في حادثة فريدة من نوعها ولم تحدث حتى في اللقاء الودي أمام النيجر، عرفت مباراة أمس أمام غامبيا إقبالا جماهيريا ضئيلا على تذاكر المباراة، حيث لم تبع أكثر من 2500 تذكرة طيلة عملية البيع أول أمس، وتم إيقاف البيع في نفس اليوم لأسباب أمنية، وأجمع مسؤولو ملعب تشاكر أن عزوف المناصرين هذه المرة جاء تاريخيا مقارنة بكل مواجهات المنتخب الوطني سابقا، خاصة أن اللقاء مصيري ومؤهل لكأس إفريقيا المزمع إجراؤها بجنوب إفريقيا في شهر جانفي 2013. إدارة تشاكر تفتح الأبواب مجانا أمام الأنصار بعد ما تأكدت من عزوف الجماهير على شراء تذاكر اللقاء، قررت إدارة مركب ملعب تشاكر، فتح أبواب الملعب بالمجان في وجه الأنصار الراغبين في حضور المباراة قصد مساعدة المنتخب الوطني على البروز والفوز وتحقيق التأهل، من أجل تجنب رؤية المدرجات شاغرة، ما يؤثر بنسبة كبيرة على معنويات اللاعبين، الذين يستمدون شجاعتهم في مواجهات الأفارقة بجمهورهم الغفير الذي لطالما اكتظت به مدرجات ملعب تشاكر. رباعية رواندا أعادت الأمل وهزيمة مالي قضت على الأنصار من بين الأسباب التي جعلت الجمهور يعزف عن شراء التذاكر، ويرفض القدوم إلى الملعب سهرة أمس، هو لقاء مالي الأخير والهزيمة التي قضت على أحلام جمهورنا، فلا يختلف اثنان أن الروح عادت من جديد إلى الجزائريين بعد ثلاثية النيجر ورباعية رواندا، لكن الشيء الأكيد أن الهزيمة المرة أمام نسور مالي بواغادوغو شكلت صدمة كبيرة ومن بين نتائجها هو عزوف الجماهير عن حضور لقاء غامبيا. رغم النتائج السلبية إلا أن الأنصار تقاتلوا على التذاكر في عنابة لم يسبق لأنصار المنتخب الوطني أن عزفوا عن متابعة مباريات المنتخب الوطني حتى في عهد بن شيخة، عندما قدم المنتخب نتائج ضعيفة جدا ولم يتمكن من تحقيق إلا فوزا واحدا، ففي لقاء الجزائر والمغرب بعنابة ، تقاتل الأنصار من أجل الحصول على التذاكر، لكن هذه المرة الأمور تغيرت ويلزم الخضر الكثير من النتائج الإيجابية والتأهل ربما إلى الكان لعودة الجماهير إلى سابق عهدهم. أنصار الولايات المجاورة عزفوا أيضا عن التنقل فضلا عن البليديين، فإن مواجهات الخضر في عهدة سعدان كانت تعرف حضورا جماهيريا كبيرا، من جميع ولايات الوطن، لكن هذه المرة لم يأت لا سكان الشلف ولا وهران ولا قسنطينة ولا حتى البويرة والعاصمة، والكل عزف عن القدوم بسبب نتائج المنتخب الوطني في السنة الأخيرة وكذا حرارة الطقس التي جعلت الجميع يفضلون التنقل إلى شواطئ البحر ومشاهدة المباراة على شاشة التلفزيون. وضعية اتحاد البليدة مشكل آخر وأحبطت معنويات البلديين أما بالنسبة للبليديين، فإن وضعية الفريق المحلي، جعلت الأنصار يكرهون كرة القدم ويقطعون حبل الوصال معها ولو مؤقتا، فالبليدة لما كانت في عز أيامهما، كان أنصار مدينة الورود يفجرون الملعب، مثلما حصل أمام السينغال وغامبيا ورواندا في الدور الثاني من تصفيات المونديال، لأن أنصار الولايات الأخرى قدموا ابتداء من الفوز على مصر بثلاثية في تشاكر. الأدوار القادمة من التصفيات تتطلب جمهورا غفيرا من دون شك، فإن تواصل عزوف الجماهير عن القدوم للملعب سيضر كثيرا بالمنتخب الوطني، فالدور الثاني من تصفيات “كان” 2012 وتصفيات مونديال 2014 تتطلب جمهورا كبيرا، لأننا لن نفوز على البنين في الجزائر ولا حتى على مالي دون نسيان الدور الثاني الذي سيلعب ذهابا وإيابا إلا بحضور الجمهور والضغط على المنافس وجعله يعيش الجحيم من أجل تسجيل أكبر قدر ممكن من الأهداف. هل سيغير حاليلوزيتش ملعب تشاكر ويلجأ لعنابة أو قسنطينة؟ السؤال الذي يبقى مطروحا، هو هل سيقرر حاليلوزيتش تغيير مكان استقبال المنتخبات المنافسة مستقبلا؟، فعزوف الجمهور قد يجعله يحسب ألف حساب مستقبلا، خاصة أن مدنا مثل قسنطينة وحتى عنابة تضمن حضورا جماهيريا كبيرا، مثلما كان عليه الحال في تشاكر أيام سعدان، والأيام وحدها التي ستكشف هل سيتغير مكان استقبال الخصوم وهل سيواصل حاليلوزيتش في البليدة.