حلّ المدرب الوطني السابق رابح سعدان صبيحة أمس بفندق “هيلتون” ضيفا على منتدى يومية “البلاد” وهو المنتدى الذي ردّ فيه مهندس ملحمة “أم درمان” على التصريحات النارية التي أدلى بها مناجير المنتخب الوطني عبد الحفيظ تاسفاوت في حقه. وإن كان رابح سعدان رفض الخوض كثيرا في الحديث عن اللاعب السابق ل “الخضر”، إلا أنه ردّ عليه بعنف في بعض الأمور. واستهلّ سعدان حديثه بالعودة إلى خسارة المغرب الأخيرة وقال: “تلك الهزيمة زعزعتنا وأثّرت فينا جميعا، خاصة نحن من كنّا بالسابق القريب نعمل على رأس المنتخب، إذ كنا نرغب في أن يحافظ منتخبنا على مستواه في المستوى العالي، وحتى بعد خسارة إفريقيا الوسطى وإثر تعالي بعض الأصوات التي نادت بتنحية المدرب وإبعاد اللاعبين، تدخلت وطالبت الجميع بالتحلي بالهدوء، وعندما انهزمنا أمام المغرب لم أتطرّق للحديث عن بن شيخة وانتقدت فقط الأمور التنظيمية داخل المنتخب، تحدّثت كخبير فقط، فإذا بذلك تاسفاوت يتحدّث عنّي بالسوء في ندوته الصحفية التي عقدها بوهران، دون أن أتحدّث عنه.. أنا شخصيا قرأت في الجرائد خلال تربص إسبانيا أن هناك فوضى عارمة داخل المعسكر، وأن الأنصار يتهافتون كلّ يوم على اللاعبين داخل الفندق، فانتقدت الأمور التنظيمية، فراح “سي خونا” يتحدّث عنّي دون أن أذكر اسمه”. “عندما يكبُر وينضج يفهم أمور الدنيا” ورغم أن سعدان بدا مُندهشا من الأسباب التي جعلت تاسفاوت يطلق عليه النار، إلا أنه أعاب عليه تحدّثه عنه بتلك الطريقة رغم أنه لم يذكر اسمه، وقال: “هذا طفل صغير جاء ليتعلّم .. هو جديد في التسيير مع المنتخب، وجديد على منصب المناجير العام ل “الخضر”... لا دخل لي في عمله، لديه مسؤولون عليهم أن يحاسبوه على مهامه.. أعتقد أنه تحدّث عني بتلك الطريقة كي يبرّر الأجرة الشهرية التي يحصل عليها (يحلّل دراهمو). ليضيف سعدان قائلا:«ليس تاسفاوت من يتحدّث عن مسيرتي ومشواري ونتائجي، لا يزال صغيرا على ذلك، وعندما يكبر وينضج ويفهم أمور الدنيا، سيعي ما قام به”. “لهذا السبب لم أنم بعد خسارة المغرب” وعن التعليق الاستفزازي ل تاسفاوت حول التصريح الذي أدلى به عقب اللقاء بأنه لم ينم بعد خسارة المغرب، أضاف سعدان قائلا: “نعم، لم أنم بعد لقاء المغرب، وكيف لي أن أنام ومنتخب بلادي يخسر بتلك الطريقة؟ شخصيا توقعت الفوز، وقلت في نفسي في أسوأ الحالات سنعود بتعادل، وحتى لو سلمت بخسارة منتخب بلادي، فما كنت لأصدّق أنه سيُهزم برباعية نظيفة، لأن بن شيخة اختار أفضل اللاعبين لتلك المباراة، ومنتخبنا كان في موقع قوة كي يعود بنتيجة جيّدة من المغرب، لذلك صدمتي كانت شديدة فقلت إني لم أنم، وهو ما لم يعجب تاسفاوت ربما؟”. “نعم يا تاسفاوت، نمت جيّدا بعد خسارة مالاوي!” وإلحاحا منّا على الردّ حول تساؤل تاسفاوت خلال ندوته الأخيرة عمّا إذا كان المدرب سعدان نام إثر الخسارات الثقيلة التي كان يتلقاها المنتخب في عهدته، أضاف سعدان قائلا: “نعم، أقول له: يا تاسفاوت، لقد نمت نوما عميقا بعد الخسارة أمام منتخب مالاوي، لأن الجميع شاهدوا الظروف المناخية الصعبة التي لعبنا فيها، حيث لعبنا تحت حرارة شديدة بلغت 35 درجة، وعلى الساعة الثانية زوالا، اللاعبون انهاروا يومها، لكني لم أنزعج كثيرا، لأني كنت أدرك ردّ فعلهم في اللقاء الموالي، وهذا ما قلته للاعبين في الاجتماع الذي عقدناه في اليوم الموالي، سنفوز على مالي، وهذا ما حدث، فزنا على مالي، وفرضنا التعادل على البلد المنظم، أخرجنا كوت ديفوار، إلى أن أقصينا بطريقة يعرفها الجميع ضدّ مصر. وأعيدها ل تاسفاوت: نمت جيّدا، نعم بعد تلك الخسارة”. “أويحيى اعترف لي وفي الشارع أخرج مرفوع الرأس” رافضا الخوض كثيرا فيما قاله تاسفاوت في ندوته الصحفية التي عقدها بمسقط رأسه وهران، راح سعدان يعبّر عن امتنانه للوزير الأول في البلاد أحمد أويحيى على ما قاله عنه عبر الشاشة الصغيرة مؤخرا، وتحدّث قائلا: “خبرتي طويلة في مجال التدريب، وتجربتي وسنّي لا يسمحان لي أن أطيل في الحديث عن تاسفاوت أو أيّ شخص آخر تعرّض لي، يكفيني فخرا وشرفا أن رئيس الحكومة السي أويحيى تحدّث عني مؤخرا، وتحدّث عن الكفاءات المحلية مثل ماجر، مخلوفي وخالف وغيرهم... السلطات العليا في البلاد تثني علينا، والبعض الآخر يتحدّث عنا بسوء والله عجيب! ويكفيني فخرا وشرفا أني أخرج الشارع مرفوع الرأس... الشعب كله يحبّني ولا ينسى سريعا ما فعله سعدان للمنتخب”. “لا أريد أن أنزل بمستواي إلى مستواه” وفي الأخير، طلب المدرب رابح سعدان من الزملاء أن يكفّوا عن طرح الأسئلة حول تاسفاوت لأنه لا يريد أن ينزل بمستواه كمدرّب وطني كبير لسنوات عدّة قاد فيها المنتخب الوطني إلى تحقيق إنجازات عديدة، إلى مستوى تاسفاوت الذي قال عنه “الشيخ”: “ولد صغير بصدد التعلّم في مهنته الجديدة كمناجير”.