يصر ويوقع رئيس نادي شباب باتنة، فريد نزار، بأن لقب هذا الموسم "مخدوم"، بعدما خسر أبناء الأوراس مباراتهم ضد تشكيلة اتحاد العاصمة "الثرية والغنية" بملعب الفاتح نوفمبر. نزار لم يذهب عبر ثلاثة مسالك ليؤكد في كل وسائل الإعلام الرسمية والخاصة بأن هزيمة فريقه هندس لها الحكم، مضيفا بأن لقب البطولة مرتب من الآن. كلام نزار مهم، لكنه ليس خطيرا، لأن الرئيس قال بصوت مرتفع ما يقوله الجميع في المقاهي الرياضية، ويعلمه كل المدربين والمسيرين والأنصار والصحفيين، وحتى الذين قاطعوا الدوري الجزائري منذ عشريتين، رددوا ذلك دون أن تتحرك السلطات العمومية لوقف المهازل. تصريحات نزار قد تكلفه المثول أمام لجنة الأخلاقيات للفاف، لكن الرئيس ليس مخطئا في كلامه، وما يحدث في الدوري الجزائري يعرفه العام والخاص، وتصرفات الحكام نعيشها في كل أسبوع، إلى درجة أن سلما حدد في الكواليس بين الحكام حول ترتيب النتائج، فالنقطة الواحدة تساوي 40 مليونا، والفوز يساوي 60 مليونا، وضربة الجزاء تساوي 30 مليونا، والبطاقة الحمراء تساوي 10 ملايين، والتسللات تحسب بالجملة، وغيرها من الأشياء الخطيرة التي تحاك بعيدا عن الملاعب، بالمختصر هناك بورصة حقيقية للبزنسة بالمباريات. تعفن الوضع الكروي في الجزائر منذ 1990، يتحمل مسؤوليته المباشرة مسيرو النوادي والفاف والرابطات، فنزار الذي كشف المستور ليس بريئا من كل هذه التصرفات، شأنه في ذلك شأن أغلبية النوادي حتى لا نقول كلها، ولن يختلف اثنان في أن كل أبطال الجزائر خلال ال21 سنة الأخيرة، تلقوا مساعدات من حكام أو فرق منافسة رفعت الأرجل أو تلقوا نقاطا مجانية على البساط بقرار إداري، والأمثلة عديدة ولا يوجد أحسن من كلام رئيس الشاوية عبد المجيد ياحي الذي اعترف بذلك مرارا. وقد تلجأ الرابطة إلى إسكات نزار، كي لا تزعج "الفريق الغني"، لكن المشكل ليس في حداد ولا في اتحاد العاصمة، بل الإشكال أعمق، والذين يسارعون لخدمة "النادي الثري"، هم الذين ساعدوا النوادي في الصعود والتتويج بالألقاب، وحتى الظفر بالكؤوس طوال هذه الفترة السوداء من تاريخ الدوري الجزائري. ولن تهدأ الأمور في بطولتنا، ما دامت الدولة تضخ الملايير بشكل مباشر وغير مباشر للنوادي بغرض تسيير الشارع والتحكم في الملاعب سياسيا، لأن عصابة المسيرين الذين يعيثون فسادا في الكرة، وجدوا "المال السايب" ليشتروا به المباريات والحكام، وليس نزار من هو أنظف من الآخرين، رغم أننا نشجعه على كشف المستور وتقديم الأدلة، كي نشرع في تطهير الكرة الجزائرية من الطفيليين و"البزناسية".