قال رئيس جمعية الشلف البرلماني عبد الكريم مدوار بأن « معظم لاعبي الدوري الجزائري أميون ولا يستحقون أكثر من 120 مليون سنتيم « مضيفا بأن «المناجيرة ما هم سوى سماسرة يستغلون جهل اللاعبين». ما قاله عضو المجلس الشعبي الوطني في منتدى يومية الشروق أمس ، وهو الذي سير ناديه جمعية الشلف أكثر من 15 سنة ونال معها لقبي البطولة والكأس، هو جزء هام من الحقيقة التي يريد كثير من المسيرين إخفاءها ، فلا يعقل أن نبقى نمنح للاعبين أجورا تتعدى ال100 مليون شهريا وهم لا يستحقون نصفها، ومستوى أحسنهم لا يمكنه من الارتقاء إلى مستوى المنتخب الوطني لتمثيل الجزائر قاريا. كما لا يعقل أن يتصارع رؤساء النوادي على لاعبين متواضعين ويرفعون أجورهم من 80 إلى 400 مليون و500 مليون سنتيم وفي نهاية كل موسم تجدهم يتحدثون عن الديون التي تثقل كاهل النوادي ويطالبون من السلطات العمومية تسوية مثل هذه المشاكل المالية التي صنعها المسيرون بأيدهم ، لأنهم لم يكونوا مجبرين على إبرام عقود تفوق قدرة كل ناد اللهم إذا كانت للرئيس مصلحة في ذلك و»الفاهم يفهم». ولعل المتتبع للتقارير المالية الموسمية لنوادينا المحترفة التي انعقدت تحت لواء النوادي الهاوية سيكتشف بدون عناء بأن الفرق التي تسمي نفسها «محترفة» تسير بالمال العام الذي يسرح للنوادي الهاوية، وهؤلاء المسيرون الذين نصبوا أنفسهم ملاكا للنوادي الكروية لا يقدمون فلسا واحدا للشركات التي أنشؤوها عند الموثق، فبقيت مجرد سجل تجاري شكلي، وبالتالي فإن فرقنا ال32 التي طالبت بمقابلة رئيس الحكومة لتوزيع الريع البترولي عبر سوناطراك وملحقاتها، وهددت بمقاطعة المنافسة كان الأجدر بمسيريها حزم أمتعتهم وترك النوادي لأهلها أو للمستثمرين الحقيقيين الذين يفهمون معنى الاحتراف ولا يفكرون فقط في الانتفاع من المال العام مثلما هو الحال. ولم يخطئ مدوار عندما اعترف بأن رؤساء النوادي هم سبب فشل الاحتراف لأن الواقع أثبت أن الذين تسببوا في «تدمير» الكرة الجزائرية منذ 1990 هم الذين يريدون قيادة مشروع الاحتراف، وذلك من خلال رفع أجور اللاعبين ومن ثمة رفع حجم المطالب المالية والضغط على السلطات العمومية لتلبية رغباتهم ، فقد أصبحنا نقرأ ونسمع بمصاريف فاقت ال25 مليار سنتيم لفريق عادي في القسم الأول وهو الذي كان يصرف في الموسم الذي سبقه 10 ملايير وفي موسم ليس ببعيد كان يصرف 5 ملايير سنتيم فقط ما يعني بأن القفزة النوعية في أرقام المصاريف ليست بريئة ، ففي الجزائر لا يوجد رونالدو ولا ميسي و بطولتنا عقيمة وعرجاء فلمن كل تلك الأرقام المخيفة؟؟