عقد المدرب الوطني السابق الشيخ رابح سعدان ندوة صحفية ضمن فوروم الزميلة جريدة «البلاد» كشف فيها العديد من الحقائق التي تخص الكرة الجزائرية، سواء التي في الوقت الراهن أو التي تعلقت بمسيرته الرياضية كمدرب منذ سنوات الثمانينات، كما رد الشيخ سعدان على المناجير الحالي للمنتخب الوطني، وقال له بطريقة تهكمية أنه نام نوما عميقا بعد لقاء مالاوي، لأن سبب الهزيمة كان الحرارة الشديدة، وأن اللقاء الذي جاء بعده تمكن من الفوز به أمام مالي رغم أن العديد من المتتبعين لم يتكهنوا بذلك. «لازلت صغيرا يا حفيظ حتى تفهم لماذا دفعوا بك للحديث عني» تحدث المدرب رابح سعدان عن عبد الحفيظ تاسفاوت، وأكد له أنه لازال صغيرا حتى يفهم الأسباب الحقيقية التي جعلت بعض الأطراف تدفع به من أجل فتح النار على سعدان، مؤكدا أنه في بداية مشواره ولا يزال أمامه الكثير كي يصبح ناضجا وواعيا بكل ما يحدث في كواليس المنتخب الوطني». «أنت صغير بالنسبة إلي ولازلت تتعلم لتكون مناجيرا ناجحا» حول المنصب الذي يتولاه تاسفاوت، واصل سعدان التأكيد أن عبد الحفيظ لا يزال شابا صغير ولا يملك التجربة الكاملة حتى يكون مناجيرا للمنتخب، فهو لا يعي حتى كيف يتم التعامل مع مثل هته المناصب، مؤكدا أنه على تاسفاوت الانتظار لسنوات عديدة يعمل فيها بجد ويكسب المزيد من المعارف حتى يتحدث عن سعدان. «لم أقصد تاسفاوت لما قلت أن المشكل تنظيمي» رغم أن الشيخ بدا جد مستاء من الخرجة الإعلامية لتاسفاوت، لكنه في نفس الوقت اعترف أن كلامه عن الأمور التنظيمية للخضر والنقائص الكبيرة التي تعرفها تربصات المنتخب الوطني لم يكن موجها له شخصيا، مؤكدا أن كلامه كان بصفة عامة ويقصد التنظيم العام للمنتخب الوطني، وليس التنظيم الخاص والمهمة المسندة إلى اللاعب السابق للخضر كمناجير عام للمنتخب الوطني. «الصحافة كانت شاهدة أن التنظيم كان صفرا في إسبانياومراكش» لقد أسهب كثيرا المدرب السابق للمنتخب الوطني في موضوع الأمور التنظيمية للخضر وقال إن الصحافة الوطنية التي كانت حاضرة في إسبانياومراكش هي التي تحدثت عن سوء التنظيم وما حصل في مراكش، مؤكدا في نفس السياق أنه لم يبتكر هذه الأمور من رأسه، بل كلامه كان عبارة عن حوصلة عما قالته الصحافة الوطنية طيلة الأيام الماضية. «لا أفهم لماذا أحس نفسه مستهدفا ويعقد ندوة صحفية للحديث عني» بدا الشيخ رابح سعدان في الندوة الصحفية التي نشطها صبيحة أمس جد مستاء من خرجة تاسفاوت الإعلامية الأخيرة وقال أنه لم يفهم لحد الآن لماذا أحس لاعب الحمراوة بنفسه مستهدفا وكيف تجرأ على عقد ندوة صحفية، «وهنا أفتح باب الاستفهام وأستطيع القول أن أطرافا حرضته للرد على سعدان، وعلى قول بعض الأمور رغم أنني لم أقصده تماما في كلامي». «لا أملك أي مشكل شخصي معه» اعترف سعدان أنه قبل اليوم لم يكن يملك أي مشكل مع تاسفاوت، وأنه لم يحدث بينهما أي خلاف في السنوات الماضية، وقال الشيخ « لم أفهم لحد الآن سبب الحقد الكبير الذي يكنه له، والسبب الذي جعله يفتح النار على شخصه في ندوة صحفية. «لست أنا من يحاسبه بل من نصبه ونصب الآخرين» تابع سعدان تصريحاته حيث قال أنه لا يستطيع محاسبة تاسفاوت ولا حتى حاشيته، بل من نصبهم على رأس المنتخب هو من يجب أن يحاسبهم حسب المنطق، لأن سعدان مجرد مدرب سابق ولديه الحق في منح رأيه لكن بعيدا عن أي تلاعبات، كأي تقني جزائري. «إذا أراد تبرير أجرته الشهرية فهذا يعنيه هو، ولا دخلي لي في الموضوع» لم يتوقف سعدان عند هذا الحد، بل أكد أن تاسفاوت بخرجته الإعلامية حاول أن يبرر الأموال والأجرة التي يتلقاها المنتخب الوطني، وأكد أن ذلك ليس مشكل سعدان إن هو أراد التبرير، فهذا يعني تاسفاوت ويعني من نصبه في المنتخب الوطني فقط. «أقول لتاسفاوت لازلت صغيرا حتى تتحدث عن التكتيك والنتائج التي حققتها» أما عن النتائج السلبية التي حققها المنتخب الوطني في عهدة سعدان، والتي تحدث عنها تاسفاوت على غرار لقاء مالاوي وصربيا ومصر ببنغيلا، فقد قال سعدان بأن تاسفاوت لازال صغيرا حتى يتحدث عن النتائج التي حققها المدرب وأن خبرته في الملاعب لا تمكنه من انتقاد خياراته والتحدث عن الأمور التكتيكية. «رغم هزيمتنا برباعية أمام مصر استقبلنا كالأبطال وهذا دليل أن الشعب واع» واصل سعدان الحديث، مؤكدا أن الهزيمة التي تلقاها المنتخب الوطني أمام مصر يعرف الجميع أسبابها، والدليل الاستقبال الرائع الذي حظي به المنتخب الوطني بعد عودته من الكان، واحتفالات الأنصار مباشرة بعد نهاية اللقاء. «العدالة الإلهية بينت الحق والجميع اعترف بي في النهاية» أكد سعدان أن «الشهور مضت والمولى عز وجل أنصفني»، مبينا في ذلك الحق من الباطل، فالجميع اعترف في النهاية بالمدرب رابح سعدان وبالخدمات الجليلة التي قدمها للمنتخب الوطني سواء في الفترة الأخيرة أو حتى خلال عقد الثمانينات.» «حتى رئيس الحكومة تحدث عني وهذا شرف كبير بالنسبة لي» أضاف رابح سعدان «رئيس الحكومة أحمد أويحيى تحدث عن إنجازاتي والخدمات الكبيرة التي قدمتها خلال كل الفترات التي أمضيتها على رأس العارضة الفنية للخضر وهذا أمر يجعلني أحس بالافتخار، والذي جاء إضافة إلى الحب الكبير والاحترام الذي ألقاه من الشعب خلال كامل تنقلاتي». « استقلت ولا أحد أقالني والكل يعرف الحقيقة» حول الاتهامات التي وجهها تاسفاوت إلى سعدان بخصوص عدم استقالته والانتظار حتى إقالته من طرف روراوة، قال سعدان أنه هو من استقال ولا أحد أقاله، والكل يعرف الحقيقية. «لو أقالوني لمنحوني أجرة سنتين لكني فضلت الاستقالة» ذهب سعدان بعيدا في هذا الموضوع عندما قال أن الفاف منحته أجرة شهرية واحدة بعد المونديال، ولو أقيل لمنحوه أجرة سنتين كاملتين، وهذا هو الدليل على أنه لم ينتظر الإقالة، فسعدان ليس من طينة الرجال الذين يدفعون. «حديثي عن التنظيم مرجعه أنني أدرك تأثير الفوضى على النتائج» رجع الناخب الوطني الأسبق إلى الحديث عن مسألة التنظيم حيث قال أن حديثه عن التنظيم يعود إلى معرفته الجيدة بالمنتخب، الذي تتراجع نتائجه في كل مرة تعم الفوضى في تربصاته، ولهذا كان مصرا على التطرق لموضوع التنظيم. «المدربون الأجانب لم ينجحوا في المنتخب الوطني بسبب مشكلة التنظيم» أضاف سعدان وقال أن المدربين الأجانب لم ينجحوا في المنتخب الوطني بسبب شيء واحد وهو عدم وجود منظمين في المستوى حينها، على شاكلة جهيد زفزاف ووليد صادي اللذين رافقا المنتخب الوطني في السنوات الماضية التي عرفت عودة كبيرة للخضر بفضل المجهودات الكبيرة التي بذلها هذا الثنائي في مجال التنظيم. «أشخاص مثل صادي وزفزاف قدموا كثيرا للمنتخب بخبرتهم» أكد سعدان أن أشخاصا كثيرين ساهموا في تأهل المنتخب الوطني إلى المونديال، على غرار الثنائي وليد صادي وجهيد زفزاف، هذا الأخير الذي يشغل منصب إطار في الدولة ساهم كثيرا في الأمور التنظيمية رفقة صادي. مؤكدا في الأخير أنه لم ينتقد لا روراوة ولا الفاف، بل أراد تنبيههم فقط». « هناك أخطاء ترتكب حاليا ولا يجب تجاهلها» ختم المدرب سعدان حديثه عن موضوع الخرجة الصحفية لتاسفاوت، مؤكدا أنه ما زال يصر على وجود أخطاء في المنتخب الوطني ولا أحد يمكنه نكران ذلك، أو تجاهل ما يحصل وختم حديثه بالقول «الحق يقال».