نجح أمس رئيس الفاف محمد روراوة في تمرير مشروعه على المكتب التنفيذي للكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم الخاص بتعديل قوانين الترشح لرئاسة الهيئة الإفريقية. و بغض النظر عن مضمون المشروع ومن يؤيده أويعارضه وإيجابياته وسلبياته، فإن الملفت للانتباه في ما حدث أمس بالعاصمة السيشلية هو تصويت ما لا يقل عن 44 عضوا من أصل 51 على مقترح الرئيس الجزائري، وهو دليل واضح على دعم الأفارقة في أغلبيتهم لكل ما يقترحه روراوة، الذي وبعد نحو تسع سنوات قضاها في المكتب التنفيذي للكاف، تحول من عضو عادي إلى مهندس للقوانين ومن أكبر المرشحين لخلافة عيسى حياتو ليس في الانتخابات القادمة بالمغرب في مارس المقبل وإنما في الفترة التي ستليها . ومثلما كان يفعل عيسى حياتو طوال عشريات، عندما يقترح مشاريع قوانين على المكتب التنفيذي للكاف، أين يصوت عليها الكل وبالإجماع، أصبح روراوة يقوم بنفس الدور الفعال، في ظل تراجع صوت المصريين و كذا الحرب الباردة القائمة منذ سنوات بين أبناء بلد مانديلا والأعضاء الفاعلين في الكاف، سيّما الأعضاء الفرانكوفونيين، ليستغل الجزائري الوضع بحنكة و”دهاء” ويضع نفسه في موقع رجل الإجماع والشخص المناسب لخلافة حياتو حينما يرى هذا الأخير بأن الساعة قد دقت لمغادرة الكاف، وهو الموعد الذي يراه البعض قريبا وقد يكون سنة 2014. روراوة ومنذ انتخابه كعضو للمكتب التنفيذي للكاف في تونس 2004 قفز بشكل مذهل في “السلم الملكي” للكاف ونجح ليس فقط في تسلق وتولي المناصب والمسؤوليات بقدر ما نجح في تغيير نظرة الأفارقة السود لنظرائهم البيض، حيث بقي موضوع السود والبيض عقدة لدى أغلبية الأعضاء الذين كانوا يرون بأن رئاسة الكاف يجب أن تبقى بيد رئيس أسود وهو ما ظل قائما في عهدي تيسيما الإثيوبي وحياتو الكاميورني. ولعل التصويت بالإجماع على مشروع روراوة أمس بالسيشل مؤشر واضح على أن روراوة كسب دعم أكثر من أربعين عضوا، وهي نسبة تفوق السبعين بالمئة من أصوات الأفارقة في الكاف، وبالتالي لو يترشح الجزائري لخلافة حياتو بدعم من هذا الأخير وليس ضده، فإنه سينال لا محالة كرسي الرئاسة، وهو مكسب كبير للكرة الجزائرية التي لا تملك حاليا خيارا آخر لو ترغب في الترشح لمنصب الرئيس، لأن القانون الجديد يفرض على أي مترشح أن يكون قد انتخب ولو مرة واحدة ضمن المكتب التنفيذي للكاف، ولحد الساعة لا يوجد سوى روراوة في القائمة.