وحول عدد الاتصالات التي يتلقاها المركز يوميا وكذا الشريحة المتصلة قالت محدثتنا يستقبل المركز أكثر من عشرين اتصالا في الأيام العادية، في حين يسجل إرتفاعا محسوسا في عدد الاتصالات خلال الأيام الاعلامية والملتقيات، ويتراوح سن المتصلات ما بين 16 و70 سنة أحيانا، وأكبر نسبة من المتصلات هي من العاصمة، حيث يتعذر الاتصال بالمركز على النساء او الفتيات الموجودات بالقرى والأرياف لأسباب عديدة منها انعدام الهواتف اوالبيئة المناسبة للاتصال وأن جل المتصلات ذات مستوى تعليمي متفاوت فنجد نساء ماكثات بالبيت وموظفات، وحتى محاميات وطبيبات، وتضيف محدثتنا قائلة عندما تتعرض المرأة للعنف بمختلف أنواعه الجسدي، الجنسي والمعنوي تنحط معنوياتها وتفقد السيطرة على الموقف مما يجعلها في حاجة إلى مستمع جاد يتكفل بأمرها·· وقد وجدت النساء اللائي يتصلن بالمركز الذي افتتح سنة 1995 الاستماع والتوجيه والمساندة والمتابعة النفسانية وكذا الارشاد القانوني·· فالمركز يلعب دورا كبيرا في اعطاء المرأة المعنفة الثقة بالنفس لأنها تحتاج لإستعادة ثقتها بنفسها للإقبال على الحياة من جديد· فغالبا ما تعاني المرأة المعنفة معنويا من حالة مرضية كألم على مستوى المعدة·· الرأس·· غثيان وهذه الأمور كلها رواسب الاحباط والاكتئاب الذي تتعرض له هذه المرأة· وعن كيفية التكفل النفسي والقانوني قالت مديرة المركز خلال مرحلة الإرشاد نرى وضع المرأة فإذا كانت ضحية عنف جسدي نتكفل بنقلها إلى المستشفى ثم الى مركز الشرطة طبعا وفقا لطلبها، وخلال وجودها معنا نعطيها فرصة الحديث عن مشاكلها حتى تشعر أن هناك من يتألم بألمها ويبكي معها·· وأنها ليست لوحدها وبهذا تتحرر من الضغوطات النفسية والشعور بالحقرة والوحدة واذا كانت قد تعرضت للطلاق التعسفي مثلا تتكفل بالجانب القانوني، حيث نعرفها بكل حقوقها ونوضح لها طريقة المضي في البحث عن هذا الحق، حيث نحضر لها الملفات القانونية ونتابع الموضوع·· فنكتب العرائض ونرافق بعضهن للمحاكم خصوصا المرأة التي تشعر بالخوف·· اننا نحاول أن نضمن لها السند لدرجة أن هناك محامين يرافعون مجانا·· وعن المشكل الحالي الذي يشغل بال المركز؛ قالت السيدة وارد إننا نحاول يوميا وخلال الملتقيات والأيام الدراسية طرح مشكل الأمهات العازبات، لأنه يعتبر مشكلا عويصا·· لأن كل أم عازبة تعاني على كل الأصعدة بداية من العائلة التي ترفضها الى المشاكل الادارية التي تتلقاها بسب الأوراق·· حتى تضمن للطفل الحق في الدراسة وغيرها من الحقوق·· اننا نحاول دوما إيصال انشغالات وهموم النساء اللاجئات اوالمتصلات بالجمعية الى السلطات المعنية لإيجاد الحلول· وأقدم هذا الرقم لكل امرأة في شدة للاتصال بالمركز 76 - 60 - 92 / 021 أحلام/م اضطرت سليمة الى ترك مقاعد دراستها الجامعية بباب الزوار عام 1996 والعودة الى المنزل بولاية الشلف بعد إصابة والدتها بشلل نصفي ألزمها الفراش لمدة 3 سنوات، وطوال تلك الفترة ذاقت الفتاة العنف على يد والدها القاسي والسبب رغبته في اعادة الزواج وعندما ماتت الام طلب الوالد من سليمة أن تخطب له فلم توافق، وعرضها رفضها للضرب المبرّح وبعد اسابيع عن وفاة الام تزوج الوالد وأحضر عروسه لتعيش بالمنزل، ومن فطر تعلقها بذكريات والدتها هربت سليمة من المنزل وقصدت العاصمة وحاولت العودة للدراسة فلم توفق· ولإحساسها بالضباع استنجدت بشخص تعرفه منذ أيام الجامعة، فدعاها الى الاقامة عنده بشقة كان يستأجرها ودخل الشيطان بيننا تروي سليمة وهي تبكي بمرارة في كل مرة يعدني بالزواج لكنه أذاقني كل أنواع الذل والهوان ومارس عليّ كل نزواته الشاذة، وأحيانا يضربني حتى أتبول على نفسي·· لي معه ولدان أحدهما يبلغ 5 سنوات والآخر 3 سنوات كنت كالخادمة له ولأصدقائه الذين يحضرهم للشقة كنت أنا أحضر لهم الأكل وأغسل ثيابهم فيما هم يتناولون الخمر طوال الليل· صرت على تلك الحال 7 سنوات لم ينفذ وعده له،، صحيح أنه اعترف بأبوته للطفلين لكن ليس لدي أي حق عليه كوني لا أملك أوراقا رسمية تثبت زواجي منه· وتواصل المتحدثة اتصلت برجال عائلتي أطلب منه السماح لكن رفضوا عودتي إليهم وقبل أربعة أشهر قررت الهروب بولدي من الجحيم المذّل، وبفضل مساعدة الناس لي وصلت لهذا المركز واليوم الحمد للّه أعيش في آمان وجدت عملا عن طريق ادارة المركز وطفلاي أدخلا الحضانة· وتختم حديثها بالقول ندمت على هروب من المنزل، فلقد شبعت ذلا وهوانا·