يرى كثيرون أنه من المستحيل أن ترى ميسي وكريستيانو يلعبان في فريق واحد، فلا النجم الأرجنتيني سيرتدي قميص ريال مدريد يوما، ولا غريمه البرتغالي سيقبل بالانتقال إلى برشلونة، لكنهما على استعداد لتنحية صراعهما وانتماءاتهما جانبا، واللعب سويا بقميص واحد بهدف “عمل الخير”. فقد بشر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) العالم بإمكانية تحقيق هذا الحلم مستقبلا، حيث أعلن عن انضمام أيقونتي البرشا والريال على رأس قائمة من أبرز نجوم اللعبة في حملة خيرية لتوعية الشباب من أجل الوقاية من الأمراض، وفقا لما نشرته صحيفة (ماركا) الإسبانية. تهدف الحملة بالأخص لمكافحة المخدرات وتجنب الإصابة بالإيدز والملاريا، وسيختار الفيفا فريقا أسماه “11 من أجل الخير” يتصدرهم ميسي وكريستيانو من أجل السفر إلى عدة مناطق حول العالم مثل دول القارة الأفريقية والمكسيك وكولومبيا لنشر التوعية بين الأطفال والشباب عبر مباريات الكرة. وأبدى نخبة من أشهر نجوم الساحرة المستديرة ترحيبا بالفكرة والانضمام للفريق الخيري، ومن بينهم الحارس الإيطالي العملاق جيانلويجي بوفون، والهداف العاجي ديدييه دروغبا، وقائد برشلونة كارليس بويول، والنجم الكاميروني صامويل إيتو، والغاني المخضرم مايكل إيسيان. وسيشارك هؤلاء النجوم في 11 مباراة إنسانية كل منها أشبه بحصة تدريبية تدعو على سبيل المثال للالتزام بنظام سليم للتغذية، وتناول مياه شرب نظيفة، وبعض العادات الصحية مثل غسيل اليدين، والتطعيم ضد الأمراض، وتجنب المواد الكحولية والمخدرة، وحسن معاملة المرأة والأطفال. وسبق لأسطورة الكرة البرازيلية ريفالدو أن عرض فكرة لعب ميسي وكريستيانو، أفضل ثنائي متناحر على الساحة الكروية، في فريق واحد لغرض إنساني آخر، في سابقة ستكون الأولى من نوعها، وكلاهما أبدى تأييده للمقترح. eurosport واعتادت الجماهير على صراع شديد التنافس والندية بين أيقونتي برشلونة وريال مدريد، كما حرص الغريمان على انتقاء عبارات دبلوماسية للإشادة بالآخر أمام وسائل الإعلام، لكن مشهد عدم تصافحهما بالأيدي عقب فوز الريال بكلاسيكو السوبر الأخير أثبت أمام عشاقهما أن كلاهما يكن في صدره حقدا وضغينة للآخر، وهذا لم يكن خفيا على الجميع بالنظر إلى ملامح وجه كريستيانو لحظة فوز ميسي بالكرة الذهبية في الأعوام السابقة. لكن الصورة القاتمة في علاقة أفضل لاعبين في الكوكب تبددت بعد نشر مقطع فيديو عقب الكلاسيكو الأخير في الليغا (2-2) ظهر فيه ميسي وهو يقترب من كريستيانو ليسأله عن حالته بعد أن سقط على كتفه بعد تنفيذ ضربة خلفية مزدوجة. كانت هذه اللقطة كفيلة بأن تبين أن ميسي وكريستيانو ربما لا يكونا صديقين حميمين، ولكن كلاهما يكن الاحترام والتقدير للآخر، وكلاهما يسعى لأن يكون الأفضل، وأن يهدي أكبر قدر من الألقاب لفريقه ولمنتخب بلاده، وهذا ما انعكس على قبولهما لتلك المبادرات الإنسانية دون تعال أو غرور.