استنجدت إدارة بن طوبال في آخر لحظة بخدمات المدرب فرانسوا براتشي الذي اقتحم البطولة الجزائرية من بوابة "السياسي" موسم 2003 لما كان خطابي رئيسا لشباب قسنطينة، حيث راهن هذا المسير على الظهير الأيمن لمرسيليا السابق، الذي كان معروفا بحماسه الزائد وقوة بنيته المورفولوجية، وهو اللاعب الذي شارك في مبارتين أو ثلاث مع منتخب الديكة في عهدة النجم الأسبق بلاتيني وغيره من نجوم المنتخب الفرنسي. سيرة المناضل الكورسيكي تجعله يتلاءم مع فولكلور السنافر من بين أوجه الشبه التي تجمع بين التقني الكورسيكي وفريق شباب قسنطينة أن مواقف الأخير ونضاله لتحرير جزيرة "الكورس" من الاستعمار الفرنسي تتشابه لحد بعيد مع شخصية السنافر وحبهم للدفاع عن ألوان فريقهم، الذي تنقلوا معه لكامل التراب الوطني وبأعداد تشابه أعداد الجيوش، كما يشهد لهم بذلك الجميع من داخل وخارج الوطن ، فبراتشي الذي ولج عالم السياسة من قبل وناضل ضد الاستعمار الفرنسي لتحرير جزيرته من الاستعمار الغاشم، يستطيع أن يوّفق مرة أخرى مع الشباب ويحرره من النفق المظلم الذي يقبع فيه منذ مدة طويلة. السنافر تعلقوا به من قبل و" الكومندوس" شارك في صنع أفراح القسنطينيين لا يختلف اثنان في التأكيد على أن موسم براتشي الأول في البطولة الجزائرية وعلى رأس العارضة الفنية لشباب قسنطينة كان ناجحا بكل المقاييس، حيث تمكن التقني الكورسيكي من تحقيق الصعود مع "السياسي" إلى الدرجة الأولى، قبل أن يغادر الفريق في الموسم الموالي بعد مرور جولتين أو ثلاث وخسارة الشباب أمام لياسما، ليلتحق بعدها إلى مولودية العاصمة التي حصل معها على كأس الجمهورية، وبالرغم من ذلك إلا أن ما كان يقوم به براتشي في قسنطينة بقي ذكرى في أذهان سكان مدينة الجسور المعلقة، حيث كان يفضل مدرب "السياسي" ارتداء لباس "الكومندوس" ويضع معصما بألوان السنافر في يده لجلب حب واحترام عشاق اللونين الأخضر والأسود. خسر داربي الذهاب أمام الموك ومعه انطلقت أغنية " آي جات الموجة وينو خرخاش" من بين أسوأ المحطات التي عرفها براتشي مع السنافر خلال إشرافه على العارضة الفنية للسياسي هي خسارته للقاء لداربي الذهاب أمام الجارة مولودية قسنطينة، في المباراة التي انتهت لصالح رفقاء خرخاش الذي غنى له السنافر في لقاء العودة بعد فوزهم على الموك، الأغنية المشهورة التي لا يزال يرددها عشاق الخضورة لحد الآن " آي جات الموجة وينو خرخاش"، على اعتبار أن ليموكيست غنوا في لقاء الذهاب "وين هي الموجة داها خرخاش". السنافر كانوا بوابته لمعرفة الإسلام قبل أن يعتنقه وحادثة "العلك" في شهر رمضان تبقى ذاكرة مضحكة من بين أبرز المحطات في حياة المدرب براتشي الذي اعتنق الإسلام بعد أن عرفه في قسنطينة على يد السنافر الذين تعلقوا به كثيرا في تلك الفترة، أنه كان قبل أن يعتنق الدين الحنيف يحترم كثيرا عادات وتقاليد المسلمين وكان يصوم شهر رمضان لأجل لاعبيه ولتشجيعهم، حيث وفي إحدى الخرجات التي قادت الشباب إلى إحدى الولايات المجاورة قد تكون لمواجهة شبيبة سكيكدة في إحدى أيام رمضان، اجتمع براتشي بلاعبيه وطالبهم بضرورة الفوز بنقاط اللقاء، مؤكدا لهم على أنه مثال يقتدى به وأنه مثلهم صائم، قبل أن يرد عليه أحد اللاعبين وينبهه بأنه " يمضغ العلك" ليتفاجأ براتشي قائلا: " هل هذا أيضا ممنوع في رمضان عندكم؟" وهي الحادثة التي أضحكت جميع اللاعبين وحفزتهم على تحقيق الفوز.