رغم تراجع حدة المواجهات بين أنصار المعارضة والموالاة خلال الساعات الاخيرة في لبنان، إلا أن ذلك لم يمنع من سقوط قتلى جدد أمس في مسلسل المواجهات المسلحة التي اندلعت في هذا البلد نهاية الاسبوع الاخير. ولقي ما لا يقل عن 11 شخصا مصرعهم في مواجهات جديدة اندلعت بين العناصر المسلحة للطرفين المتحاربين وسط مؤشرات لتكرارها في أحداث مماثلة قد تكون بذرة لاندلاع مواجهات لاحقة قد تغرق البلاد في دوامة حرب أهلية فعلية ثانية. ولقي ستة أشخاص مصرعهم وأصيب 20 آخرون عندما اطلق عليهم مسلحون النار أثناء تشييع جنازة أحد ضحايا مواجهات يوم الجمعة الماضي بمنطقة الطريق الجديد غرب العاصمة بيروت. كما قتل خمسة أشخاص آخرين في مواجهات مسلحة نشبت بين أنصار المعارضة والموالاة بمدينة الحلبة شمال لبنان. وقالت مصادر أمنية أن المواجهات اندلعت بين أنصار الحزب الاشتراكي الوطني المعارض وموالين لتيار المستقبل الذي يقوده النائب سعد الحريري. وبعدد قتلى مواجهات أمس تصل حصيلة قتلى الفتنة في هذا البلد منذ نهاية الأسبوع إلى 22 قتيلا وعشرات الجرحى. وقد بددت هاتان الحادثتان الهدوء الحذر الذي ساد صباح أمس العاصمة بيروت التي حاول سكانها أمس، استعادة حيويتهم المعهودة ولكن باحتشام مطبوع بخوف ظاهر على تصرفاتهم بعد المشاهد المرعبة التي عايشوها الخميس الماضي. وقالت مصادر إعلامية أن مسلحي المعارضة اختفوا تقريبا من الطرقات والشوارع لا سيما في الجزء الغربي من العاصمة بعدما كانوا سيطروا عليه منذ اليوم الأول من المواجهات. وفتحت بعض المتاجر أبوابها وخرج المواطنون إلى الشوارع وذهب البعض منهم لتفقد ممتلكاتهم في حين انتشرت قوات الجيش بكثافة بمعظم أنحاء العاصمة. وقال متحدث باسم الجيش اللبناني، أن تواجد المسلحين في شوارع بيروت قد انخفض بحيث لم يعد هناك أي خطر على المواطنين. وأضاف أن بيروت ليست كلها تحت سيطرة الجيش لكنها أيضا ليست تحت سيطرة المسلحين. وكان الجيش اللبناني قد تسلم منذ أمس المراكز والمقار الحزبية الخاصة بقوى الموالاة للحكومة في مسعى لتخفيف حدة المواجهات وحماية العاملين بها لا سيما بعد تعرض مقرات إعلامية تابعة للموالاة إلى التخريب. كما تم فتح معظم الطرقات التي أغلقت أثناء الاشتباكات باستثناء الطريق المؤدي الى مطار رفيق الحريري الدولي الذي توقفت الحركة فيه منذ أربعة أيام. وعاد الهدوء إلى مناطق جبل الشوف الذي تسكنه أغلبية درزية وكذلك إلى مدينة صيدا ذات الأغلبية الشيعية وبعض مناطق البقاع. وتزامنا مع عودة الهدوء الحذر واصل الأجانب مغادرة لبنان عبر طريق الشمال المؤدي الى سوريا في الوقت الذي أجلت فيه تركيا والكويت إجلاء رعاياها.