رحل فايزر يوم أمس عن بايرن ميونخ معلناً عن خروج رابع لاعب واعد من صفوف البافاري خلال أقل من سنتين بعد خروج غوستافو وكروس وشاكيري ، ولو أن فايزر كان أصغرهم ، إلا أن الجميع يعرف أنه كان من الممكن الاستفادة لأكثر من عشر سنوات من الرباعي لو عدنا لأعمارهم عند الخروج من الفريق. بايرن ميونخ الذي رعى سياسة الشباب حين قام بنهضة قادها فان غال وتابعها هاينكس وصولاً إلى صيف 2013 حين ضم النادي كل من غوتزة وألكانتارا بوجود غوارديولا ، ومن ثم بدأ يخلع عن نفسه رداء رعاية المواهب الشابة ، فغوستافو الذي جلبه النادي صغيراً من هوفنهايم عام 2011 ليستفيد من تطوره التدريجي باعه حين وصل لأفضل مستوى له عام 2013 ، حاله حال كروس الذي خرج من الفريق حين وضعت الإدارة ذريعة مطالبه المادية العالية ليُكشف بعدها أن راتبه في ريال مدريد لا يتجاوز 8 مليون يورو سنوياً. شاكيري هو الآخر كان قد قدم لبايرن من أجل المستقبل ، وحينها قال الجميع أنه الخليفة الشرعية لريبيري حين يتقدم بالسن ، وحين كبر ريبيري باعت الإدارة شاكيري الذي مل الجلوس على دكة البدلاء ، أما فايزر فرغم رغبته بالبقاء وتقديمه مستوى رائع بآخر شهرين من الموسم إلا أن الإدارة رفضت التجديد للاعب وتركته يرحل مجاناً إلى هيرتا برلين معيداً الكثير من الجمهور للحظة بيع ماتس هوملس 2008 إلى دورتموند بيوم توقع فيه الكثيرون ظهور نجم ألماني بعد عدة سنوات بعيداً عن بافاريا. أربعة مواهب خسرها البافاري تشغل مراكز الأجنحة والوسط ، وبهذا الوقت لم يتعاقد بايرن إلا مع لاعبي وسط أحدهما هو ألونسو الكبير بالسن والثاني هو رودة الذي أثبت تألقه الموسم الماضي رغم عدم اعتماد المدرب عليه بأوقات كثيرة مقابل تحويل لام من ظهير إلى لاعب وسط وعدم التعاقد مع أي جناح أو لاعب وسط هجومي عدا الشاب سنان كورت الذي لعب شوطاً واحداً فقط الموسم الماضي. دون أن ننسى أن كل من لام وشفاينشتايجر وألونسو قد تجاوزوا سن الثلاثين مما يؤكد حاجة وسط بايرن للاعب شاب أو إعطاء فرصة أكبر لرودة ، إضافة لتقدم كل من روبن وريبيري بالسن وعدم تمكن غوتزة من إقناع الكثير من الجمهور البافاري بقدرته على تعويضهما ، وكثرة إصابات ألكانتارا منذ قدومه لبايرن. بايرن ميونخ تخلص خلال عام واحد فقط من رأسَي حربة فريق الثلاثية فباع غوميز ومن بعده ماندجوكيتش مع قدوم ليفاندوفسكي والاحتفاظ بالعجوز بيتزارو على دكة البدلاء علماً أن البيروفي أتى لبايرن فقط رغبة منه بإنهاء مسيرته في أوروبا مع النادي البافاري وهذا الصيف سينتهي عقد بيتزارو أيضاً مما يعني أن بايرن سيصبح لديه رأس حربة واحد وهو ليفاندوفسكي أما مولر ورغم قدرته على شغل هذا المركز لكنه يفضِّل حاله حال مدربَيه في المنتخب والنادي أن يلعب كمهاجم ثانٍ أو على الأطراف. في الخط الخلفي تعاقد بايرن الصيف الماضي مع بن عطية بصفقة يمكن القول أنه أظهرت نجاحها منذ الموسم الأول ، ومع بواتينغ وألابا ورافينيا يمكن القول أن بايرن بات يملك خط دفاع مميز ، أما الأخبار الواردة من بافاريا فتقول أن بيب يخطط لنقل ألابا إلى الوسط مما يعني أن بيرنات الصغير بالسن سيصبح الظهير الأيسر الوحيد في تشكيلة بايرن ، دون أن ننسى أن بديلي قلبي الدفاع هما بادشتوبر الذي لا يغيب اسمه تقريباً عن قائمة المصابين ودانتي الذي خسر ثقة الجمهور البافاري. كل هذه القضايا وإدارة بايرن مازالت تقف صامتة في سوق الانتقالات تخطّط أو تنتظر ما لا يعرفه أقرب المقربون من الفريق ، فوعود زامر بصيف ساخن لم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن واقتصرت صفقات الفريق على الحارس أولريش ، والأزمة الكبرى قد تنفجر فيما إذا اختار شفاينشتايجر فعلاً الخروج من آليانتس آرينا لأن هذا سيظهر حينها وجود مشكلة حقيقية داخل البيت البافاري. فتجرؤ لوتر ماتيوس للحديث عن أن بيب لا يقدّر شفاينشتايجر وغياب صوت واضح في بافاريا يجعل الجميع يسأل عما حل في البيت البافاري بعد استقالة هونيس ودخوله السجن بسبب قضية تهرب ضريبي ، لأن الرجل المعروف بقوة شخصيته وحضوره الكبير مع اللاعبين وحتى من خلال الصفقات بات خارج البيت البافاري ، ويبدو أن هوبفنر ورومينيغيه لم ينجحا بإيجاد الطريقة لتعويضه حتى اللحظة. قضية بايرن لم تتحول بعد لأزمة تؤدي لانهيار نهائي مادام سوق الانتقالات مفتوحاً وبما أن الوقت مازال طويلاً للقيام بصفقات كبيرة ولو أن أهداف بايرن في السوق باتت تبتعد عنه تدريجياً ، لكن السؤال يرتبط بما إذا كانت الإدارة ستترك الفريق بثغراته الموسم المقبل أم أنها ستتصرف كي لا يتكرر سيناريو الموسم الماضي.