تصريحات وزير خارجية المغرب التي يتهم فيها الجزائر بجملة من الأكاذيب والمغالطات، لا يمكن أن توصف إلا بالسلوكات الصبيانية التي لا ترقى إلى مستوى تصريحات مسؤولين في دول تحترم نفسها وتراعي القواعد والأعراف الدبلوماسية، هذا إذا لم نراع عوامل الجوار والأخوة. فهذه التصريحات ليست الأولى ونحن على يقين أنها لن تكون الأخيرة، لأنها تعكس مستوى انحطاط وزراء المخزن والانزلاق الخطير للمغرب إلى دون مستوى العلاقات بين الدول. إن الجزائر لن تثنيها مثل هذه الاتهامات ولا التلفيقات عن مواصلة دعم قضية الشعب الصحراوي ومساندتها في المحافل الدولية، لإقرار الحق وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير وفق ما تنص عليه لوائح وقرارات مجلس الأمن الدولي، كما ستتعامل بحنكتها الدبلوماسية المعهودة مع المغرب ومن يساند أطروحاته الاحتلالية من أجل أن يتعزز الدعم والمساندة الدوليين للقضية الصحراوية العادلة إلى غاية تصفية الاستعمار في هذا الجزء من شمال افريقيا. وما تكالب وزير خارجية المخزن على الجزائر وتحميلها كل المآسي والأزمات التي يتخبط فيها النظام المغربي، إلا دليلا على أن درجة الإحباط جراء الفشل الدبلوماسي المتتالي في المحافل الدولية، أفقدت المخزن أعصابه وتوازنه، وبدأ يترنّح يمينا وشمالا من شدة صدمات هذا الفشل الدبلوماسي، حتى أصبح وزراؤه يتلفظون بكلام يتفادى الصبيان التلفظ به احتراما للمشاعر الإنسانية واحتراما للأخلاق العامة. إن النظام المغربي ينطبق عليه الحديث الشريف "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"، وها هو كما قال السيد فاروق قسنطيني، يستخدم كلام الشارع في تصريحاته الرسمية، وينزل إلى الحضيض بمستوى دبلوماسيته، كما عوّدنا من قبل!