حسم اليوفنتوس لقب الاسكوديتو لصالحه وهو الخامس له على التوالي، ولم يكن الطريق نحو اللقب مفروشًا بالورود كما السنوات الثلاثة الأخيرة بل واجه الفريق صعوبة بالغة بعد معاناته في البداية وحصده لنقطة واحدة عقب 3 جولات و12 نقطة فقط بعد الجولة العاشرة. ولعبت عدة عوامل دورًا مؤثرًا في فوز السيدة العجوز باللقب الثمين، نستعرضها معًا … العمق في التشكيل ذلك هو السلاح الخاص الذي منح اليوفنتوس أفضلية على جميع منافسيه خاصة نابولي، فاليوفنتوس امتلك البديل المناسب لكل لاعب في تشكيله الأساسي وهو ما ساعد المدرب ماسيميليانو أليجري على تعويض أي لاعب يتعرض للإصابة أو الأرهاق دون أن يتأثر الفريق، كما أن تلك الميزة منحت المدرب فرصة اللعب بأفكار مختلفة وتطبيق عدة طرق لعب واستراتيجيات متعددة خلال المباريات، ووفرت له كذلك عدد من الأوراق الرابحة الممتازة على مقاعد البدلاء استخدمها المدرب بشكل مؤثر وناجح جدًا في بعض المباريات الصعبة مثل ألفارو موراتا وسيموني زازا وأليكس ساندرو. شخصية الفريق ونجومه المخضرمين هذا الموسم سيدخل كتب التاريخ في كرة القدم الإيطالية، ليس لأن اليوفنتوس فاز باللقب، فالأمر ليس جديد، بل لعودته من بعيد جدًا وتتويجه بالاسكوديتو بعد جمعه 12 نقطة فقط خلال الجولات ال10 الأولى ! شخصية الفريق المعتادة التي تمتاز بالجرينتا والحماس والروح القتالية والإصرار والتحدي لعبت دورًا مهمًا في تلك العودة وشخصية الإدارة كذلك كان لها دورها بأن حافظت على ثقتها في المدرب دومًا وفي أصعب الأوقات، تلك الشخصية اكتسبها الفريق من تاريخه العريق وكذلك من شخصية نجومه الكبار خاصة جانلويجي بوفون وأندريا بارزالي وليوناردو بونوتشي وكلاوديو ماركيزيو وجورجيو كيليني .. تلك المجموعة ساندت الفريق بشخصيتها وعقليتها وخبراتها قبل أن تسانده بأدائها الفني على أرض الملعب، ونذكر جميعًا كلمات بوفون عقب الخسارة أمام ساسولو في الجولة العاشرة وهي الأخيرة للفريق قبل أن يُحقق 25 انتصار خلال المباريات ال26 التالية ! باعتقادي احتفال كيليني وبونوتشي بهدفيهما خلال مواجهة سامبدوريا الأخيرة يلخص الكلام الكثير الذي قد يُقال عن شخصية اليوفنتوس ونجومه. تعدد صناع الفارق من الضروري جدًا للفرق الكبرى أن تمتلك لاعبين صناع للفارق، قادرون على الحسم وحدهم وبلمسات فردية لا تحتاج للكثير من الجهد الجماعي، لاعبون قادرون على منح فريقهم الأفضلية في النتيجة حتى لو لم يكن له الأفضلية في الأداء. يوفنتوس لا يمتلك لاعبًا أو اثنين من تلك المجموعة، مثلما هو نابولي مع هيجوايين مثلًا ! بل يمتلك أكثر من 4-5 لاعبين صناع للفارق بأساليب مختلفة، سواء المهارة الفردية المذهلة من بوفون في التصدي للفرص الخطيرة، أو قدرات ديبالا الخاصة في التسديد، أو مهارة بول بوجبا في المراوغة وتنفيذ الهجمات الجماعية، أو مهارة كوادرادو في الاختراق من الجانب الأيمن للداخل، أو قدرة ماريو ماندجوكيتش في اقتناص الفرص داخل منطقة الجزاء .. كل لاعب من تلك المجموعة وغيرهم حسم مباراة أو أكثر بمهاراته الفردية الخاصة وأحيانًا وسط أداء عادي من الفريق. التوفيق في عدد من المباريات الصعبة التوفيق عنصر مهم للغاية لتحقيق البطولات، ودونه لا يمكن لفريق أن يتوج بلقب ! والتوفيق الذي خان اليوفنتوس في دوري الأبطال وحرمه التأهل أمام بايرن ميونيخ سانده خلال عدد من المباريات الصعبة في السيري آ، أبرزها مباريات تورينو وميلان ونابولي وفيورنتينا وروما. مباريات لم يقدم البيانكونيري خلالها الأداء الكبير الذي قدمه في مباريات أخرى، بل كان على قدر المساواة مع منافسيه وربما أقل قليلًا، لكنه مع هذا رفع شعار "لقطة واحدة تكفي" لينتزع بها ثلاثة نقاط حيوية للغاية في مسيرته نحو اللقب. تلك اللقطة مثل تسديدة زازا ضد نابولي، والهجمة السريعة بين بوجبا وساندرو وديبالا ضد الميلان، وتصديات بوفون المهمة ضد فيورنتينا. الفرق الأخرى أيضًا بالتأكيد ساندها التوفيق في بعض المباريات، ولذا هو عامل ضمن العوامل ولكن هناك عوامل أخرى أكملت الصورة. تراجع المنافسين وعجزهم عن مواصلة الصراع أن تتأخر عن صاحب الصدارة بفارق 11 نقطة بعد 10 جولات وتعود في الفارق وتُنهي الموسم بفارق 9 نقاط عن أقرب منافسيك، فهذا لن يحدث سوى بتراجع وانهيار مخيف للمنافسين، بجانب بالطبع عودتك القوية ومردودك الرائع. الإنتر وروما ونابولي لعبوا دور المنافس الرئيسي للسيدة العجوز خلال الموسم، ولكن كلًا منهم وجد الأسباب أو سببًا رئيسيًا لعجزه عن مواصلة الصراع … غاب العمق في التشكيل عن نابولي ولعبت دكة البدلاء ضد الفريق، وتأثر الإنتر بأخطاء مدربه مانشيني خاصة عدم استقراره على طريقة لعب ومجموعة أساسية سوى في نهاية الموسم، وبالغ روما في الثقة في مدربه رودي جارسيا مما أخر صحوة الفريق مع لوتشيانو سباليتي.