لقي 04 أشخاص مصرعهم وجرح 60 آخرون ليلة الأربعاء الى الخميس الماضي في مناوشات وفوضى عارمة عاشتها مدينة سيدي عيسى. وتعد هذه الأحداث الأليمة الأولى من نوعها في مدينة اعتبرت لعقود من الزمن مدينة هادئة نسبيا مقارنة بمناطق أخرى من الوطن. وقائع الأحداث جاءت على خلفية تشييع جنازة احد المواطنين الذي قتل قبل الحوادث بيومين فقط في شجار بينه وبين ابن صاحب فندق "جبل الناقة" المتواجد بمحيط مدينة سيدي عيسى والذي كان مسرحا لأحداث تشبه الى حد بعيد افلام هوليوود الأمريكية، بعد إتمام مراسيم الجنازة توجهت جموع الشباب صوب الفندق المذكور مما خلف مواجهات عنيفة استعملت فيها الأسلحة النارية من قبل أعوان الأمن بالفندق الذين قتل على ايديهم حسب شهود عيان 03 أشخاص فيما استعمل الشباب الحجارة وبقايا الحديد ودخلوا الفندق فأحرقوه عن آخره ووصلوا الى صاحبه ووضعوا حدا لحياته بالضرب والجرح بالحجارة لتنتهي المواجهات التي كانت الساعة الخامسة والنصف مساءا بداية لها بعد الساعة التاسعة ليلا بحصيلة مأساوية بينما تدخلت قوات الامن ومكافحة الشغب التي طوّقت المكان بصعوبة كبيرة. وقد استقبل مستشفى المدينة تلك الليلة 04 ضحايا و60 جريحا 52 منهم جروحهم ناتجة عن طلقات نارية بينما أكدت السلطات المحلية بسيدي عيسى في اليوم الموالي أن الهدوء عاد الى المدينة منتصف الليلة المذكورة كما تم تشكيل خلية أزمة بالدائرة ومقر أمن الدائرة وعملت مختلف الجهات على الاتصال بأعيان المنطقة لتهدئة الشباب الذين عادوا الى منازلهم. وقد شهد الطريق الوطني رقم 08 المار بوسط المدينة ومختلف الطرق الرئيسية بها فوضى أثناء الأحداث وهدوءا حذرا عقبه وعرفت حركة المرور اضطرابا كبيرا الى غاية الساعات الأولى من صبيحة يوم الخميس. ومن جهتها أمرت النيابة العامة لدى مجلس قضاء المسيلة بفتح تحقيق في الحوادث، كما أمرت بتوقيف كل شخص ثبت ضلوعه في تلك الوقائع، حسبما أفاد به بيان للنائب العام. وأوضح ذات المصدر أنه "تم توقيف مشتبهين فيهما بإطلاق النار من داخل الفندق وهما شقيق مالك الفندق وأحد حراس الفندق كما تم حجز أسلحتهما فيما ضبط عدد من المتظاهرين الذين عثر بحوزتهم على بعض المسروقات".