سلطت لجنة الانضباط للرابطة الوطنية، عقوبة قاسية على الحارس الدولي السابق، فوزي شاوشي، بسبب ما صدر منه في مباراة بجاية، عقوبة تصل إلى التوقيف عن المنافسة طوال عشر مباريات كاملة، وهو ما يعني غيابه عن ثلث الموسم الكروي. ما يعيشه شاوشي منذ المونديال، غريب حقا، فهذا الحارس الذي أزاح ڤواوي في أم درمان، وصنع تأهل الخضر إلى المونديال، يرتكب الأخطاء الواحد تلو الآخر، تارة مع فريقه مثلما وقع له في وفاق سطيف، ثم في مولودية العاصمة، وقبلها في شبيبة القبائل، وتارة مع المنتخب الوطني، وفي كل مرة تتدخل أطراف لرفع العقوبة معلنة كانت أم سرية، بحجة أن ابن مدينة برج منايل يمر بفترة بسيكولوجية صعبة ويحتاج لمن يساعده. صحيح أن شاوشي حارس ممتاز بمورفولوجيته ورشاقته العالية، وكان بإمكانه الذهاب بعيدا، لكن لاعب كرة القدم ومهما كان ثقله الرياضي، يجب أن يتصف بالأخلاق العالية، حتى يكون له مشوار رياضي مشرف، غير أن فوزي شاوشي لم يتعلم من أخطائه، وبقي في نفس الدوامة التي كلفت مكانته الدولية في الخضر، ولم تشفع له مبادرات بن شيخة مع المحليين، ولا مع المنتخب الأول، ثم مع العميد العاصمي، كما خرج شاوشي بخفي حنين من البيت السطايفي، وها هو مقبل على تحطيم مشواره مع المولودية. ورغم أن عائلة شاوشي تحاول دوما تقديم الصورة الحقيقية لفوزي، وتقول بأن ابنها الضال له قلب كبير وحساس وغيرها من المواصفات الإنسانية، إلا أن تصرفاته في الملاعب بقيت تثير الدهشة، وتكشف مرة أخرى بأن الحارس العملاق بجسده، يعاني من اضطرابات نفسية ويحتاج لطبيب مختص، لأنه من غير المعقول أن نترك حارسا بهذا الحجم وفي ريعان شبابه، يضيع مشواره والجزائر بحاجة لمؤهلاته، حيث سيظل فوزي من أحسن الحراس في الدوري الجزائري. شاوشي يعترف دوما بأنه أخطأ، ويطلب يوميا يد المساعدة، والرابطة الوطنية وإن كانت قاسية معه، فإنها في حقيقة الأمر منحته فرصة «العلاج»، وهنا يظهر دور مدربي الحراس، سواء في النوادي أو المنتخبات، كي يقدموا النصائح اللازمة ويغربلوا محيط اللاعب الدولي كي لا يقع شاوشي وغيره في فخ رفقاء السوء أو المحيط المتعفن، فشاوشي كان بالأمس القريب جنديا في كتيبة الخضر، وبطلا عند كل أطفال الجزائر، واليوم هو مريض يحتاج لمن ينقذه من الوضع الذي هو فيه.