بدا وزير الصحة العمومية وإصلاح المستشفيات السيد سعيد بركات، مستاء جدا من الوضع الذي يعرفه قطاعه بولاية وهران بعد الزيارة الميدانية العملية والتفقدية التي قادته إلى عدد من القطاعات الصحية بالولاية، غير أن الوضع الذي لاحظه بالمؤسسة الاستشفائية الجديدة أول نوفمبر التي سبق لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أن وضع حجر أساسها ثم دشنها سنة 2004 بعدما كلفت الخزينة العمومية 1500 مليار سنتيم منها 390 مليار في مجال التجهيز بها 42 مصلحة وتشتغل بنسبة لا تفوق 10 من امكانياتها رغم فتح 36 مصلحة طبية وجراحية زادت من درجة غضب الوزير الذي لم يفهم -كما قال- كيف يترك مثل هذا الصرح الصحي للإهمال ولا يستغل بطريقة عقلانية وموضوعية حتى يستفيد منه المرضى الذين يعانون الأمرين حتى قبل ولوج العديد من المصالح الاستشفائية والصحية بالمستشفى الجامعي القديم الذي لم يعد بامكانه استقبال الأصحاء فما البال بالمرضى؟ هذا الوضع الكارثي في عدم الاستغلال الأحسن والأمثل لهذه المنشآت الصحية، جعل الوزير يصب جام غضبه على عدد من المسيرين "الصغار" ليتخذ قرارا بضرورة دراسة الوضع في جلسة مغلقة مع مختلف مدراء القطاعات والمراكز الصحية بالولاية بعيدا عن أعين الصحفيين الذين وجدوا أنفسهم يقومون بالتغطية العادية لزيارة عملية يقال عنها تفقدية تعرض فيها الأرقام فقط سواء كانت قريبة أو بعيدة عن الواقع الذي يعيشه المرضى والأصحاء على حد سواء، ليبقى الشيىء الأهم هو سوء استغلال المؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بوهران التي التهمت أموالا طائلة دون أن يستفيد منها المواطن المريض أو تتكفل مصالحها بتوفير العلاج الضروري له. وخلال لقاء له بالصحفيين، أكّد السيد سعيد بركات أن زيارته جاءت بهدف المعاينة والمتابعة الميدانية لمختلف مصالح المؤسسة الاستشفائية التي مازالت تعاني في مجال هيكلتها بسبب قلة الأطباء، لذلك أكّد على ضرورة معالجة هذا الملف المتعلق بالتكوين في الميادين الطبية وشبه الطبية، ملحاً على ضرورة فتح المناصب المالية لأنه لا يمكن أن نفتح مستشفى على حساب آخر ملمحا في ذلك المستشفى الجامعي الذي مازال بامكانه العمل وتقديم مختلف الخدمات الصحية رغم ظروف العمل الصعبة والمتعبة التي يعمل فيها السلك الطبي وشبه الطبي.