بعد انتهاء الدور الأول وقطع أكثر من نصف الطريق نحو لقب الدوري الفرنسي "ليغ أ"، لا يعلم الكثيرون أن بطل الشتاء ومتصدر الدوري الفرنسي هو فريق يدعى "نيس"، وسط العمالقة باريس سان جيرمان وموناكو وليون ومارسيليا، فهل هذا جنون ؟! ، أم أنه موسم على طريقة ليستر سيتي بالبريميرليغ الموسم الماضي ؟ ، أم أنها مجرد طفرة وستنتهي بالدور الثاني ويعود المارد الباريسي للسيطرة على بطولته المفضلة أخر 4 أعوام؟، كلها أمور تطرح لمحاولة الوصول لتفسير يوضح تلك الظاهرة التي لا يدري بها سوى المتابعين للكرة بفرنسا، وهذا ما نريد توضيحه وتفسيره بهذا التقرير. ففريق لم يتوج بلقب الدوري الفرنسي منذ أكثر من 50 عاما ، وتأهل الموسم الماضي رابعاً للدوري الأوروبي لأول مرة منذ 36 عام ، ومدينة ساحلية جذابة ورائعاً وكرة القدم ربما لا تحظى بالأولوية بها، تجده متربعاً على صدارة الليج أ وبفارق 4 نقاط كاملة عن أقرب منافسيه موناكو و7 عن الثالث سان جيرمان صاحب الأموال والامكانات الجبارة، ليصبح أمر محسر ويستحق الدراسة وكشف أسباب وعوامل هذه الثورة العظمى بكرة القدم للفريق الجنوبي ببلاد الفرنجة. ولذلك نعرض لكم في السطور القادمة أبرز 4 عوامل وراء هذا التفوق الكاسح وتصدر الدوري الفرنسي من قبل نيس، وكيف وصل لهذه المرتبة مع أداء ثابت صلب دفاعياً وشرس هجومياً ببلاد الديوك ، في الآتي : 1- سياسة تعاقدات رائعة منذ الموسم الماضي والفريق يجلب صفقات رائعة لديها خبرة وامكانات كبيرة، وبأثمان قليلة على عكس ما يفعل البي اس جي بأرقام خيالية، فضم الموسم الماضي حاتم بن عرفة بما يقارب 700 ألف يورو فقط وبايد بحوالي 600 ألف يورو وقدموا طفرة كبيرة بالفريق مع المدافع البرازيلي دانتي من فولفسبورغ الذي أضاف الخبرة للمجموعة ، وهذا الموسم ضم نيس المشاغب الخطير بالوتيلي شبه مجاناً ، ويونس بلهنده صانع الألعاب صاحب الخبرة الكبيرة بالليج أ وويلان لاعب الوسط الصلب مع مجموعة من الشباب كون فريقاً خطيراً متناغماً قوياً ساهم في اعتلاءه لصدارة الدوري بعد نهاية الدور الأول بالكامل. 2- عمل تدريبي كبير ومنظم بعد أن رحل كلود بويل هذا الصيف لتدريب ساوثهامبتون بالبريميرليج، وتقديمه لعمل رائع مع الفريق احتل به المركز الرابع الموسم الماضي، تعاقدت الإدارة مع الالماني المخضرم لوسين فافر صاحب الطفرة الكبيرة مع بروسيا مونشنجلادباج الالماني أخر 4 سنوات، ليعمل مع الفريق ويضع أسلوبه وأفكاره وانضباطه للاعبين بشكل متميز، وينقل شخصيته الصارمة وفلسفته الكروية الواضحة للاعبيه الذين التزموا بها تماماً حتى أكثرهم شغباً بالوتيلي ، وحول طريقة اللعب من 4-3-3 لبويل إلى 3-5 -2 أو 5-3-1-1 لتلائم دانتي في الدفاع بالخلف، وبالفعل أتت بثمارها حيث لم يخسر الفريق في 18 مباراة سوى لقاء وحيد فقط، ليقدم الفريق مع فافر أداء رائع ثابت بالمستوى متناغم تمكن به من احتلال قمة الدوري الفرنسي بعد انتهاء أكثر من نصف المسابقة. 3- الثقة في الشباب أحد أهم نجوم نيس هذا الموسم 3 لاعبين خريجي فريق الشباب بالفريق وهم كوزيلو وكاردينال و مالانج سار ، في الدفاع والوسط والاطراف ، الثلاثي الذي اضاف قوة وحيوية كبيرة للفريق مع لمسة فافر المطورة للشباب بطبيعة الحال لفلسفته الكروية ، أصبحا أحد أهم نجوم الفريق وداعميه مع الصفقات كبالوتيلي وبلهنده ، صنعت لنيس توليفة من الشباب والخبرات رائعة، وجعلت الفريق أكثر اتزان وتماسك وهو ما صنع تلك الطفرة الكبيرة ولذلك نشاهده الآن على قمة الدوري الفرنسي. 4- سحر بالوتيلي وانتقامه بعد فشله في أخر محطات كروية له بليفربول وميلان أصبح خبر ضمه لفريق كارثة كبيرة، لما يفتعله من مشاكل وأزمات ويبعد تركيزه تماماً عن كرة القدم وفريقه مما يؤثر على سجل أهدافه وانتاجه مع فريقه، وبالتالي يكون رحيله هو الخيار الأفضل ، ولكنه أبى أن يستمر في هذه الحالة ولأنه شخص عنيد قرر الانضمام لمحطة نيس الغير معروفة للكثيرين لينتقم من الكل، وبالفعل هذا ما حدث وعاد بالوتيلي الذي يعرفه الجميع بأداء رائع وثابت وسجل تهديفي كبير في 16 مباراة أحرز 8 أهداف مع الفريق، ساهم بهم مع زملائه بالهجوم بليلا الذي احرز 10 أهداف في وضع نيس على الصدارة، وتشجيعه وحماسه لزملائه الشباب بالفريق وتمثيله قدوة لهم ونشر سحره الخاص داخل أجواء الفريق جعل موسمه مختلفاً، فهنيئاً بعودة السوبر ماريو.