عدلان حميدشي نجح الجنرال بن شيخة في اختباره أمام الكتيبة المغربية، وحقق الأهم، ألا وهو تفادي الإقصاء المبكر من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012، وإعادة بعث حظوظنا التي أضحت متساوية مع المنتخبات الثلاث الأخرى. وبالرغم كل ما قيل عن التحكيم ودوره في تحديد نتيجة لقاء عنابة، عقب موجة الغضب التي اجتاحت الوفد المغربي خلال وبعد نهاية المباراة، فإن العلامة الكاملة لبن شيخة ومساعديه في حسن تحضير التشكيلة ذهنيا وبدنيا، مقارنة بلقاء إفريقيا الوسطى، أين أخطأ المدرب الوطني على جميع الأصعدة وتلقينا حينها صفعة في بانغي. هذه المرة بن شيخة استمع لمحضره البدني الإيطالي، وكان يبدة والآخرون على أتم الاستعداد ذهنيا وبدنيا، وعوضوا الفارق الفني الذي كان واضحا أمام تشكيلة غيريتس. الفوز على المغرب كان ضرورة ملحة ليس فقط رياضيا، فحتى التخوفات الأمنية من استغلال تعثر الخضر لإثارة الزوبعة، جعل من نقاط مباراة عنابة أغلى من أي نقاط في هذه التصفيات، وكان الفوز مهما بأي شكل من الأشكال، لكن يجب على المدرب الوطني الشروع في تحضير المباريات الثلاث المتبقية في أحسن الظروف وبعقلية جديدة، وهي المهمة التي أوكلت للجنرال، من خلال تفادي الهزيمة في المغرب والعودة بفوز من تانزانيا. تثمين فوز الخضر على الأسود، يتطلب منا طي صفحة لقاء عنابة، لأن هذه المباراة لا يمكن بأي حال من الأحوال العودة إليها أو تحليلها، نظرا لتواضع المردود الفني للاعبينا، بحكم أن الأهم كان النقاط ولو على البساط أو بنصف هدف. وحتى لا يقع الجنرال في فخ الغرور لأن القادم هو الأهم، فإنه مطالب الآن بترتيب بيت الخضر فنيا، لإعادة توازنات تكتيكية تسمح للمنتخب الوطني من استعادة قوته الفنية التي أظهرها في المونديال وفي بعض مباريات كأس أمم إفريقيا الفارطة، فمقابلة الدارالبيضاء مطلع جوان تحتاج ليس فقط لكومندوس حربي فوق الميدان، وإنما للاعبين موهوبين فنيا، ولقاء دار السلام سيكون هو الآخر حلقة مهمة في تحديد المتأهل لكأس إفريقيا المقبلة.