لقبته وسائل الإعلام المحلية في بلاده الأرجنتين بالخطير، الداهية والماكر الصغير، الذي تحدى قوانين عالم الكرة فدخلها من أوسع أبوابها بالرغم من صغر حجمه و صغر سنه التي بدأ فيها ممارسة اللعبة، فكان مولده في كأس العالم للشباب وكانت انطلاقاته الحقيقة مع أكبر أندية في العالم وهو نادي برشلونة الإسباني، امتلك سرعة في الانطلاقة، مراوغاته خادعة، أناقة في المهارة، وأخيرا وظيفته المحبوبة هي التهديف دون أي عوائق، كل ذلك لا يصف ما يملك هذا النجم الذي وصف بالخطير القصير فما ملكه كثير وما قدمه أكثر. ابن “بيونس آيرس” التي لقب فيها بالأرنب السريع ولد خافيير بيدرو سافيولا يوم ال11 ديسمبر 1981 ببيونس آيرس عاصمة الأرجنتين وبالتحديد في حي “باغو بيلغرانو” الواقع قريبا جدا من الملعب التذكاري لنادي ريفر بلايت، انخرط النجم الأرجنتيني إلى مدرسة “سانتو” القريبة من منزله، وهي نقطة البداية لسافيولا الصغير لممارسة كرة القدم، حيث كان هناك شرط أساسي في المدرسة أن يمارس كل طالب هوايته التي يحبها فلم يتردد اللاعب في اختيار كرة القدم كهواية له، فقد كان يرتاد على الحدائق والمنتزهات كي يلعب مع الأطفال كرة القدم، حيث كان يلقب من طرف رفاقه بالأرنب تشبيها بسرعته الكبيرة التي يمتلكها بالإضافة إلى قصر قامته، وقد بدأ تألقه وإبداعه في فريق مدرسته، فلم تكن هناك مباراة يشارك فيها إلا و أحرز هدفا أو اثنين فيها، يأتي ذلك بالرغم من تواجده مع لاعبين أكبر منه سنا بثلاث سنوات أو أكثر حينها أكد جميع المهتمين والمتابعين لسافيولا أنه يجب أن يلتحق بناد على الفور لإظهار مهاراته وإمكانياته الكبيرة. نادي ريفر بلايت صاحب الفضل في صقل موهبته انضم سافيولا إلى أشبال ريفر بلايت عام 1991 وهو أحد أكبر الأندية الأرجنتينية، فبدأ هناك بتطوير قدراته متدرجا بين المراحل السنية حتى انضم إلى أكاديمية الفريق، فكان النجم يقضى معظم وقته داخل أسوار هذا النادي العريق، و في عام 1998 شهد الظهور الأول للاعب مع الأكابر وبالفعل كانت مباراته الأولى بعمر 17 عاما، ضد نادي خمناسيا إسغريما والتي سجل فيها هدفه التاريخي، ثم حقق مع الفريق لقبي البطولة الأرجنتينية لعامين متتاليين. مونديال الشباب أولى محطات تألقه تألق الأرنب سافيولا مع ناديه على الصعيد المحلي منحه فرصة المشاركة في كأس العالم للشباب عام 2001، حيث اختياره المدرب بيكرمان ليكون من أبرز نجوم منتخب “التانغو” الذين أثبوا علو كعبهم في هذه البطولة من أمثال كولوتشيني خوليو أرسا و داليساندرو، وبدأت البطولة بتعادل مخيب للمنتخب، ولم يقدم سافيولا أداءه المعتاد، قبل أن ينتفض في المواجهة الثانية حين سجل ثلاثية ضد المنتخب المصري، وهدفين ضد جامايكا، و”هاتريك” آخر ضد فرنسا، وهدفين آخرين ما قبل النهائي وهدفا أخيرا في النهائي، ليسجل النجم الصاعد بذلك رقما قياسيا خاصا ببطولة كأس العالم للشباب بإحرازه 11 هدفا أكد حينها من خلالها على أنه هداف و قناص من العيار الثقيل، فكان له وبكل استحقاق لقب هداف الدورة وكذلك لقب أفضل لاعب فيها مؤكدا بزوغه في عالم الساحرة المستديرة ومقارعة كبار لاعبيها. برشلونة فتح له أبواب أوروبا وأدخله العالمية لم يمر تألق سافيولا مرور الكرام على كبار الأندية الأوروبية، حيث ظفر بخدماته العملاق الكتالوني برشلونة سنة 2001، حيث لعب معه لموسمين، فوصل سافيولا إلى برشلونة واستقبلته الجماهير بالأحضان واعتبرته الصحافة الرياضية لاعب القرن الواحد والعشرين والفتى الذي سيواصل مسار مارادونا ورأى فيه رئيس النادي غاسبر، ميلادا لنجم سينير الطريق أمام البارصا سعيا للحصول على اللقب، وخلال عامين أبدع سافيولا تحت قيادة المدرب رشاك، حيث منحه ثقة افتقدها فأبدع وأثرى الملاعب بالسحر الأرجنتيني المتميز حيث ساعدته التشكيلة آنذاك على التكيف السريع مع طريقة لعب برشلونة. مشاكله في النادي الإسباني بدأت مع قدوم ريكارد عندما التحق سافيولا ببرشلونة في صيف 2001 قيل أنه النجم الذي جاء به غاسبر ليكون المقابل الأمثل لزيدان، الوافد الجديد للغريم ريال مدريد آنذاك كما قيل أنه المهاجم الذي سيضمن للبارصا قوة الاختراق وغزارة الأهداف على مدى سنوات طوال قادمة، وبالفعل فقد بدا فتى الأرجنتين خلال موسمين لاعبا ينجز الوعد ويحقق الموعود لكن قدوم المدرب ريكارد غير كل شيء فاضطر الأرنب إلى الرحيل إلى موناكو الفرنسي. انتقل إلى موناكو وديشان أخرجه من الباب الضيق عندما انضم الشاب الأرجنتيني لفريق موناكو الفرنسي منتصف الموسم 2004-2005، أعجب به كثيرا مدرب الفريق آنذاك والحالي لمنتخب الديوك الفرنسي ديديي ديشان، والذي منحه فرصة التألق في البطولة الفرنسية ،حيث لعب مع فريقه الجديد 29 مباراة كأساسي، سجل من خلالها 21 هدفا منها أربعة أهداف في رابطة الأبطال الأوروبية، ولكن حاجة النادي الفرنسي لمهاجم خبير في مسابقة الأبطال الأوروبية كالمخضرم الإسباني فيرناندو موريانتس الذي أعاره الفريق الفرنسي من النادي الملكي ريال مدريد عجل بانتهاء الموسم للنجم الأرجنتيني الذي لازم دكة الاحتياط لحين انتهاء الموسم آنذلك. أعير من جديد إلى إشبيلية واللاعب توج بأول ألقابه الأوروبية بعد انتهاء فترة الإعارة في موناكو الفرنسية، أصر المدرب الهولندي فرانك ريكارد بعدم رغبته لعودة الأرنب الأرجنتيني إلى صفوف “البلاوغرانا”، فكان على إدارة النادي العريق إعارة اللاعب من جديد وكان هذه المرة إلى النادي الأندلسي إشبيلية الذي طلب خدماته، فتم الاتفاق الذي كان فأل خير على اللاعب الذي أثبت علو كعبه في النادي الإسباني الذي سجل معه 14 هدفا منها 5 أهداف في مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي، وساهم بفعالية إلى جانب رفاقه إلى فوز الفريق بهذه المسابقة، إلى جانب تتويجه بلقب هداف الفريق بعدما سجل 14 هدفا، وهذا لأنه غاب عن كثير المباريات بسبب تغييرات المدرب خواندي راموس وبسبب كثرة المهاجمين في النادي كفابيانو وكانوتي. عاد من جديد للبارصا وتألقه لم يشفع له بعد انتهاء فترة الإعارة الثانية التي كانت مثالية للنجم سافيولا، عاود الترحال من جديد إلى فريق الأحلام برشلونة ساعيا إلى إثبات الذات، وآملا في الحصول على ثقة ريكارد وطمعا في ظهور فجر جديد لراقص “التانغو” المحبوب، لكن المدرب هذه المرة اعتمد على مهاجمه الأرجنتيني كلاعب “جوكر” تارة، وتارة أخرى يعوض من خلال إصابة مهاجميه الأساسيين، الأمر الذي رضخ له سافيولا ولم يجادل مدربه، وهو التصرف المثالي للاعب خلوق كسافيولا، بل والأكثر من ذلك أثبت اللاعب جدارته من خلال انتهاز الفرص التي منحت له، فكان أحسن بديل لكل من الكاميروني إيتو ومواطنه ميسي. سافيولا فاجأ الجميع بانضمامه للريال انتهاء عقد الأرنب السريع سافيولا مع فريق أحلامه انتهى بنهاية موسمه الأخير مع “البلاوغرانا” وبالضبط صيف 2007، حيث لم يسع الفريق الكتالوني إلى تجديد عقده الأمر الذي جعل النجم يختار أحد العروض التي وصلته من عديد الأندية الأوروبية والتي كانت أبرزها عرضي نادي آرسنال الإنجليزي وآندهوفن الهولندي، لكن المفاجأة كانت مدوية، حيث استغل غريم برشلونة نادي ريال مدريد الفرصة التي جاءته على طبق من ذهب و تقدم إلى اللاعب بعرض مغر يمتد لأربع سنوات و بالفعل نجح في التعاقد معه و تقديمه إلى وسائل الإعلام و الجماهير، الأمر الذي لم تتحمله إدارة برشلونة وحتى الجماهير الكتالونية، ولدى سؤاله عما إذا كان يشعر بأنه خان برشلونة رد سافيولا بشجاعة:”لم أقتل أي شخص ولم أكذب على أحد، إنها فرصة رائعة في مسيرتي و لم أكن بحاجة للتفكير لثانية واحدة في استغلالها”. رد على البارصا وتوج “بالليغا” مع النادي الملكي في نادي ريال مدريد لم يظهر “التانغو” السريع كثيرا مع رفقاء كاسياس، الأمر الذي كاد يخفي بريق نجمه، حيث فضّل مدرب النادي الملكي آنذاك الألماني شوستر كلا من الهولندي رود فان نسيتروي، وراؤل غونزاليس عنه، لكنه قدم ما يملكه في كل فرصة انتهزها في مشواره مع النادي الملكي في الملاعب الأوروبية محليا وقاريا، وساهم في إحراز النادي للقب “الليغا” للعام الثاني على التوالي، ولم يخف اسمه في الصحف الإسبانية التي أشادت بلاعبي الريال ومن بينهم النجم سافيولا. انتقل إلى بنفيكا وحقق معه درع الدوري في أول موسم له سياسة جلب النجوم التي تنتهجها إدارة النادي الإسباني في العاصمة مدريد عجلت بالأرنب السريع سافيولا باتخاذ قرار مغادرة الفريق بعد عامين قضاهما في قلعة “سانياغو بيرنابيو”، والذي كان قد صرح أنها كانت تجربة مفيدة بالنسبة له أكسبته خبرة عالية في المنافسة، فكانت وجهته التالية صوب البرتغال وبالضبط نادي بنفيكا، وهو القرار الصائب الذي اتخذه ابن 27 من عمره موسم 2009 حيث انتهز فرصة بروزه كلاعب أساسي في 34 مناسبة مع فريقه الجديد ومن خلال عدة منافسات سجل كعادته بحسه التهديفي 17 هدفا، وانتزع درع البطولة في أول موسم له من المنافس التقليدي لنادي بنفيكا وهو بورتو عن جدارة واستحقاق. ملڤا آخر محطاته الكروية انضم مهاجم برشلونة وريال مدريد السابق البالغ عمره 30 عاما إلى ملقا قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة بيومين فقط، واستطاع التألق مع ظهوره الأول في التشكيلة الأساسية للمدرب الأوروغواياني بيليغريني، حيث سجل أول أهدافه في مباراة فريقه الجديد ضد ليفانتي، وحاليا يؤدي النجم الأرجنتيني موسما استثنائيا مع ملقا، حيث أن الفريق في طريقه لصناعة مجد لو تحقق سيبقى خالدا بعدما استطاع أن يحقق مع فريقه تأهلا تاريخيا إلى الدور الثاني من مسابقة رابطة الأبطال الأوروبية منتزعا صدارة مجموعته على حساب أعرق النوادي الأوروبية نادي ميلان الإيطالي. استدعي للمنتخب الأول وهو في سن ال19 مدرب منتخب “التانغو” بيليسا لم يتوان في إعطاء الفرصة لخافيير سافيولا الذي سطع نجمه في سماء الأرجنتين وقتها، ليسجل اللاعب اسمه في المنتخب الأول وهو في ربيعه ال19، كما نال فرصة تشريف ألوان بلاده في مونديال كأس العالم 2006 التي جرت بألمانيا، كما أن سافيولا حمل قميص منتخبه في 43 مناسبة قارية ودولية سجل من خلالها 11 هدفا كان آخرها هدف الفوز الذي سجله أمام منتخب فرنسا عام 2007 في ملعب “ستاد دو فرانس”. النجم ينتظر أول مولود له من صديقته أماتو تعد رومانيلا أماتو عارضة الأزياء الأرجنتينية وصديقة سافيولا التي يرى فيها الزوجة المستقبلية المثالية، تبلغ من العمر 18 عاما وتعرفت على النجم الأرجنتيني قبل عامين، وبالرغم من صعوبة الأمر على كون طبيعة عملها يقتضي السفر بكثرة، إلا أنها لا تفكر في ترك سافيولا التي تعده نجمها الخاص وتحديدا في إسبانيا، خصوصا وأنها حضرت له مفاجأة بطريقتها الخاصة، بعدما قررت اعتزال مهنتها مؤقتا واستعدادها لإنجاب أول مولود له، حيث قالت أماتو إنها تنظر المولود بشغف كبير، وفي بعض الأحيان تمل من الصبر والانتظار فهي ستكون أسعد امرأة لأنها ستحظى بمولود من سافيولا على حد قولها.