سيليا ولد محند، فنانة موهوبة لم تتعد 16 ربيعا اكتشفها الجمهور في مناسبات عدة كانت أبرزها ذكرى وفاة فقيد المسرح الوهراني والجزائري عبد القادر علولة، حيث أدت بصوتها الملائكي أغنية بحسها المرهف، سيليا تقتفي بثبات خطوات موهبتها الفذة التي آمنت بها وكان لوالديها الأثر الكبير في صقلها وتوجيهها لتكون بذلك شخصيتها، وليصير حب الموسيقى والغناء جزءا لا يتجزأ من حياتها. ليس غريبا أن تبرع كونها تترعرعت في وسط فني، فشقيقها الياس عازف على آلة المزمار، وطاهر عازف بيانو ماهر والموسيقى في الوسط الأسري جزء من الحياة. تدربت أذنها الموسيقية منذ الطفولة على أغاني معطوب الوناس، لونيس آيت منقلات، المطربة كريمة والمطربة نوارة وأسماء كثيرة لأبرز نجوم الأغنية القبائلية؛ مما كوّن لديها حسا موسيقيا راقيا، زادت في تنميته بعد ذلك التحاقها بالمعهد الموسيقي أحمد وهبي حيث درست الموسيقى الكلاسيكية. تخفي سيليا أكثر من موهبة في جعبتها، فهي صوت شجي يمتاز بالقوة والعذوبة في آن واحد، وتؤدي جميع الطبوع وتتقن الغناء باللهجة القبائلية، واللغتين العربية والفرنسية. حكايتها مع الغناء بدأت حين كان سنها لا يتعدى السبع سنوات،حين وقفت أمام الجمهور لأول مرة، من خلال مشاركتها في مهرجان "Racont'Art" بقرية آيت وافان في عام 2005. للعزف مع سيليا حكاية حب وعلاقة حميمية، فهي تتقن العزف على العديد من الآلات الموسيقية على غرار المندولين، القيثارة ولكن الأحب إلى قلبها هي آلة الكمان. تتعدد مواهب الفنانة سيليا، من الغناء والمسرح والسينما، حيث شاركت في التمثيل في فيلم الرجل الأول لجياني آميليو الذي أنتجته شركة "ليث ميديا"، الذي يروي قصة الكاتب آلبير كامو، حيث تقمصت دور الصديقة الشابة لالبير كامو، كما شاركت أيضا في فيلم "زبانا" للمخرج السعيد ولد خليفة أين أدت دور ابنة حارس الغابة. وشاركت مؤخرا في فيلم سينمائي هو حاليا في إطار التحضير لمراحل التصوير بعنوان "ذاكرة تصوير" للمخرج رحيم لعلوي الذي يصور في ولاية سطيف إلى جانب ألمع نجوم السينما الجزائرية، إذ وقفت سيليا أمام كل من الفنانة القديرة فريدة صابونجي، شافية بوذراع، أمل وهبي. سيليا ولد محند حازت مؤخرا على المرتبة الثالثة في الطبعة السابعة للأغنية الأمازيغية، حيث شدت الجمهور بصوتها الذهبي وهي تؤدي ببراعة منقطعة النظير أغنيتين لفقيد الطرب القبائلي معطوب الوناس، وأغنية ثالثة من تلحينها وكلماتها. سيليا ككل فنان تحمل طموحا كبيرا وتعتبر أن الفن بكل أنواعه يمنحها القوة ومتعة العيش، وهي تحضر حاليا لمشروع فني جديد، وتستعد لإصدار أول ألبوم غنائي لها، وتعكف حاليا على تلحين وكتابة أغانيه الذي اختارت له عنوان "أشمي"، الذي سيكون تجربة فريدة من نوعها ونقلة نوعية لها. تدين سيليا ولد محند بالكثير لوالديها اللذان شجعاها للمضي قدما ووفرا لها كل الإمكانيات لتصقل موهبتها وتخطو أولى خطواتها في عالم النجومية، فكانت ثمرة ذلك فنانة تحمل كل مواصفات الفنان المتكامل رغم صغر سنها.