لم يكن لاعب الكاب الأسبق سعيد بوشوك يتصور أن تكون أول تجاربه الاحترافية خارج الوطن بهذا القدر من المعاناة في الآونة الأخيرة.. يأتي هذا بعد خمسة أيام من تعرضه لإصابة أبعدته عن الميادين لمدة أسبوعين فقط.. لتتواصل معاناته مع إدارة نادي القادسية السعودي، خاصة عقب تعرضه لحملة شرسة من الإعلام السعودي بعد وصفه كواحد من الصفقات الفاشلة في دوري زين السعودي، ابن مدينة بئر العرش الذي وجدناه في وضعية نفسية سيئة فتح قلبه ل «الخبر الرياضي» ليتحدث عن المشاكل التي اعترضت سبيله في الأيام القليلة الفارطة في النادي القدساوي مباشرة بعد إصابته ببعض الرضوض على مستوى ساقه ولكي لا نطيل عليكم نترككم تتابعون ماذا حدث بالضبط للاعب الخضر خلال تجربته الاحترافية القصيرة. بُوشوك، بعد شهر ونصف تقريبا في مدينة «الخبر»، كيف هي الأحوال؟ الحمد لله عُموما رغم بعض المشاكل. نلمس من خلال حديثك فتورا وبرودة قصوى مقارنة مع الأيام الأولى؟ لا أخفي عنك شيئا.. ففي الآونة الأخيرة أتعرض لضغط شديد. من طرف أنصار القادسية، الإدارة أم ممن بالضبط؟ ربما الإعلام كان طرفا فيه، لأنه ساهم بقسط وافر في تغذية هذه النار بنقده الذي كان سلبيا في عديد أطروحاته مما جعل إدارة النادي تُغيّر موقفها اتجاهي 180 درجة.. يأتي هذا عقب إصابتي منذ أيام وجيزة. والإدارة.. كيف كان موقفُها؟ حقيقة، أصبت بصدمة كبيرة عندما طلب مني الكاتب العام للقادسية وهو مصريّ الجنسية، الإمضاء على بعض الأوراق. بخُصوص ماذا بالضبط؟ حينما طلب مني طبيب الفريق الخلود للراحة لمدة عشرة أيام إلى أسبوعين، طلبت من إدارة النادي السماح لي بالعودة إلى الجزائر في تلك الفترة من الراحة، في بادئ الأمر لم أتلق أي اعتراض على طلبي.. وهذا راجع للثقة المتبادلة بيننا.. وتم هذا بوساطة مناجيري (الذي هو في الأصل مناجير حاج بوڤاش أيضا).. غير أنه بعد مثولي أمام الكاتب العام المصري.. وجدت مجموعة من الأوراق كنت أظن أنها تخص عطلتي المرضية التي أقضيها في الجزائر لا أكثر ولا أقل.. غير أن الصدمة كانت كبيرة بوجود إقرار يقضي بأني تلقيت كامل مستحقاتي. متى حدث هذا تحديدا؟ هذه العشية فقط (الحوار أجرى ليلة الأربعاء). وماذا فعلت بعدها؟ اتصلت بمناجيري الذي جاء على جناح السرعة.. خاصة وأنه بوصوله وجدنا في حالة احتقان كبيرة بفعل إصرار ذلك الكاتب العام على أن أمضي على تلك الأوراق ومن بعدها يتم تسريحي آليا. التسريح لماذا؟ هذا ما لم أفهمه.. وهل كان هذا موقف الإدارة أيضا أم موقفا فرديا من عند الكاتب العام للنادي؟ إلى حد الآن، لم أفهم رغم أن عديد التقارير الصحفية هنا في السعودية تشير إلى رغبة القادسية في الاستغناء عن خدماتي. رُبما كان الأمر يكون أكثر قانونيّة بجُلوسكم على طاولة المُفاوضات؟ تصور أنه منذ إصابتي لم أتلق أي زيارة أو اتصال من أي مسؤول في النادي سوى جلوسي مع الكاتب العام هذا في مكتبه. وما مردّ ذلك؟ حقيقة، لم أفهم سر هذا الانقلاب الذي جاء بزاوية منفرجة قدرها 180 درجة.. لم أجد أي سبب مقنع لهذا، خاصة وأنهم أقاموا على شرفي حفلا وتم تكريمي بمجموعة كبيرة من الهدايا سواء من المسيرين أو الأنصار بعد وصولي وكانت الهدايا لا تتوقف إلى أن حدثت الإصابة.. وحدث ما حدث. للاستفسار فقط.. ما طبيعة الإصابة؟ هنا مربط الفرس، لأن الإعلام السعودي هوّلها لدرجة كبيرة وأشار إلى كسر في الساق وأني أنهيت الموسم مبكرا خاصة وأن الدوري السعودي سينتهي بعد أقل من شهر... وفي الحقيقة فإن ما تعرضت له ما هو إلا رضوض لا أكثر ولا أقل.. ومع الفحوصات التي أجريتها بالأشعة المعمقة تأكد أنه شق بسيط على مستوى عظمة الساق اليمنى لا غير وكذا طبيب النادي طلب مني الركون للراحة لمدة أسبوعين بقي منها أسبوع تقريبا.. لذا فالمؤكد أن عودتي بالرغم مما قيل ستكون على أقصى تقدير نهاية هذا الأسبوع. رُبما تكون نيّة الإدارة بفسخ عقدك كما جاء في الموقع الرسمي للنادي لها علاقة بهذه الإصابة؟ أولا ، فالإدارة لم تصارحني بهذا إلى غاية اللحظة.. ثانيا قد أصبت وأنا ألعب بألوان النادي وبقي على عقدي شهر واحد فقط.. وأخيرا إذا كانت هذه رغبتهم فإني مستعد لمغادرة القادسية والعودة إلى الجزائر.. بشرط واحد هو أن أتحصل على كامل مستحقاتي المالية التي لا زلت أدين بنصفها للنادي السعودي. رُبما قضية المُستحقات ستطفو من جديد ويبرُز الخلاف مجُدّدا بينك وبين إدارة النادي؟ لا... لا يوجد أي خلاف، فأنا لحد الآن أعتبر نفسي لاعبا في صفوف القادسية... غير أن أمر المستحقات لا نقاش فيه خاصة وأن فسخ العقد مرتبط بنية الإدارة وليس اللاعب بوشوك. وعُمرة الوالدين؟ هناك بند في العقد المبرم ما بيننا يتم بموجبه تسديد عمرة الوالدين على نفقة نادي القادسية، وهذا ما اتفق عليه مسبقا.. غير أن الإدارة لا تزال تراوغ بخصوص تسديد نفقات العمرة.. وأظن أنه بالتزامي للوالدين أجد نفسي مجبرا على سداد تكاليف العمرة من مالي الخاص. ألم تتكلّم مع الإدارة بهذا الخُصوص؟ بالطبع، تكلمت معهم بهذا الخصوص، غير أنهم في كل مرة يطلبون مني التريث وما بقي على بقائي هنا في السعودية إلا شهر تقريبا، لذا عزمت على عدم الخوض في هذه المسألة مجددا معهم.. لا سيما وأن خلافي معهم امتد لمرحلة أخرى. مثل ماذا؟ تلاسنت مع الكاتب العام للفريق (المصري) ليلة الخميس بعد أن طلب مني بكل برودة أعصاب أن أتخلى على نصف مستحقاتي وأن أعود إلى الجزائر.. فطلبت منه تفسيرا مقنعا وهل هذا هو رأي الإدارة أم رأيه الشخصي.. فلم أتلق أي جواب مقنع. وكيف ترى نهاية القصة؟ لا يوجد دخان بلا نار.. ولذا فإني مستعد للرحيل والعودة للجزائر شرط أن أتحصل على مستحقاتي المالية العالقة بحوزتهم لا أكثر ولا أقل وكما دخلت القادسية بالمعروف سأخرج منها بالمعروف. عُموما كيف تُقيّم أول تجاربك الاحترافية خارج الوطن؟ جيّدة إلا حدّ ما.. تربطني علاقة حميمية مع أنصار النادي الذين يكنون لي كل الاحترام والتقدير.. الظروف لم تسمح لي ولا للنادي بالتألق.. لكن أستطيع أن أقول أن هذه التجربة لن تثير الندم إطلاقا. وعلاقتك بلاعبينا الجزائريين بالسُعوديّة؟ وطيدة إلى حدّ كبير.. أتصل دوما ببورقبة.. الذي يعد الأنيس الوحيد لي في غربتي.. أما بوڤاش وبن حاج لحد الآن لم ألتق بهما. عودتُك إلى الكاب وشيكة.. ماذا تقُول في خاتمة هذه الدردشة لكل القرّاء؟ أظن أني عملت كل ما في وسعي لتشريف الجزائر في دوري زين السعودي.. الإصابة التي تعرضت لها لن تثنيني على لعب المقابلات الأخيرة مع القادسية إن رغب مسؤولو النادي في ذلك.. لكني إلى حد الآن راض على نفسي وعلى ما قدمته للقادسية.. سأعود إلى الجزائر قريبا وقلبي إلى الآن على شباب باتنة، سأعمل المستحيل في ما تبقى من وقت لإعادته رفقة زملائي إلى السكة الصحيحة وتحقيق البقاء دون عناء.. تحياتي إلى كل الجمهور الجزائري.. وألف تحية إلى أنصار الكاب.