لم يكن أحد من بين الحاضرين في ملعب «دال ألبي» الجديد بمدينة طورينو سهرة الثلاثاء الماضي يتوقع أن يخرج لاعب الخضر ونجم نادي ميلان الايطالي جمال مصباح من خلف المدافعين بتلك الطريقة ويسجل هدفا على الطائر على طريقة الرجل الخارق « سوبر مان» ، مصباح الذي ظهر فجأة ومن دون أي سابق إنذار ، سجل هدفه الأول بقميص ناديه الجديد ميلان الإيطالي والذي يعتبر أحد أروع الأهداف في مسيرته الكروية. هدفه لم يكن كافيا والميلان ودع الكأس من الدور نصف النهائي هدف مصباح الأكثر من الرائع والذي سجله سهرة الثلاثاء لم يكن كافيا لتأهيل النادي اللمباردي للدور النهائي ، حيث سقط أشبال أليغري في فخ التعادل بهدفين في كل شبكة وهي نتيجة لم تكن لتساعدهم على تخطي هذا الدور، وبالعودة إلى مجريات اللقاء، ففي الشوط الأول تقدم نادي اليوفي بهدف المخضرم ديلبيرو وفي الشوط الثاني تمكن الميلان من قلب النتيجة بهدفين رائعين عن طريق كل من الجزائري مصباح والأرجنتيني ماكسي لوبيز ليمتد اللقاء للوقت الإضافي الذي حمل هدفا رائعا آخر لكن هذه المرة من جهة «البيانكو نيري» عن طريق المونتنيغري مايركو فوتينتش وهو الهدف الذي أهل السيدة العجوز وأقصى رفقاء مصباح تاركا إياهم يصارعون على لقب الدوري فقط بما أن لقب دوري الأبطال من الصعب جدا الحصول عليه أمام أعرق أندية القارة العجوز. مردوده كان ضعيفا في المرحلة الأولى بالعودة للمستوى العام للاعب الخضر، فقد بدا بمستوى مهزوز في شوط اللقاء الأول مثله مثل باقي زملائه ، حيث كان سببا غير مباشر في هدف نادي جوفنتوس الأول بعد تسلل السويسري ليشتاينار من خلفه مقدما كرة على طبق لديلبيرو الذي عرف كيف يهرب من دفاع الميلان بقيادة سيلفا مسجلا أولى الأهداف ، مصباح كان ضلعا في خطأ الهدف بعد أن غفل وللحظة عن الظهير الأيمن لليوفي وماكان من هذا الأخير إلا أن استغل الموقف ووزع كرة الهدف الأول ، شوط اللقاء الأول سيطر فيه نادي اليوفي بشكل كامل وهو ما جعل النادي الأحمر والأسود منكمشا في الدفاع ، حيث قدم الفريق ككل ومصباح على وجه الخصوص شوطا سيئا للغاية. شوط ثان رائع ومصباح يعيد الروح لزملائه بدأ مدرب الميلان ماسيميليانو أليغري الشوط الثاني بكل حزم، حيث ضغط فريقه منذ البداية وهو ما تجلى في وجود مصباح المدافع الأيسر في مركز الجناح ثلاث دقائق فقط بعد البداية ولم يكن وجوده هناك صدفة بعد أن سجل واحدا من أروع أهداف الموسم في إيطاليا ، وأروع أهداف مسيرته الكروية، مصباح ظهر فجأة من خلف المدافعين وطار للكرة القادمة من أرجل زميله فيليب ميكساس مسجلا هدف التعادل ومعيدا فريقه من بعيد بعد أن سلم الجميع بسيطرة السيدة العجوز ، هدف الجزائري كان له مفعول سحري على باقي زملائه، حيث سيطر نادي الميلان على مجريات الشوط الثاني وهو ما جعلهم يعادلون النتيجة في مجموع اللقاءين ويذهبون باللقاء للوقت الإضافي ، وكان مستوى مصباح ممتازا جدا، حيث لعب على الجناح الأيسر في معظم أوقات اللقاء وهذا نظرا للسيطرة الكبيرة التي فرضها رفقاؤه . إشادة واسعة بأدائه والهدف غطى على مستوى الشوط الأول لم يكن أداء مصباح ليمر هكذا من دون إشادة خاصة أن هدفه كان مفصليا في عودة ناديه ولو أن الميلان أقصي في نهاية المطاف ، حيث منحت معظم المواقع والجرائد الإيطالية للدولي الجزائري نقطة جيدة تراوحت بين الستة والسبعة نظير أدائه الجيد في الشوط الثاني والأشواط الإضافية متناسية أداءه السيء في الشوط الأول، هذا ويبدو أن هدف ابن زيغود يوسف الرائع غطى على كل عيوبه ومنحه جرعة معنوية دفعته للظهور بمستوى رائع في باقي أطوار اللقاء . لاغازيتا ديلو سبور تنصح أليغري بتحويله إلى الجناح الأيسر نصحت جريدة «لاغازيتا ديلو سبور» الجريدة الأولى في إيطاليا والتي تتمتع بانتشار واسع مدرب النادي ماسيميليانو أليغري بتحويل لاعبه جمال مصباح إلى مركز الجناح الأيسر بدلا من الظهير الأيسر ، حيث قال كاتب المقال في تقرير نشر في الصحيفة الورقية صباح أمس الأربعاء أن مستوى مصباح في الشوط الأول يوحي تماما أنه ضعيف من الناحية الدفاعية عكس الشوط الثاني الذي ضغط فيه نادي الميلان ، حيث أدى مصباح شوطا ثانيا رائعا بعد أن لعب في الهجوم في كل أطواره تقريبا ، وقالت «لاغازيتا ديلو سبور» أن مصباح يصلح أكثر في الهجوم وهو ما تجلى في لقاء «اليوفي» الأخير، لذا على أليغري استغلال إمكانيات لاعبيه في المناصب التي يجيدون فيها أكثر وعدم التقيد بالمنصب في كل مرة. ثاني هدف يسجله ضد ليوفي يعتبر هدف مصباح سهرة الثلاثاء ثاني هدف يسجله الجزائري في مرمى السيدة العجوز ، حيث سبق له وأن فعل نفس الشيء عندما كان يرتدي قميص نادي السابق ليتشي ، مصباح كان له هدف السبق في اللقاء الذي أقيم في العشرين من فيفري من السنة الماضية بعد أن توغل بشكل رائع في العمق ، حيث استلم الكرة بالصدر ثم وضعها في مرمى ليوفي وكان ذلك نصف ساعة بعد بداية اللقاء . مكانه الأساسي مضمون في لقاء روما يوم السبت سيكون مكان مصباح في التشكيلة الأساسية التي تواجه روما يوم السبت المقبل مضمونا بنسبة كبيرة ، خاصة بعد أدائه الرائع ضد السيدة العجوز والذي رد به الاعتبار لنفسه من انتقادات لقاء آرسنال في دوري الأبطال ، مصباح وبغض النظر عن مستواه سيستفيد أيضا من غياب باقي زملائه في الدفاع وهم أباتي وأنتونيني الأول بسبب الإصابة والثاني بسبب العقوبة ، وبهذا سيسجل مصباح حضوره في ثاني لقاء قوي في أربعة أيام على أمل أن يسجل حضوره في لقاء قوي آخر سيكون ضد نادي برشلونة في دوري أبطال أوروبا . مصباح :« كنا أحسن منهم ويؤسفني أن يصبح هدفي دون فائدة» قال الدولي الجزائري ولاعب الميلان جمال مصباح في تصريح مسجل لقناة النادي الرسمية أن فريقه لعب لقاء جيدا سهرة الثلاثاء ضد جوفنتوس، وأكد أن حالة الحزن تغمره لأن فريقه لا يستحق الإقصاء نظير المستويات الكبيرة التي قدمها ، وعن هدفه قال جمال أنه أصبح من دون أي فائدة بعد الإقصاء مذكرا الجميع أن المشوار لم ينته وأمامهم لقاء مهم ضد نادي روما في الدوري السبت المقبل . «حزين جدا بسبب الإقصاء لأننا كنا نستحق التأهل» استهل مصباح حديثه بنبرة حزينة عندما أكد أنه حزين جدا بسبب هذا الإقصاء كما أبدى أسفه لجميع أنصار ميلان بسبب هذا الخروج وكشف الدولي الجزائري أن فريقه لم يكن يستحق الخروج لأنه أدى لقاء في المستوى من جميع النواحي وفي هذا الشأن قال « أنا حزين جدا بسبب هذا الخروج وأسف جدا للجميع ، لعبنا جيدا وكنا نستحق التأهل « . «لعبنا مباراة كبيرة وكنا أحسن من اليوفي» في نفس السياق، قال لاعب الخضر أن الأداء المقدم من رفقائه سهرة الثلاثاء كان أعلى مستوى من نظيرتهم السيدة العجوز ، وأكد جمال أن ردة فعلهم في الشوط الثاني كانت قوية وقدم رفقة زملائه مستوى عاليا جدا لكن النتيجة لم تكن في صالحهم ولم تكن عادلة بالمرة حيث قال « النتيجة لم تعكس مجريات اللقاء ، كنا أحسن من جوفنتوس وقدمنا لقاء قويا بعد أن قمنا بردة فعل كبيرة» «علينا التفكير الآن في لقاءي روما و البارصا» من جانب آخر ، قال مصباح أن فريقه الآن مطالب بالتفكير في المستقبل ونسيان الماضي ، والمستقبل هو لقاء السبت القادم ضد نادي روما في الدوري ولقاء البارصا منتصف الأسبوع المقبل في دوري أبطال أوربا وفي هذا الشأن قال « الآن يجب علينا التفكير فيما هو قادم ، أمامنا لقاء قوي يوم السبت المقبل ضد نادي روما ولقاء أقوى ضد برشلونة في دوري أبطال أوربا». «سعيد في ميلانو وعائلتي تأقلمت مع الأجواء هنا» في ختام حديثه، فضل لاعب الخضر أن يخرج عن الموضوع ويتحدث عن حياته الشخصية وأكد سعادته بالتواجد في مدينة مثل ميلانو مؤكد أنه تأقلم بشكل جيد مع المدينة مثله مثل عائلته التي قال عنها أنها أحبت الحياة في هذه المدينة .