برشلونة كان مُخيبّا في ربع ساعة الأولى من المباراة بسبب قلة تحركات لاعبيه وفشله في فرض أسلوب لعبه على الخصم، لكنه سرعان ما دخل في أجواء اللقاء بعد تمكن ميسي من تدشين النتيجة، إذ ساهم ذلك في فتح شهية الفريق لتقديم طبق كروي ممتع، وتأتى ذلك بالثلاثيات والتمريرات القصيرة بين اللاعبين في منطقة الخصم، ممّا ساعده على الوصول إلى مرمى أندريس فيرنانديز أكثر من مرة. يستحق النجم الإسباني بيدرو رودريجيز الإشادة بعد الأداء الكبير الذي قدّمه في مباراة اليوم أمام أوساسونا، حيث كان نشيطاً وفعالاً على الرواق الأيسر، وأثبت للجميع أنه جدير بالرسمية إلى جانب ميسي في الهجوم، لتبقى المنافسة فقط بين أليكسيس سانشيز ونيمار على المركز الثالث في الخط الأمام، وإن كانت التشكيلة المثالية للبلاوجرانا تتمثل في مشاركة إنييستا كجناح أيسر مع الدفع بفابريجاس في منتصف الملعب لمساعدة تشافي وبوسكيتس على الاستحواذ واسترجاع الكرات في ثواني معدودة. انتصر برشلونة على ملعبه بثلاثية نظيفة وصحّح مساره سريعاً في الليجا، ولهذا قد لا تكون هناك ملاحظات كثيرة عن المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينو، لكن المشكل الحقيقي يكمن في أن فريقه فقد هيبته وشخصيته وأصبح أسلوبه يميل شيئاً فشيئاً للعشوائية والارتجالية أكثر من التشبت بالدروس التكتيكية والفنية التي يمكن تلقينها للاعبين في التدريبات.. وإلا لكان على إدارة النادي تعيين تاتا مارتينو كمدرب للمباريات وفيلانوفا كمدرب للتدريبات مثلاً!! مشاهدة ميسي وإنييستا أكبر متعة في كرة القدم الحالية، فثنائياتهما وإبداعهما في تسلّم وتسليم الكرات لزملائهم والفن الذي يُتقنانه بالمراوغة في المساحات الضيقة، يجعل منهما أبرز اللاعبين المهاريين والحاسمين، وإن كان البارسا قد فاز اليوم بنتيجة عريضة وبأداء مقنع، فالفضل في ذلك يعود إليهما من الأساس. تحدثنا في التحليلات الماضية عن ضرورة إيجاد حلول بديلة للتسجيل والوصول إلى شباك الخصم، وعدم الاكتفاء فقط بالاختراق من العمق، فقد ساهم التنوع في أداء برشلونة أمام أوساسونا على إرباك الخصم وجعل مهمة التوقع لدى لاعبيه في غاية الصعوبة، وهكذا توّزعت الخطورة على جميع جهات الملعب، وتم فتح بعض الثغرات بين وسط ودفاع أوساسونا، استغلها البارسا جيداً بتسجيل هدفين من خارج منطقة الجزاء -على غير عادته-.