إذا أقر الشعب الكتالوني في يوم من الأيام انفصال إقليمهم عن المملكة الإسبانية سيتحتم على الدولة الوليدة أن تؤسس دوريا خاصا بها، هذا ما يفرضه الواقع لأن أية دولة معترف بها أوروبياً يجب أن يكون لها مسابقتها الخاصة والتي تؤهل فرقها إلى مسابقتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي. ويحاول إقليم كاتالونيا هذه الأيام تكثيف محاولاته للانفصال عن اسبانيا ما يشكل خطرا على تواجد برشلونة في الدوري الاسباني نظرا لانتمائه للإقليم المذكور، كما أن النادي وأنصاره من أشد المناصرين لفك الارتباط بالمملكة. وتحدث البعض عن امكانية بقاء برشلونة في الليغا وضرب المثل بفريق الإمارة موناكو الذي ينتمي لرابطة الدوري الفرنسي، بل أن آخرين لم يستبعدوا مشاركة برشلونة في "ليغ 1″. ولكن ماذا عن دوري البلدة الوليدة نفسها ؟ دوري دولة كتالونيا؟ المتابع الملم بأحداث الدوري الإسباني يعرف أن برشلونة وجاره العنيد إسبانيول ينتميان لكتالونيا، لكن هل من فرق كتالونية أخرى حاليا في نفس المسابقة؟ الجواب هو لا. ستنضم فرق كتالونيا الصغيرة والهاوية والمشاركة في دوري الإقليم غير المعترف به أو في الدرجات الدنيا في الدوري الإسباني. فيغيريس و غرامانيت وغيرونا و بادالونا هي أهم الفرق الكتالونية بالإضافة إلى برشلونة و اسبانيول، وسبق لفيغيريس أن أخرج برشلونة من كأس الملك قبل سنوات كما وصل إلى نصف نهائي البطولة ذاتها. هذا الدوري الافتراضي دون أدنى شك سيكون بطله برشلونة حتى فناء الدنيا وما عليها، و ستكون أقوى مبارياته أمام اسبانيول حيث يتوقع فوزه بثلاثة أهداف أو أكثر ثم يتفوق على الفرق الأخرى بنتائج قياسية قد تتعدى أهدافها أصابع اليدين. ولكن هذا الدوري الافتراضي سيأخذ من الليغا الإسبانية أهم أسلحته وأقوى ميزاته الشعبية، وقد تنحصر المنافسة بين طرفي العاصمة المدريدية ريال وأتلتيكو بعد زوال قمة تقليدية يقف لها جمهور كرة القدم في كافة أنحاء العالم احتراما وتقديرا، وبالطبع نتحدث هنا عن الكلاسيكو الشهير بين ريال مدريدوبرشلونة. كما أن هناك مشكلة أخرى ستواجه برشلونة، ألا وهي أنه سيضطر مرغما لخوض جميع الأدوار التمهيدية في مسابقة دوري أبطال أوروبا نظرا لعدم وجود تصنيف حقيقي للدوري الكتالوني في الاتحاد الأوروبي للعبة، ما يعني أن على الفريق في طريقه للتأهل إلى دور المجموعات السفر إلى إستونيا أو جرز فارو.. وربما جبل طارق! بالتأكيد يرغب الشعب الكتالوني بالاستقلال إلا أن الأضرار التي ستلحق ببرشلونة ستكون أكثر بكثير من الفوائد خصوصا مع إصرار رئيس رابطة الدوري الاسباني على أنه لا مكان لبرشلونة في حال استقلت كتالونيا عن اسبانيا.