سيسعى أتلتيكو مدريد للثأر من غريمه التقليدي ريال مدريد الذي حرمه من التتويج بأول ألقابه في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم قبل عامين في لشبونة عندما تتجدد المواجهة بين الفريقين في نهائي التشامبيونز على ملعب سان سيرو بميلانو السبت المقبل. ورغم مرور 735 يوما على نهائي لشبونة، إلا أن ذكراه لا تزال حاضرة في أذهان لاعبي وجماهير الروخيبلانكوس الذي كان على وشك التتويج بالبطولة لأول مرة في تاريخه، لولا رأسية سرخيو راموس التي أدركت التعادل للميرنجي في اللحظات الأخيرة من المباراة. وبعد الهدف الذي حوله راموس برأسه من ركلة ركنية للوكا مودريتش في الدقيقة 93 ليدرك التعادل للريال الذي كان قد تأخر في النتيجة عن طريق الاورجوائي دييجو جودين، انهار الاتلتي في الوقت الإضافي بأهداف الويلزي جاريث بيل والبرازيلي مارسيلو والبرتغالي كريستيانو رونالدو. وكان ذلك النهائي الثاني للأتلتي في دوري الابطال. وكان قد خاض النهائي الأول قبلها بأربعة عقود، وتكرر نفس السيناريو حيث أدرك المدافع الالماني هانس جورج شوارزينبيك التعادل لبايرن ميونخ الألماني في الدقيقة 119 بالوقت الإضافي، قبل أن يخسر الروخيبلانكوس في مباراة الإعادة 4-0. وقال قائد الاتلتي جابي فرناندز في لشبونة بعد انتهاء المباراة النهائية "لقد كانت لحظة التعادل مأساوية". وأضاف البرتغالي تياغو مينديش الذي شارك معه في تلك المباراة "فخور بهذا الفريق، ولكنها لحظة حزينة"، لكن الأكثر تفاؤلا هو زميلهما خوانفران توريس. وقال الظهير الاسباني بعد تلك المباراة "هدف راموس تسبب لنا في أذى كثير. لقد كان نهائيا نديا، أي فريق كان من الممكن أن يفوز به. الآن علينا أن نقول مبروك لريال مدريد ونقول لأنفسنا إننا يجب أن نتحلى بالهدوء، وأننا الأفضل في العالم وأننا سنعود يوما لخوض نهائي التشامبيونز". تلك النبوءة التي توقعها خوانفران في 28 ماي تحققت بعد عامين وأربعة أيام، في ميلانو، حيث سيكون أتلتيكو قد تعلم من درس الهزيمة وأصبح أكثر استيعابا لأسلوب مدربه دييجو سيميوني، القائم على الإغلاق في الخلف والصلابة في الدفاع. وكان الروخيبلانكوس قد التقى الأتلتي الموسم الماضي ولكن في الدور ربع النهائي، حيث انتهى لقاء الذهاب في ملعب فيسنتي كالديرون بالتعادل السلبي، وتكفل هدف المكسيكي خابيير "تشيتشاريتو" هرناندز بالدقيقة 88 في ملعب البرنابيو بإقصاء الروخيبلانكوس. ولا يزال التتويج بالكأس ذات الأذنين حلما يراود لاعبي الاتلتي بين الفينة والأخرى مثل مدافع الفريق جودين، الذي صرح بذلك عندما جدد عقده في 2015. وقال "حلمي وحلم الجميع هو تحقيق التشامبيونز. نريد الفوز به بكامل قوتنا، وعندما يعمل الفرد بقوة يحصل على مبتغاه. سنقاتل من أجل الفوز بكل ما هو قادم، لأنه حلمنا وحلم جميع المنتمين للأتلتي". وأكد جودين على ذلك حين تسلم في مارس جائزة وكالة (إفي) للقيادة بتشديده على أن دوري الابطال "هدف وحلم جميل للغاية" بيما كان فريقه يستعد لمواجهة ايندهوفن الهولندي في دور الستة عشر. وبمجرد تأهل الريال للمباراة النهائية، تجنب أتلتيكو مدريد ولاعبوه وجهازه الفني الحديث عن أن المباراة ستكون ثأرا من نهائي لشبونة، واعتبروها "فرصة جديدة". وقال المهاجم فرناندو توريس في مقر وكالة (إفي) في 12 ماي الماضي "النهائي مباراة مختلفة عن أي مباراة، عن المباريات السابقة في الليغا وعن الكأس. إنها فرصة جديدة تتيحها لنا كرة القدم والحياة. نحن على ثقة بما نريده وبما سنفعله". وأضاف خوانفران "أتذكر أننا خسرنا نهائي لشبونة، لم تخرج الأمور كما يجب. تتيح لنا الحياة وكرة القدم فرصة جديدة، أتمنى أن نستغلها.. إنها مباراة حياتنا". تضع كرة القدم من جديد الأتلتي على أبواب لقب مستعصي عليه منذ 42 عاما، وسيمثل اجتيازه ثأرا حلو المذاق وسيحقق الهدف المنشود للروخيبلانكوس.