مباراتان، تعادل وفوز، وهجوم يسجل ثلاثة أهداف.. إنها الحصيلة الإيجابية الأولى للمدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش، الذي جاء إلى الخضر متأخرا بشهور بعدما قتل الجنرال بن شيخة المنتخب في سفريتي بانغي ومراكش، متحملا رفقة سابقه ومن استقدمه مسؤولية إقصاء الخضر من نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012. صحيح أن حاليلو نجح في بعث الروح وسط التشكيلة، حيث شاهد الكل بأن رفقاء غزال لم يذخروا جهدا بدنيا ولا فنيا للفوز على منتخب إفريقيا الوسطى، الذي لقن بن شيخة وأشباله درسا في بانغي خريف السنة الفارطة، لكن أهم نقطة استحضرت عديد المتتبعين العارفين بخبايا المنتخب الوطني، هي الحيوية والنشاط اللذين ظهرا على لاعبينا في وسط الميدان بعد «‘إعفاء» زياني من هذه المباراة، ووضع لموشية جانبا، حيث أراد قائد كتيبة الخضر أن يجرب حركية وسط الميدان من دون المحرك السابق كريم زياني، ولم يخطئ التقني البوسني في خياره، إذ شاهد الكل مساء أول أمس بأن المنتخب خلق عددا كبيرا من الفرص، ووجد قادير وڤديورة ويبدة ومطمور ضالتهم في انتظار شفاء لحسن ودخول بودبوز «بيت الطاعة» والتحاق فغولي بتعداد الجزائر. المنتخب الوطني من دون زياني انتصر وسجل مرتين وخلق أكثر من عشر فرص للتهديف، مما يعني بأن الذين يريدون فرض زياني في التشكيلة في وقت تراجع فيه مردود مدلل مرسيليا وفولفسبورغ سابقا ليس لهم تصور مستقبلي للمنتخب، فكريم صنع الفرجة في وقته، والآن حان وقت طي هذه الصفحة، لأن اللعب في قطر لن يعيد له شبابه ولا حيويته التي كان يتمتع بها في أوروبا، وحتى لا نكون من الجاحدين، فإن زياني يستحق كل التقدير والتحية على ما قدمه للمنتخب طوال ست سنوات أو أكثر. حاليلو راهن على إعادة تشكيل المنتخب من دون بعض الكوادر ومن دون القائد زياني، ولحد الساعة التقني البوسني كسب الرهان وينذر بأن الخضر قد ينهضون من سباتهم العميق، ولأن الجزائر يجب أن تنظر للمستقبل وقاطرة الخضر بحاجة إلى وقود جديد، فلا داعي للنظر في العدسة الخلفية والبكاء على الأطلال، ومثلما مر عهد نجوم أكبر من زياني، المستقبل سيكون فغولي وقادير وقديورة وبودبوز وغيرهم، لأنهم أمل المنتخب ويجب وضع الثقة فيهم إلى أبعد الحدود.