تعيش الثقافة شهر أوت تقاعسا ملحوظا وكأنها هي كذلك في عطلة خاصة شهر أوت، فالعديد من الفضاءات الثقافية والأدبية أغلقت أبوابها أمام النشاطات التي كانت تميّز برنامجها على امتداد السنة. يمثل شهر أوت شهرا للراحة والعطلة بالنسبة للكثيرين، وهو بذلك فرصة كبيرة لاستغلال هذا الفراغ بشكل إيجابي وممتع، غير أن العديد من الفضاءات التي كانت تتمتع بحركية ثقافية غلقت أبوابها في الوقت الذي قل نشاط قاعات السينما والمسارح، فهل للثقافة الحق في أن تأخذ عطلتها هي أيضا خاصة بعد أن عرفت بعض مجالاتها عودة في السنوات الأخيرة لاسيما في تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 "؟. وفي هذا السياق، صرح عبد الحميد رابية فنان ونائب سابق المكلف بالشؤون الثقافية بلدية الجزائر الوسطى ل"المساء" أن النشاطات الثقافية تضمحل في الفضاءات المغلقة في فصل الصيف كون بعضها كالمكتبة الوطنية الجزائرية بحاجة إلى أخذ عطلة بعد موسم من النشاطات علاوة على أن بعضها الآخر لا يتوفر على مكيفات تواجه وهج الحرارة وبالتالي لا يمكن أن تجذب المواطن المحب للثقافة في كل الفصول، بيد أن- يضيف المتحدث- تنتقل الأنشطة الثقافية في فصل الصيف وخصوصا في شهر أوت إلى فضاءات مختلفة تماما كالشواطئ وعلى الهواء الطلق أي الفضاءات المفتوحة وهو ما يحدث في الفترة الحالية في ساحة البريد المركزي حيث تحتضن برنامجا ثقافيا انطلق منذ 24 من الشهر الماضي ويستمر إلى غاية 21 من الشهر الجاري . ويضم برنامج هذه التظاهرة الثقافية عرض ما لا يقل عن 16 فيلم قديم وجديد بالتعاون مع المركز الوطني الجزائري للسمعي البصري، بالإضافة إلى قعدات تمثل تقاليد وثقافة مناطق مختلفة من الجزائر، حفلات غنائية، عروض للأطفال ونشاطات أخرى خاصة بهذه الشريحة في حديقة تيفارتي بتيلملي العاصمة، علاوة على تنظيم الأسبوع الثقافي الصحراوي الذي شهد حضور ممثلين من الحكومتين الجزائرية والصحراوية، بالمقابل تتضمن هذه الدورة أيضا نشاطات رياضية، الأولى نظمت شهر جويلية الفارط وتعلقت بالكرة الطائرة وهذا إحياء لذكرى رحيل المنشط رياض بوفجي، الثانية تمس رياضة كرة القدم وبمناسبة إحياء ذكرى رحيل بوعلام رحال وسيكون النهائي في عين زبوجة، والثالثة أيضا تهتم برياضة كرة القدم، أصاغر، وسيكون النهائي في ملعب زموشي يوم 19 أوت الجاري، وسيكون الاختتام بتنظيم مهرجان الضحك دائما بساحة البريد المركزي وهذا يوم 21 أوت الحالي. رابية أعتبر أن الاهتمام السلطات المعنية بالثقافة أمر في غاية الأهمية، متحسرا بالمقابل على اقتصار هذا الاهتمام على النشاطات دون الحالة المزرية التي يعيشها الفنان الجزائري خاصة من الناحية المادية، مضيفا أن الثقافة هي المعيار الذي يقاس به مدى تقدم وتطور الدول.