدث خللا، لكن هذه المرة الأمر مختلف، هل هذا القرار سيخدم المنتخب؟ نحن الآن في شهر فيفري والوقت غير مناسب للحديث عن هذا الموضوع، ومن الأحسن أن ننتظر شهر جوان الذي سيعلن فيه عن القائمة النهائية، لكني أظن أن الأمر سوف لن يتكرر مرة أخرى وسيتم اختيار أحسن الأسماء. هل ستحضُر نهائيات كأس العالم ؟ بطبيعة الحال، سأكون في البرازيل لمساندة الخضر في هذا المحفل العالمي. الناخب الوطني حاليلوزيتش قام بتغييرات جذرية وشبّب المنتخب، هل ترى أنه بإمكان الخضر تحقيق نتيجة إيجابية ضد بلجيكا التي تملك لاعبا كبيرا مثل هازارد؟ لا تغفلوا عن أنه لدينا لاعبون موهوبون مثل سفيان فيغولي الذي يبلي البلاء الحسن ويقدم مستويات رائعة هذا الموسم مع فريقه فالنسيا، ولدينا لاعبون ينشطون في فرق كبيرة، وعلى الناخب أن يجد الأسماء المناسبة، وأريد أن أضيف شيئا.. لك الكلمة.. حاليلوزيتش في الأيام الأخيرة كان يتكلم بطريقة سلبية عن المنتخب الوطني وهو لا يخدمنا إطلاقا، وأظنّ أن "الفاف" أصابت عندما وضعت حدا لهذا الانتقاد والكلام الانهزامي الذي كان يصدر من عند الناخب الوطني. لكن هل يُمكن القول أن المنتخب الحالي أحسن بكثير من منتخب 2010 ؟ لماذا في كل مرة يجري حاليلوزيتش المقارنة بين منتخب 2010 والمنتخب الحالي؟ من الأحسن أن يكتفي بالعمل، حاليا يملك لديه لاعبين ممتازين لكن هذا لا يعني أنهم أحسن من جيل أم درمان، والأهم هو العمل والتفكير في المستقبل، فلكل جيل أسماؤه ولاعبوه، ويحب أن ندرك أنه في كرة القدم يوجد رابح وخاسر، فالمدرب يشبه الطباخ، وهذا الأخير يطهو لك شيئا طيبا عندما تكون لديه كل المقادير، نفس الشيء بالنسبة للمدرب الذي يعمل وفقا لما يملك من عناصر، وأمام هذه الوضعية، فإنه من الأحسن الكف عن انتقاد منتخب 2010 الذي كان وراءه الشعب الجزائري بأكمله، إذا يمكن القول أن المنتخب الحالي أصبح لا يقوم بأكثر من 400 تمريرة كما كان عليه الحال من قبل. لكن النتائج موجودة أليس كذلك؟ لا يجب أن ننخدع بالنتائج الأولية لأنها عبارة عن ذر للرماد في الأعين من الأحسن أن نكون واقعيين وننتظر ما يحدث لاحقا، ولا يجب أيضا تضخيم الأمور. هل أنت مع بقاء أو رحيل حاليلوزيتش ؟ أنا أدعم مبدأ الاستقرار، الجزائر حاليا بحاجة إلى مدرب يخدم المنتخب الجزائري فحاليلوزيتش حقق نتائج رائعة والجزائر مقبلة على كأس العالم، إذا نحن في حاجة إلى الاستقرار، ووراء بقاء البوسني على رأس العارضة الفنية للخضر، غير أنه إذا فضل الذهاب فهناك مدربون آخرون يتولون زمام الأمور ولاعبون جدد أيضا يحملون الألوان الوطنية، وما نتمناه أن يكون منتخبنا في أحسن الأحوال. في الأخير، لو تُعرض عليك العودة إلى المنتخب، فهل تقبل ؟ صراحة لن أطمع في العودة من جديد إلى المنتخب الوطني الجزائري ومن الضروري أن نترك الفرصة للشبان من أجل البروز وحمل الراية الوطنية عالية.