واهم من يظن أن التتويج بالكأس العاشرة في بطولة دوري أبطال أوروبا هو التحدي الوحيد لنادي ريال مدريد الإسباني في العام 2013، فبنظرة متأنية على التحديات التي يواجهها سيد أندية القارة العجوز (من حيث البطولات)، لا بد من إدراك أن العام 2013 ربما يكون “الأكثر صعوبة وتعقيدا” في تاريخه الذي بدأ العام 1902. فبعد أن بات الاحتفاظ بدوري الليغا شبه مستحيل مع اتساع الفجوة مع الغريم اللدود برشلونة على الصدارة إلى 16 نقطة، أصبح التركيز منصبا على التشامبيونز ليغ التي سيمحو الفوز بها أحزان جماهير الميرينغي حول العالم.
لكن الكأس ذات الأذنين الطويلتين ليست الأولوية القصوى للريال في العام الجديد، فهي تندرج ضمن قائمة تحديات تصادف أن عددها 13 بالتوافق مع العام الجديد، وهي على النحو التالي: 1- الكأس العاشرة
ريال مدريد يطمح لاستعادة نفوذه وسيطرته على القارة الأوروبية، وسيتحقق ذلك إذا ما استعاد دوري الأبطال، التي لم يهنأ بكأسها منذ العام 2002 ، ولهذا السبب في الأساس تعاقد مع مدرب له باع طويل مع تلك البطولة التي ذاق طعم الانتصار بها مرتين في 2004 و2010 مع بورتو البرتغالي وإنتر ميلان الإيطالي، وفي حال لم يفز بها ريال مدريد فستكون كارثة حقيقية على اللاعبين والمدرب. 2- مستقبل مورينيو
من المنتظر ألا يستكمل البرتغالي جوزيه مورينيو عقده كقائد للجهاز الفني حتى العام 2016، فهو ينتظر بفارغ الصبر التتويج بالتشامبيونز ليدخل التاريخ كأول مدرب يتوج بأقوى بطولات الساحرة المستديرة ثلاث مرات مع ثلاث فرق مختلفة، وبعدها سيهم بالرحيل عن مدريد التي لا يطيق صحافتها ويعتبرها الأسوأ في القارة.
وفي حال رحيله فإن مستقبل الفريق سيكون مبهما وغامضا لصعوبة إيجاد بديل كفء، لذا فالتحدي سيكون قدرة الإدارة على إقناعه بالبقاء في حال فاز بالبطولة “أو خسرها”، أو من خلال إيجاد مدرب يستطيع تعويض المكان الذي سيتركه السبيشال وان. 3- التجديد لرونالدو
البرتغالي الآخر كريستيانو رونالدو أيقونة الفريق وهدافه الأول ونجمه الأبرز، عقده ينتهي في 2015، لكن الإغراءات كثيرة من حوله، لذا سيكون الإبقاء عليه وتمديد عقده مهمة أخرى غاية في الصعوبة، لا سيما بعد أن كشف عن حزنه من النادي مطلع الموسم لأسباب غير معروفة حتى الآن، وفي حال غادر الدون فلن يجد ريال مدريد لاعبا يستطيع تعويض غيابه.
رحيل رونالدو سيؤثر بالسلب على أداء الفريق، ولن يتمكن أي لاعب آخر في العالم من تعويض غيابه، إلا إذا كان ميسي، وهذا الخيار مستحيل. 4- كأس الملك
مع ضياع الليغا تزداد أهمية كأس الملك، خاصة أن الفوز بها غالبا ما سيكون مرهونا بالتفوق على البرشا، وهو ما يكسب المهمة مذاقا خاصا، فالفوز بالكلاسيكو هو في حد ذاته بطولة، غير ن ريال مدريد يواجه كارثة حقيقية في حال لم يتمكن من كسب مباراة الإياب مع سلتا فيغو في الأسبوع الثاني من الشهر الحالي، خصوصا وأن مباراة الذهاب انتهت لصالح الفريق السماوي 2-1. 5- الانتخابات
مع نهاية الموسم ستنعقد انتخابات على رئاسة النادي، فلورنتينو بيريز الذي سيتم أربع سنوات في ولايته الثانية لا يزال في حيرة من أمره سواء بالاستمرار في منصبه أو التخلي عنه، لذا سيكون التحدي هو الحفاظ على استقرار النادي بغض النظر عن هوية الرئيس، فربما تحمل رياح التجديد تغييرا في سياسات النادي، قد تكون للأفضل أو للأسوأ. 6- ترميم البرنابيو
يقدم ريال مدريد على تحد صعب في مهمة ترميم ملعب سانتياغو برنابيو التاريخي وتوسيعه ليشمل 90 ألف متفرج، بجانب تغطيته بسقف متحرك وبناء فندق خمس نجوم ملحق به بجانب سوق تجاري، وتحويله إلى صرح رياضي عملاق، وفي حال لم يكتب لهذا المشروع النجاة فإنها ستكون كارثة جديدة على الفريق. 7- صفقات ضخمة
حتمية التعاقد مع أسماء كبيرة وتكوين فريق أحلام جديد سواء في انتقالات الشتاء أو الصيف، أبرز الأسماء المطروحة الكولومبي راداميل فالكاو والويلزي جاريث بيل والبرازيلي نيمار، وكلها تحديات كبيرة أمام الإدارة. 8- تجديد العقود
بخلاف رونالدو، يوجد أكثر من لاعب أوشكت عقودهم على الانتهاء، وعلى رأسهم الهداف الفرنسي كريم بنزيمة ومحوري الارتكاز الإسباني تشابي ألونسو والألماني سامي خضيرة والظهير الأيسر البرازيلي مارسيلو، بجانب تعديل عقد المهاجم الأرجنتيني غونزالو هيغواين، وقد أعلن تشابي على سبيل المثال حنينه للعودة للدوري الانكليزي، وهذا بحد ذاته يمكن أن يشكل كارثة للفريق الملكي. 9- ريكاردو كاكا
لا يزال معشوق الجماهير البرازيلي صداعا في الرأس، فهو رغم اجتهاده لا يقنع مورينيو، كما أن راتبه كبير للغاية ومرهق للإدارة، سيكون بيعه قرار استراتيجي، لكن من الصعب إيجاد ناد قادر ماديا على شرائه، حتى أن الفريق الذي كان أيقونته لسنوات (ميلان الإيطالي) بدا عاجزا عن توفير متطلبات استعادة النجم البرازيلي الخلوق. 10- الإعارات
الريال استعار الغاني مايكل إيسيان من تشيلسي الإنكليزي هذا الموسم، سيتعين على النادي حسم أمره من التعاقد معه أو الاستغناء عنه، كما سيضطر للبت في أمر التركي نوري شاهين المعار إلى ليفربول الإنكليزي والذي لا يلعب باستمرار في البريمير ليغ، وكذلك الناشئ كارباخال المعار إلى باير ليفركوزن الألماني. 11- بديل ايكر كاسياس
البديل الحالي أنتونيو أدان غير مبشر، كما يرغب في الرحيل والبحث عن تجربة أخرى.. خلاف كاسياس الأخير مع مورينيو فتح الباب بشكل عاجل للبحث عن حارس آخر متميز، والخيارات تنحصر بين الإسباني ديفيد دي خيا حارس مانشستر يونايتد الإنكليزي أو البلجيكي تيبو كورتوا حارس أتلتيكو مدريد المعار من تشيلسي، غير أن كل الخيارات تبدو كارثية على الفريق الملكي. 12- مستقبل الناشئين
يملك مورينيو كتيبة من الناشئين في حاجة لحسم مصيرهم سواء بالتصعيد للفريق الأول أو إفساح المجال أمام احترافهم في أندية أخرى، وعلى رأسهم موراتا وتشيرشيف وخيسي وناتشو وخوسي رودريغز، ولا شك أن التأخر في حسم مصيرهم يعد كاللعب في النار. 13- سمعة النادي
منذ قدوم مورينيو صيف 2010 بات ريال مدريد صيدا سهلا لألسنة النقاد اللاذعة، فالحديث لا يتوقف عن تشويهه لسمعة النادي بتصرفاته المثيرة للجدل هو ولاعبيه، لذا فإن فلورنتينو بيريز وكاسياس أكدا مؤخرا في أكثر من مناسبة أن الحفاظ على السمعة الراقية والمشرفة لبطل إسبانيا تظل على رأس الأولويات.