فاجأت التشكيلة القبائلية كل الجمهور الكروي الجزائري بعدما عادت بنقاط الفوز من تنقلها إلى مدينة الهضاب العليا، أين أطاحت بالفريق المحلي وفاق سطيف بالأداء والنتيجة، في مباراة كبيرة قدم فيها أشبال المدرب عز الدين آيت جودي مردودا بطوليا أمام أحد أقوى أندية البطولة هذا الموسم، والذي لم يشفع له الاستقبال بميدانه والاستفادة من دعم الآلاف من أنصاره للنيل من عزيمة أبناء القبائل وإيقاف زحفهم، في واحدة من أجمل المباريات ل«الكناري» هذا الموسم. شبيبة «القلب والنيف» عادت من سطيف وقد أجمع كل من تابع مباراة الشبيبة أمام الوفاق السطايفي، سواء في الملعب أو عبر شاشة التلفزيون، أن زملاء المهاجم الكاميروني إيبوسي حققوا فوزا مقنعا ومستحقا بجميع المقاييس، لأنهم كانوا بكل بساطة الأفضل فوق المستطيل الأخضر، ولقنوا الوفاق المحلي درسا في الواقعية والحرارة واللعب الرجولي، وهو ما أسعد كل عشاق أصحاب اللونين الأصفر والأخضر، الذين استبشروا خيرا بالمردود الذين قدمه شبان الفريق وأكدوا أن شبيبة «القلب والنيف» عادت من سطيف. اللاعبون طبقوا تعليمات آيت جودي بحذافيرها وعلى صعيد آخر، فقد ظهر واضحا للعيان أن فوز الشبيبة على الوفاق كان بفضل الانضباط التكتيكي الكبير لعناصرها الشابة، حيث لم يترك زملاء اللاعب الشاب عيبود أي فرصة لعناصر الوفاق من أجل الاستحواذ على الكرة أوتطبيق طريقتهم المعتادة في اللعب، بفضل انتشارهم الجيد فوق الميدان وفوزهم بجميع الصراعات الثنائية في وسط الميدان، وهو الأمر الذي كان قد شدد عليه المسؤول الأول عن العارضة الفنية القبائلية، والتزم به اللاعبون، الذين طبقوا تعليمات مدربهم بحذافيرها وحققوا فوزا كبيرا وثمينا وتاريخيا. بن العمري كان رائعا وقطع الماء والهواء عن مهاجمي الوفاق ومن بين اللاعبين الذين خطفوا الأضواء في هذه المواجهة، المدافع القبائلي المتألق جمال بن العمري، الذي كان رائعا أمام الوفاق وأدى واحدة من أجمل وأفضل مبارياته بقميص الشبيبة، حيث تألق في كل الكرات العالية وكان سدا منيعا لمهاجمي الوفاق، الذين حرمهم من الماء والهواء في منطقة العمليات، وجعلهم يعيشون أمسية سوداء وتحت ضغط وانتقادات جمهورهم، الذي لم يفهم شيئا في عجز لاعبيهم عن تجاوز مدافع الشبيبة المتألق. بهذه الطريقة رابطة الأبطال لن تكون بعيدة وقد سمح هذا الفوز الثمين والتاريخي للشبيبة بإحياء حظوظها في إنهاء الموسم في المرتبة الثانية، والظفر بتأشيرة خوض رابطة الأبطال الإفريقية الموسم المقبل، بعدما أضحى الفارق حاليا بين القبائل والوفاق السطايفي ثلاث خطوات فقط، وهو الأمر الذي جعل الجميع يحلم بالنسر الأسود والتفوق عليه مجددا في الترتيب العام، خصوصا أن كل عشاق الشبيبة يأملون أن يعود الفريق إلى غمار المنافسة الإفريقية بداية من الموسم المقبل. وبهذا المردود المولودية "ما عندها ما تطمع" وبدأ أبناء القبائل التفكير مبكرا في المواجهة المقبلة التي سيستقبل فيها أشبال آيت جودي المولودية العاصمية بتيزي وزو، وهي المواجهة التي تكتسي أهميبة كبيرة في حسابات الفريق بما أنها ستجمعه بمنافسه المباشر وملاحقه في سلم الترتيب، وهو ما يزيد من أهمية الفوز عليه لإقصائه من سباق رابطة الأبطال. ويحدو التفاؤل كل أبناء الشبيبة الذين أكدوا أن المولودية «ما عندها ما تطمع يوم السبت» إذا ظهر الفريق بنفس المستوى، وأن العاصميين سيتكبدون هزيمة كبيرة في تيزي وزو على يد أشبال آيت جودي.