كما كان متوقعا انتهت المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية غير المباشرة بمصر إلى الفشل، لأن إدارة الاحتلال الصهيوني لا تريد أن يخرج الفلسطينيون من أي مفاوضات بمكاسب تذكر، وعلى العكس من ذلك كانت مثل هذه المفاوضات مصدر ابتزاز للطرف الفلسطيني بتواطؤ دولي وإقليمي. ورغم إصرار الطرف الفلسطيني على إنجاح المفاوضات من أجل وقف العدوان الاسرائيلي وفك الحصار عن غزة، نجد الطرف الاسرائيلي يسارع إلى تنفيذ غاراته الجوية على غزة فور انتهاء الهدنة التي دامت 72 ساعة، وقف فيها سكان غزة على حجم الدمار والجريمة الإنسانية التي اقترفها الجيش الصهيوني بحق الأطفال والشيوخ والنساء. إن إسرائيل التي وضعت على رأس أهدافها إخضاع المقاومة في غزة وتجريدها من سلاحها فشلت في ذلك، كما فشلت في القضاء عليها في عدوانها السابق، وفشلت قبل ذلك في قهر المقاومة اللبنانية، وهو الفشل الذي أرغمها على قبول الهدنة ليس لسبب إنساني كما روج لذلك الاعلام الداعم لها ولكن ليلتقط جنودها في الصفوف الأمامية ومستوطنوها في المناطق التي طالتها صواريخ المقاومة أنفساهم ويتدبروا أمرهم. لقد عودنا الكيان الصهيوني أنه لا يعطي شيئا لا مجانا ولا بالمقابل ولكنه يعطيه فقط تحت ضربات السلاح الذي لم تعد المقاومة الفلسطينية اليوم تعدمه، وقد جاء هذا السلاح ليضيف قوة إلى قوة العزيمة والإصرار على المقاومة حتى تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني في غزة كما في جميع فلسطين. فصبرا آل غزة في عملية عض الأصابع هذه، فإن العدو الاسرائيلي يألم كما تألمون وترجون ما لا يرجون.