يعيش المدرب البرتغالي الأشهر في العالم جوزيه مورينيو أسوأ لحظاته التدريبية على مر تاريخه المليء بالإنجازات، لحظات ألم وترقب وحيرة، لحظات مليئة بالانتقادات والتساؤلات والتشككات أيضا، هل سيبقى مورينيو في تدريب ريال مدريد؟ هل سيرحل إثر النتائج السلبية أم أن أول نتيجة أخرى كارثية ستطيح به؟ هناك 5 أسباب تؤكد بقاء مورينيو في منصبه مهما كانت النتائج ولنهاية الموسم على أقل تقدير إن لم يكن لنهاية عقده مع النادي الملكي.. وهذه هي الأسباب.. 1- مورينيو مدرب يجيد العمل تحت ضغط، بل هو أدمن العمل وسط الانتقادات واللوم، وفي إنتر ميلان الإيطالي وتشيلسي الإنكليزي، مر بالكثير من اللحظات الصعبة والقاسية، واستطاع أن يحول الدفة ويقود الفرق التي قادها من الانتكاسة إلى الانتصارات والألقاب، هو يستطيع الخروج بريال مدريد ولاعبيه من حالة الاسترخاء نتيجة التتويج بلقب الدوري الموسم الماضي إلى حالة العمل مثلما فعل مرارا في تشيلسي وإنتر وحتى في بورتو. 2- المدرب البرتغالي هو تخصص في الفوز بالمباريات قصيرة النفس (ذهاب وإياب) وبعد أن أصبح حلم الاحتفاظ بلقب الدوري بعيد المنال، فليس أمام الميرينغي سوى لقب دوري أبطال أوروبا وكأس ملك إسبانيا، وكل من البطولتين يعتمد على مباريات الذهاب والإياب في فترة قصيرة، أي أن المنافسات المتبقية لريال مدريد تأتي في ملعب مورينيو وحرفته، وهو يستطيع صناعة النصر في مثل هذه النوعية من المنافسات وتاريخه مع إنتر ميلان وبورتو وتشيلسي شاهد على ذلك، وأبرز دليل على ذلك أن توليه مسؤولية ريال مدريد جاء لقدرته على إقصاءه غوارديولا (مدرب برشلونة آنذاك) من دوري ابطال أوروبا لإتقان البرتغالي لحيل مباريات الذهاب والإياب، أي أن بقاء المدرب أصبح رهن بما يتقنه هو أساسا. 3- ليس من السهل على كريستيانو رونالدو أن يجد مواطنه البرتغالي في هذا الموقف ولا يضاعف من جهده لإنقاذه، وكريستيانو يلقى كل الدعم والرعاية من المدرب الأوحد، وبالتالي فسيبذل جهدا إضافيا لإخراج الفريق من محنته وكذلك مواطنهما بيبي نجم دفاع الفريق، إضافة إلى أن الإسبان وتحديدا النجوم راموس وكاسياس وتشابي ألونسو هم من أبناء النادي، وأصبح الأمر بالنسبة لهم مهانة لا يقبلونها، وإن كانوا خرجوا من الدوري نظريا فهم لن يقبلوا أن يفرطوا في الموسم بالكامل مهما وصل الخلاف بينهم وبين المدرب البرتغالي، وبالتالي فسيكونون خير عون للميرينغي في مباريات دوري أبطال أوروبا وكأس الملك، وهو ما سيعضد من بقاء الأوحد على رأس الإدارة الفنية للفريق الملكي. 4- ليس هناك بديلا أمام إدارة النادي الإسباني عن الإبقاء على مورينيو، فإذا قرروا فجأة إقالته فمن الذي سيتولى مكانه، في سوق المدربين كان آخر العاطلين عن العمل في مصاف النجوم رافاييل بينيتيز، ولكن الأخير تعاقد مع تشيلسي، وبالتالي فالتعاقد مع مدرب ذي سمعة وصيت بديلا لمورينيو أصبح أمرا مستحيلا في الوقت الحالي وبالتالي فلا مناص أمام الإدارة إلا الإبقاء على المدرب البرتغالي حتى نهاية الموسم على أقل تقدير. 5- تكلفة الإطاحة بمورينيو لا يستطيع تحملها فلورينتو بيريز مدير النادي، ليس فقط على مستوى تواجد الأموال من عدمها ولكنه سيصبح مسؤولا عن فقدان النادي ل40 مليون يورو مما سيضعه تحت طائل المساءلة وقد يهدد بقائه على عرش النادي، فريال مدريد دفع 20 مليون يورو لاستقدام المدرب البرتغالي من إنتر ميلان، وفي عقد “الأوحد” أنه في حالة الإقالة سيدفع النادي 20 مليون يورو كغرامة فسخ عقد، وبالتالي فلا توجد إدارة تتحمل أن تتكلف 40 مليون يورو من أجل 3 ألقاب محلية منهم لقب واحد للدوري!