بعدما غاب عن المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل ولم يحظ بنسبة المشاركة المتوقعة مع فريقه مانشستر يونايتد الإنجليزي في الموسم الماضي ، استغل نجم كرة القدم الأرجنتيني آنخل دي ماريا بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوباأمريكا) المقامة حاليا في تشيلي وأكد مجددا على أهميته وضرورة وجود لاعب مثله في التشكيلة الأساسية للفريق. ربما شعر ريال مدريد الإسباني بأهمية دي ماريا في الموسم الماضي حيث خرج الفريق صفر اليدين من جميع البطولات بعدما فرط في نجم التانجو لصالح مانشستر يونايتد ، فيما أكدت مباريات الريال في الموسم الماضي حاجة الفريق لمثل هذا النجم. ورغم عدم ظهوره بالشكل المتوقع مع مانشستر يونايتد الإنجليزي في الموسم الماضي بعدما غاب عن حسابات المدرب الهولندي لويس فان جال كثيرا ، عاد دي ماريا ليسطع مجددا في ملاعب الساحرة المستديرة ويساهم بقدر رائع في بلوغ المنتخب الأرجنتيني المباراة النهائية لكوباأمريكا. وإذا سارت الأمور دون مفاجآت ، سيكون دي ماريا ضمن التشكيلة الأساسية للتانجو الأرجنتيني في النهائي غدا أمام منتخب تشيلي على الاستاد الوطني بالعاصمة سانتياجو. وبعد أقل من شهرين على خسارته أمام المنتخب الألماني صفر / 1 في المباراة النهائية للمونديال البرازيلي ، التقى المنتخب الأرجنتيني نظيره الألماني مجددا في مباراة ودية بالثالث من أيلول/سبتمبر الماضي وحقق الفريق في وجود دي ماريا فوزا كبيرا 4 / 2 على أبطال العالم ليسود شعور بالحزن والندم على غياب دي ماريا عن نهائي المونديال بسبب الإصابة. وقال دي ماريا "إنه أمر سيء لأتذكره ، عندما تمر بهذه التجارب في كأس العالم ، تكون هي التجربة الأسوأ". ولكن يبدو أن جراح دي ماريا بدأت تندمل حيث سيخوض اللاعب مباراة نهائية أخرى مع منتخب بلاده عندما يلتقي نظيره التشيلي غدا على لقب كوباأمريكا. وقال جيراردو مارتينو المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني ، قبل مباراة الفريق أمام منتخب باراجواي في المربع الذهبي للبطولة الحالية ، "قلت إن دي ماريا من أفضل خمسة لاعبين في العالم". وسجل دي ماريا هدفين وصنع هدفا في هذه المباراة ليقود فريقه إلى الفوز الساحق 6 / 1 على منتخب باراجواي وبلوغ نهائي البطولة. وقال دي ماريا 27/ عاما/ "أديت بشكل جيد على المستوى الدفاعي وساعدت الفريق ولكني ما زلت أفتقد بعض مستواي". ومن خلال اللياقة البدنية العالية التي يمتلكها دي ماريا ، يكون هو اللاعب الأكثر قدرة على التراجع السريع من الحالة الهجومية لمعاونة لاعبي الوسط خافيير ماسكيرانو ولوكاس بيجليا في التغطية الدفاعية خاصة وأن خافيير باستوري لا يمتلك نفس الإمكانيات الدفاعية فيما يتوجب على ليونيل ميسي وسيرجيو أجويرو البقاء في الأمام للضغط دائما على دفاع المنافس. ويبدو هذا مشابها لما كان عليه أداء دي ماريا في موسمه الأخير مع ريال مدريد (2013 / 2014 ) والذي قد يكون الموسم الأفضل له مع النادي الملكي حيث ساهم فيه بقدر هائل في فوز الفريق بلقبي دوري أبطال أوروبا وكأس ملك إسبانيا بعدما تعاون كثيرا مع لاعبي الوسط تشابي ألونسو والكرواتي لوكا مودريتش في التغطية الدفاعية خلف الثلاثي الهجومي المكون من البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيمة والويلزي جاريث بيل. وبعد هذا الموسم ، خاض دي ماريا فعاليات المونديال البرازيلي حيث سطع بجوار زميله ليونيل ميسي ولكن الإصابة العضلية حرمته من خوض المباراتين أمام هولندا في المربع الذهبي وألمانيا في النهائي ليفقد المنتخب الأرجنتيني في هاتين المباراتين أحد أهم أسباب تفوقه في البطولة. وبعد تألقه بشكل هائل في المونديال ، طالب دي ماريا بمزيد من التقدير المالي من الريال ولكن النادي الملكي رفض ووافق على بيع اللاعب إلى مانشستر يونايتد مقابل 75 مليون يورو (نحو 100 مليون دولار) ليرحل اللاعب عن أسبانيا بجرح عميق لعدم تمسك الريال به. وفي إنجلترا ، لم تكن الأمور على ما يرام بالنسبة لموسمه الأول مع مانشستر حيث خاض 32 مباراة فقط وكان في العديد منها كلاعب بديل وسجل أربعة أهداف فقط ليعاني اللاعب معنويا من عدم مشاركته بانتظام. ولكنه عاد للتألق من خلال مشاركته مع المنتخب الأرجنتيني في البطولة الحالية وهو ما يجعله من اللاعبين الذين يثيرون القلق لدى منتخب تشيلي قبل مباراة الغد. وكان أليكسيس سانشيز وأرتورو فيدال وجاري ميديل وماوريسيو إيسلا نجوم المنتخب التشيلي حاليا ضمن المنتخب التشيلي الذي سافر إلى كندا في 2007 بحثا عن لقب كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) ولكن الفريق خسر في المربع الذهبي أمام نظيره الأرجنتيني صفر / 3 . وفي هذه المباراة ، سجل دي ماريا الهدف الأول لشباب التانجو علما بأن الفريق ضم أيضا كلا من أجويرو وإيفر بانيجا وحارس المرمى سيرخيو روميرو نجوم المنتخب الأرجنتيني حاليا. وقال دي ماريا ، بعد الفوز على باراجواي في المربع الذهبي للبطولة الحالية ، إن المنتخب الأرجنتيني استحق بلوغ النهائي وأن تركيز الفريق ينصب على اللقب فقط ليكون الأول لهذا الجيل في البطولات الكبيرة مع المنتخب الأرجنتيني.