لقد برزت الجزائر في مونديال البرازيل على صعيدين: الصعيد التنافسي بفضل تألق المنتخب الوطني الذي صعد لأول مرة إلى الدور الثاني ونال إعجاب العالم لما قدمه من مستوى راق في مبارياته الثلاث أمام كوريا الجنوبية وروسيا وألمانيا، وعلى صعيد التحكيم بفضل جمال حيمودي الذي أسندت له الاتحادية الدولية لكرة القدم أول أمس مهمة إدارة مباراة تحديد المركز الثالث التي تجمع اليوم البلد المستضيف للدورة البرازيل وهولندا. وبذلك يكون ابن ولاية غيلزان قد تجاوز بكثير ما حققه الحكمان الدوليان السابقان بلعيد لاكارن ومحمد حنصال، الأول أدار مباراة واحدة في دورة كأس العالم 1990 والثاني لعب دور حكم التماس في كأس العالم 1994. وكان حيمودي قد أدار قبل لقاء اليوم ثلاث مباريات، الأولى بين استراليا وهولندا والثانية بين انجلترا وكوستا ريكا كما أدار أيضا لقاء بلجيكا والولايات المتحدةالأمريكية في الدور ثمن النهائي. وكان جمال حيمودي يتطلع إلى إدارة المباراة النهائية لمونديال 2014 بين الأرجنتين وألمانيا، لكنه واجه تنافسا كبيرا على هذه المهمة ونال فقط شرف إدارة المباراة الترتيبية، وقد أدلى بتصريح للإذاعة الوطنية قال فيه: "تمنيت إدارة المباراة النهائية لكأس العالم 2014 حتى يكون ذلك تكريما لسبع وعشرين سنة من التضحيات والجهود الجبارة في مشواري الرياضي ضمن سلك التحكيم". ولا يعد تواجد حيمودي في المربع الأخير لمونديال البرازيل بمثابة مفاجأة بل هو أمر منطقي بالنظر إلى نجاحه في المباريات التي أدارها في الدورين الأول والثاني ونالت إعجاب لجنة تحكيم الدورة التي ستقدره وستعينه بدون شك من بين أحسن حكام هذه الكأس، فهو عكس بعض الحكام، لم يرتكب الأخطاء وعرف كيف يدير مباريات المتنافسين بكثير من الحزم والليونة. وقد أعرب حيمودي عن رضاه التام عن المردود الذي قدمه في المباريات الثلاث التي أدارها كحكم رئيسي، مؤكدا أن لجنة التحكيم بالمونديال أبدت رضاها عنه وطاقمه التحكيمي المشكل من مواطنه إيتشعلي والمغربي عشيق، كما قال إن بقاءه في المربع الذهبي للمونديال يعد شرفا كبيرا له وللتحكيم الجزائري والعربي والذي يمثل بالنسبة إليه مكافأة للجهود والتضحيات التي بذلها طيلة 27 سنة وأيضا مكافأة لمشروع التحكيم الجزائري الذي تبنته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم. وينتظر أن يضع جمال حيمودي حدا لمشواره الرياضي في سلك التحكيم مثلما أشار إلى ذلك، حيث ينوي الالتحاق بلجنة التحكيم التابعة للكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم. وينبغي الإشارة إلى أن حيمودي البالغ من العمر 44 سنة، كان قد اختير أحسن حكم في إفريقيا خلال السنتين الماضيتين. ولا شك في أن الجزائريين سيتأسفون كثيرا لعدم رؤية حيمودي من جديد يدير مباريات البطولة الوطنية في رابطتيها المحترفتين الاولى والثانية.