شهدت بلدية سيدي عيسى بولاية المسيلة ليلة الأربعاء إلى الخميس مواجهات دامية خلفت 4 قتلى وإصابة نحو 63 آخرين، كما اعتقلت مصالح الأمن 15 شخصا من بينهم أعوان أمن تابعين لفندق جبل الناقة، وقد أمر النائب العام لدى مجلس قضاء المسيلة بفتح تحقيق في هذا الحادث المأساوي وتوقيف كل من له صلة به. أحمد رامي وحسب مصادر خاصة ب "صوت الأحرار" من عين المكان فإن الأحداث وقعت إثر تشييع المواطنين لجنازة المواطن "سعد العرباوي" البالغ من العمر 50 سنة والذي توفي الثلاثاء الماضي بالمستشفى متأثرا بجروح إثر اعتداء ابن صاحب الفندق المذكور على بسيارته حيث قرر المشيعون التوجه في مسيرة احتجاج إلى الفندق إلا أن صاحبه المسمى "بلقلاوي لعريبي" من مواليد 1946 استقبلهم بوابل من الرصاص المنطلق من بندقيتين فقتل على الفور 3 وأصاب نحو 63 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة ليقتحم المهاجمون الفندق ويلقون القبض على صاحبه الذي كان يتوقع الانتقام فرحّل عائلته قبل أيام إلى العاصمة. وفي تطور للأحداث فقد فر ابن صاحب الفندق الذي كان وراء ما حصل إلى جهة مجهولة، فيما تم تقييد صاحب الفندق بالسلاسل وجره على الطريق مسافة 400 متر والناس ترشقه بالحجارة إلى أن لفظ أنفاسه في حدود الواحدة من صباح الخميس ومنعت قوات الأمن وسيارات الإسعاف من الاقتراب منه وكان آخر كلمة رددها على من يجره "اتركوني أتوب إلى الله ولو يوما واحدا" حسب شهادات متطابقة. وتفيد مصادرنا أنه العشرات تفرغوا إلى تخريب وحرق الفندق عن آخره وكافة محتوياته بما فيها غرف الحمام التي لم تسلم من التخريب وجمع كل ما هو ثمين بهذا النزل الذي يعد أيضا حانة وملهى ليلي الذي يشكل منذ مدة مصدر قلق وإزعاج للسكان بهذه البلدة المحافظة وهم يعتبرونه سببا في كل المشاكل الاجتماعية التي تعرفها سيدي عيسى، كما طال التخريب أيضا المركبات المتواجدة بالفندق. وفي آخر المعلومات الواردة من المسيلة علمت "صوت الأحرار" أن النائب العام لمجلس قضاء المسيلة أمر بفتح تحقيق معمق في هذه الأحداث التي شهدت جريمة غير مسبوقة وهي القتل رجما في حق صاحب الفندق. وفي سياق متصل عاد بيان صادر عن النائب العام لدى مجلس قضاء المسيلة إلى وقائع هذه الحادثة المأساوية التي قال إنها تعود إلى وفاة أحد المواطنين لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى مصطفى-باشا الجامعي بالجزائر العاصمة الثلاثاء متضررا بجروح بليغة بعد اصابة تعرض لها يوم 19 جويلية المنصرم نتيجة مشاجرة بينه وبين حراس فندق "الناقة" الواقع بمدخل مدينة سيدي عيسى وابن مالكه، وأوضح أن هذه الوقائع "كانت محل تحقيق ابتدائي باشرته مصالح الضبطية القضائية بناء على تعليمات النيابة". وبعد العودة من تشييع جنازة المواطن المتوفى بمستشفى مصطفى-باشا أمس الأربعاء في حدود الساعة ال18 و15 دقيقة مساء "انطلق جمع المشيعين صوب الفندق بتحريض من بعض الأشخاص بحجة الثأر و الانتقام من صاحب الفندق ووضع حد لنشاط فندقه"، وأوضح ذات المصدر أنه بالرغم من تدخل مصالح الأمن بمحاولتها إبعاد المشاغبين وفتح الطريق الوطني رقم 8 الذي أضرمت فيه النيران وسد بالمتاريس والعجلات المطاطية إلا أن "الأوضاع تأزمت أكثر وخرجت الأمور عن نطاق السيطرة". وعليه "تحول الأمر إلى إصرار من أجل اقتحام الفندق بعد التحاق فئة من الشباب تم صدهم بطلقات نارية من داخل الفندق كرد فعل على هذا الهجوم"، وأضاف البيان ذاته مؤكدا "ونتج عن هذه الأحداث سقوط أربعة قتلى 3 منهم قتلوا بالرصاص إضافة إلى وفاة مالك الفندق الذي قتل نتيجة الاعتداء عليه بالضرب حتى الموت و التنكيل بجثته من طرف جموع المشاغبين"، وأوضح ذات المصدر أنه "تم توقيف مشتبهين فيهما بإطلاق النار من داخل الفندق وهما شقيق مالك الفندق وأحد حراس الفندق كما تم حجز أسلحتهما فيما ضبط عدد من المتظاهرين الذين عثر بحوزتهم على بعض المسروقات". وقد عاد الهدوء بشكل تام إلى المنطقة منذ صباح الخميس فيما أوقفت قوات الأمن 15 شخصا من بينهم اثنين من أعوان حراسة الفندق فيما وجه المصابون ومن بينهم أيضا 8 من الفتيات المقيمات بالفندق إلى مستشفيات المسيلة وبوسعادة وعين الملح وبعضهم إلى عين بسام وسور الغزلان بولاية البويرة. قائمة الضحايا: بلقلاوي لعريبي من مواليد 1946 المواطنون: أوقاضي سمير 1982 عرباوي عمار 1970 صالح السعيد 1975