أكدت مصادر جد مقربة من رئيس الفاف محمد روراوة أن التصريحات التي تناقلتها أمس وكالة الأنباء الجزائرية على لسان الشيخ رابح سعدان والتي لم ينف فيها إمكانية عودته من جديد للإشراف على المنتخب الوطني دون ذكر التاريخ بالضبط، قد أغضبت كثيرا رئيس الفاف بعد أيام فقط من المصالحة التاريخية التي تمت بين الرجلين وتلقي مهندس ملحمة أم درمان لعرض عمل في الاتحادية، إلا أن خرجة الشيخ لم ترق لروراوة، خاصة أنها جاءت في وقت يطمح فيه لتجديد عقد مدربه البوسني حتى كان 2015 وهو ما قد يسقط في الماء لما يطلع حاليلو على هذه التصريحات التي سيقرؤها على أساس أنها تحضير لإبعاده من المنتخب. كلام سعدان ل «واج» بخصوص إمكانية خلافته لحاليلوزيتش هزت الرئيس فتح الشيخ سعدان لأبواب عودته للمنتخب في المستقبل حسب وكالة الأنباء الجزائرية وخلافة حاليلوزيتش، هز كثيرا رئيس الفاف الذي لا يريد من جديد العودة إلى الصراع مع مدربه البوسني الذي هو في الأصل لا يحمل الشيخ في قلبه وعبر عن ذلك مرارا وتكرارا بانتقاد كل ما قام به مع المنتخب سابقا، كما أن الجهود التي بذلها رئيس الفاف من أجل إقناع البوسني بالتجديد حتى دورة المغرب قد يكون لتصريحات سعدان الأثر السلبي عليها، وهو ما اعتبره روراوة «تخلاط» من الشيخ في وقت جد حساس. … وقوله بأنه قد يعود إلى المديرية الفنية أقلق حدوش ببروكسل يبدو أن تصريحات الشيخ سعدان أغضبت الكثيرين وليس روراوة فقط، فحتى المدير الفني السعيد حدوش اطلع على ما قاله سعدان من مقر إقامته ببروكسل وانزعج كثيرا من خرجة واحد من أقرب أصدقائه، بما أن حدوش يعتبر نفسه مديرا فنيا والحديث عن إقالته من منصبه يعتبر مجرد كلام، بما أنه لم يستلم أي قرار رسمي رغم غيابه لقرابة الأربعة أشهر عن المديرية، معتبرا تصريحات سعدان بمثابة تحضير لانقلاب عليه وتولي هذا الأخير المنصب. روراوة طلب توضيحات من محيط سعدان ما وصل رئيس الفاف حول ما قاله الشيخ جعله يتصل بأطراف مقربة من محيط سعدان ويطلب توضيحات بشأنها، وما الغرض منها في هذا التوقيت بالذات، خاصة أن الرجلين تصالحا مؤخرا واتفقا على تفادي مثل هذه التصريحات التي قد تؤثر على علاقتهما مجددا ،التي عادت إلى طبيعتها بعد قطيعة لأكثر من ثلاث سنوات، وهو ما جعل الشيخ يؤكد بأنه لم يتحدث عن منصب حاليلوزيتش ولا مكانة حدوش ويشير إلى أن هناك قراءات وتأويلات لتصريحاته الهاتفية التي لم تفهم جيدا على حد تعبيره. أطراف مضادة للبوسني تريد استخدام ورقة سعدان لم تمر المصالحة بين الرجلين مرور الكرام على بعض الانتهازيين ومن يجيدون الاصطياد في المياه العكرة، فخرج المعارضون من جحرهم وأرادوا استعمال ورقة سعدان من أجل قلب الطاولة على البوسني ودفعه للمغادرة في هذا التوقيت، ومن أجل حزم حقائبه بعد نهاية عقده الذي ينتهي مع نهاية مونديال البرازيل، بإسناد تصريحات لسعدان لم يتلفظ بها إلا أنها ستكون جد مؤثرة لما تصل لمسامع حاليلو الذي لم يجدد عقده بعده. وأخرى مضادة للشيخ تضخم خرجاته الإعلامية وتحرفها لدى الرئيس في نفس السياق خرجت أطراف أخرى من الاتجاه المعاكس إلا أن هدفها هو زرع الفتنة، وهي التي لم تعجبها المصالحة بين روراوة والشيخ وبدأت في العمل على إعادة العلاقة إلى ما كانت عليه قبل الخميس المنصرم وتجديد القطيعة، من خلال تضخيم ما يقوله سعدان أو تحريف كلامه ونقله لروراوة من أجل دفعه إلى التخلي عن عرضه الذي قدمه للشيخ بالعودة للعمل في الاتحادية، وإشعال من ثمة نار الفتنة التي لم تتجاوز بعد مدة أسبوع من إخمادها.